لماذ غاب الباحثون السمكيون المصريون عن أبحاث كبرى مع دول متقدمه؟
محمد شهاب
لا يمكن تحميل الباحثين المصريين نتائج إهمال لعدة عقود من الزمان للبحث العلمي المصري، و يمكن الخوض في أسباب ما وصل إليه بحثنا العالمي، خاصة في مجال الاستزراع السمكي، و لكن ليس مجالنا هنا الآن مثل هذا الأمر. و لكن الحديث منصب على القادم، و الذي نتمنى أن نصحح فيه أخطاء الماضي القريب و البعيد، فهناك فرصة ضخمة لباحثينا و مؤسساتنا العلمية و التعليمية و البحثية، خاصة في مجال الأسماك و مزارعها، خاصة و أن مصر أكبر منتج لأسماك البوري على مستوى العالم، من مزارعها السمكية، كذلك نحن ننتج من مزارعنا ثاني اكبر إنتاج من البلطي النيلي بعد الصين، و كذلك نحن تاسع دولة على مستوى العالم في حجم إنتاجها السمكي الذي تعدى المليون طن/سنة. و لنا خبرة تقارب النصف قرن في المزارع السمكية التجارية، و حوالي 4 آلاف سنة هي تقريبا أو زراعة سمكية تمت على وجه الأرض(كانت تقام على أرض الحدائق الخلفية لقصور النبلاء المصريين، تلقى زريعة البلطي في الغالب، ليقوموا هم و أصدقائهم بصيدها فيما بعد).
و لاننسى معاهدنا البحثية العريقة، مثل معهد علوم بحار، و معاهد بحثية تتبع وزارة الري(معهد صيانة المجارى المائية، و الذي كان يسمى معه الحشائش- و تتبع حاليا المركز القومي لبحوث المياه) و الجامعات و مراكز بحوث مصرية و التي قامت بالتالي:
- عام 1900 تخزين زريعة البوري والثعابين وموسى في بحيرتي مريوط وقارون.
- عام 1929إنشاء مزرعة القناطر الخيرية لتفريخ أسماك المياه العذبة .
- عام 1931أقيمت مزرعة المكس 37 فدان بالأسكندريه لتجميع زريعة البوري وثعبان السمك.
- عام 1943 بدأت مزرعة القناطر الخيرية إجراء بحوث على أقلمة وتفريخ المبروك والبلطي الموزمبيقي .
- عام 1949أقيمت مزرعة السرو 30 فدان ومعها مركز تدريب وتفريخ لأسماك المبروك والقراميط .
- عام 1954تم إجراء تجارب لاستزراع المبروك في حقول الأرز.
- عام 1959أستززراع المحار في خليج السويس بالطرق اليابانية واللؤلؤ .
- عام 1970أستغلال بركة العباسة محافظة الشرقية لاستزراع البوري والمبروك.
- عام 1977إدخال زراعة الجمبري في بحيرة قارون .
- عام 1980بدأ معهد علوم البحار مشروع تربية السمك في أقفاص.
- عام 1983أستزراع المبروك في حقول الأرز بمحافظة الشرقية ثم التوسع بها العام التالي .
- عام 1986مزرعة أقفاص في دمياط بواسطة معهد علوم البحار.
و بعدها نشرت الكثير من البحوث و رسائل الماجستير و الدكتوراه، تغطى قطاع الاستزراع و التربية السمكية.
لماذا و لدينا عشرات الجامعات، و المراكز و المعاهد البحثية، و كم ليس بالقليل من الباحثين، لم تشارك مصر في بحوث متقدمه و التي تجرى على مستوى العالم، مثل:
- مشروع SELFDOTT قيمته 2.98 مليون يورو، كان المنسق فيه معهد علوم البحار الأسباني و شاركت فيه 12 مؤسسة علمية و صناعية و منظمات من فرنسا و ألمانيا و اليونان و إسرائيل و إيطاليا و مالطا و النرويج، و تم إنتاج 10 مليون بيضه في يوم واحد، من بيض سمك التونة Atlantic Bluefin Tuna وهى في محبس in captivity ، باستخدام وسائل طبيعية، و بدون هرمون محفزه
- المشروع الأوروبي DIVERSIFY ، و فيه تم التعرف على عدد من أنواع جديدة صاعدة من الأسماك، ذات قدرة مستقبلية للتوسع في زراعتها بمزارع الاتحاد الأوروبي السمكية، كانت من تلك الأنواع التي تم التعرف عليها في المشروع هي:
1- للمياه الدافئة و الزراعة في أقفاص بحرية
- اللوت Argyrosomus regius (meager)
- أمبير جاك Seriola dumerili (greater amberjack)
2- للمياه الدافئة و الباردة و التربية في أقفاص
- تونه wreckfish) Polyprion americanus)
3- مياه باردة بحرية
- نازلى Atlantic halibut) Hippoglossus hippoglossus)
4- مياه متعددة الدرجات من الملوحة و تزرع في مزارع مكثفة
- البورى grey mullet) Mugil cephalus(
5- مياه عذبة و مزارع مكثفة
- بيك برش pikeperch)Sander lucioperca)
و سنلاحظ من بينها سمكة البوري، و التي نحن اكبر منتج لها من مزارعنا، بلا منازع على مستوى العالم، و على الرغم من ذلك، فلم ننجح حتى الآن في تفريخها صناعيا، و العالم قام بنجاح بتفريخها صناعيا منذ ما يزيد على ربع قرن من الزمان.
هناك الكثير من الفرص أمامنا، لنثبت جدارتنا في تقدم عمليات تنمية الثروة السمكية المصرية في الداخل، في مجالات، الإنتاج السمكي من المزارع و الأقفاص و أحواض الأرز. و التي لن تنجز بدون دفعة قوية عن طريق البحث العلمي. و التي ستؤدى إلى طفرة للمصريين في مجالات التعليم أو التدريب أو البحوث في الداخل و الخارج، خاصة في أفريقيا و الدول العربية و أمريكا الجنوبية و آسيا.
لكن حالة البحث العلمى فى مصر، لن تحقق المأمول منها، فى مجال الثروة السمكية المصرية خاصة الأستزراع، فى المستقبل المنظور، نظرا الى أن الكثير من الباحثين تبهرهم اضواء القوة(السياسة و المال)، و الكل يعرف مصير الفراشات التى تقترب من الضؤ، كذلك كثيرين منهم ينسوا فضيلة الأمانة العلمية و فضيلة العمل كفريق، اما المعارك الكثيرة و الزائدة عن الحد بين الباحثين، فربما يرجعها البعض الى عدم وضوح الهدف. و يضاف لذلك تردى مستوى الجامعات المصرية، بدليل غيابها عن التصنيف الدولى فى افضل 500 جامعة على مستوى العالم، و لهذا فليس بمستغرب أستبعاد المصريين من الأبحاث عالية التكنولوجيا!!!
ساحة النقاش