سكينة فؤاد تروي حكاية فاتن حمامة مع قرى الصيادين
محمد شهاب
أكدت الكاتبة سكينة فؤاد أن تقديم فاتن حمامة لدور فاطمة في فيلم "ليلة القبض على فاطمة" كان بمحض الصدفة حيث كانت تزورها ليلاً بصفتها صحفية لتجري معها حواراً صحفياً وانتهزت الفرصة وقدمت لها قصتها القصيرة لقراءتها وبعد انصرافها فؤجت بفاتن حمامة تتصل بها تليفونياً في الصباح الباكر لتقول لها أنها قررت تقديم شخصية فاطمة وبالفعل قدمتها سينمائيا مع المخرج بركات ومسلسل إذاعي في رمضان مع المخرج علي عيسي وإعداد عبدالرحمن فهمي، وتابعت سكينة أنها سافرت معها إلى بورسعيد لتبحث عن الأماكن الشعبية التي كتبت عنها في مشاهد المطاردة وكانت حريصة على أن تعايش البيئة وتقترب إلى الرجال والنساء في قرى الصيادين لتعيش واقعهم، وعن تعاونها تقول أن قراءتها تحليلية فهي لا تتدخل لتغير ولكن تقرأ لتفهم وهي لا يمكن أن تقدم عملا إلا وإذا ربطتها مع البطلة التي ستقوم بدورها علاقة وثيقة جداً وفهمت أبعادها النفسية والاجتماعية والاقتصادية فهي لا تكف عن السؤال"لماذا تفعل ذلك؟" ولا يمكن أن تنطق جملة في حوار لا تقتنع به أو لا تفهمه.
أضافت سكينة أن فاتن على المستوى الشخصي كانت شديدة الجمال الإنساني من أول دور قدمته مع عبد الوهاب كانت شديدة الدماثة وكانت مصرية حقيقية، ولم تحصل على هذا النجاح والقيمة والتقدير إلا لأنها مثلت كل ما في الشخصية المصرية الأصيلة، وأنها لم تتوقف عن الدعابة والمرح، وكانت تميل إلى الابتسامة الرقيقة، ولا تجرح أحدا، شديدة التهذب مع كل من حولها، وعندما اقتربت منها تضاعف حبها لها وتعتبر أن سر نجاحها هو أنها حملت ملامح الشخصية المصرية واحترمت بلدها بصدق وآمنت بدور الفن في مواجهة الألم المصري فهي مثقفة وقارئة لأغلب المبدعين وحرصت على القرأة لشباب الكتاب لتعرف كيف يفكرون وفي المجمل كان الاقتراب منها متعة ولخصتها في جملة أنها واحدة هي درس عنوانه "من أين يأتي التقدير؟" من الاحترام والإنسانية والابداع.
ساحة النقاش