كيفية تحويل سياح(سدة) إلى مزرعة سمكية
محمد شهاب
مارس المصريين في المناطق المحيطة بالبحيرات الشمالية، خاصة الصيادين منهم، مارسوا عملية استزراع سمكي بدائي نسبيا، فقد كانت هناك أراضى تحيط بالبحيرات، و كانت تغمرها المياه في وقت من الأوقات، سواء كانت مياه فيضانات، قبل إنشاء السد العالي أو مياه البحيرات، و من هنا جاء الاسم، أي تسح بالمياه، أو تسد المياه عنها ثم يعاد غمرها بالمياه مرة آخري. و كانت تفرغ تلك الأراضي عندما تغمر بمياه البحيرة الملاصقة لها بطلمبات قوية، نظرا إلى كبر مساحات تلك السياحات(السدد)، كانت قد تصل لمساحات قد تتعدى مائة فدان، و تدخل مياه البحيرة و معها بيض و زريعة و إصبعيات الأسماك و الأسماك الناضجة. فحقق لحائزيها مكاسب ضخمة، و بمجهود ليس بالضخم.
عادة كانت أراضى السياحات(السدد) وضع يد، و يحوزها اسر كبيرة من الصيادين و أصحاب حلقات السمك و ملاك اراضى، و ذات عزوة في منطقتها، مما يسر لهم حمايتها، على الرغم من أن تلك السدد جرمت من الناحية القانونية، نظرا لأنها تقضى على الثروة السمكية، لقطعها دورة حياة السمك، خاصة الذي يتجه من النيل إلى البحر المتوسط للتفريخ، ثم العودة مرة آخري للمياه العذبة، عن طريق البواغيز، مثل البوري و الطوبار و معها العائلة البورية، مع اختلاف توقيتات الهجرة لكل نوع، أو العكس مثل ثعبان السمك.
لكن و نتيجة لتوسع حجم تلك الأسر، و نتيجة لخلافات دبت بين أفرادها، و كذلك نتيجة للتجريم كعامل مساعد، قسمت تلك المساحات، بين أفراد تلك الأسر، كذلك نتيجة لارتفاع هائل في أسعار الاراضى في مصر بصفة عامه، و منهالا تلك الأراضي، فحدثت عمليات بيع و شراء لتلك الأراضي.
تحولت تلك السياحات(السدد) إلى مزارع سمكية، وبدلا من أن يتم غمرها بالكامل بماء البحيرة، مع حدوث تغير فى المساحات، و هو الصغر بعد تقسيمها بين الشركاء، أو نتيجة لبيع بعضها، و كل قطعة لتصبح مزرعة سمكية، تقسم لأحواض تربية و حضانات، لتحوى الأسماك و الزريعة و الإصبعيات السمكية، فالمزارع السمكية أكثر ربحية، مقارنة بالزراعة النباتية، خاصة و أن حائزيها من المحترفين، سواء في زراعة أو صيد الأسماك، أو لتحضين زريعة و بيعها. كذلك يتم توصيل تلك المزارع بقنوات الرى و الصرف بالمنطقة، أو مباشرة للبحيرة كمصدر للرى.
ساحة النقاش