محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

 

أراء المتخصصين فى نفوق الأسماك فى 9 محافظات

محمد شهاب

أنقل أراء بعض الأكاديميين و التنفيذيين الخبراء فيما يدور من نقاش حول نفوق الأسماك في النيل و الأقفاص السمكية و مصادر مياه النيل في مصر، و التي نشرت في الأهرام الرقمي 15/10/2014. ممكن أن نتفق و نختلف في بعض الآراء، خاصة فيما يتعلق بارتفاع درجة حرارة الكون، نظرا إلى أن طوال القرن العشرين، قد زادت درجة حرارة كوكب الأرض بمقدار 0.4 درجة مئوية. أما رأى ممثل الهيئة(رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شرق الدلتا) فهو يدعو للدهشة، خاصة قوله(هذه الأقفاص مخالفة، وتتولى وزارة الموارد المائية و الري رفعها لمخالفتها لنوعية الأغذية الصحية للأسماك، و التي تؤثر على جودة مياه الشرب)، و هو يعرف أن معظم مزارع مصر السمكية تعمل في ارض وضع يد و بدون ترخيص و بعضها يستخدم مياه عذبة، و في مناطق قد تصلح للزراعة، و هو ما يخالف المادة 48 من قانون 124 لسنة 1983 المنظم للمزارع السمكية، و عموما اغلب مزارع و مفرخات و أقفاص مصر السمكية مخالف للقانون، نظرا للعشوائية السائدة في هذا القطاع، و الهيئة ليست بريئة من هذا الوضع المستمر منذ ما يقرب من نصف قرن، و معها جهات حكومية آخري و كذلك المزارعين !!

زينب عطية النجدى: رئيس بحوث البيئة المائية ومدير المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية

- إن صرف المنشآت الصناعية الذى يحوى المعادن الثقيلة وتركيزات مرتفعة من العناصر المغذية وغيرها، والصرف الصحى بما يحمله من عناصر وأحياء ميكروبية أهم المتهمين بقتل الأسماك والتسبب فى نفوقها.

عادل شاهين: رئيس قسم أمراض الأسماك بكلية طب بيطرى جامعة بنها

-سمكة البلطى تعد من أكثر أنواع الأسماك مقاومة للأمراض، والتى يتراوح إنتاجها بالمزارع السمكية بمصر من 60% إلى 70% إلا أنها صارت تعانى من نسبة النفوق العالية بها مما يعد مؤشراً خطيراً على ارتفاع نسبة التلوث بالمياه لدرجة تفوق الحد، لافتاً إلى أن هذه السمكة تعد أقل سمكة فى العالم تحتجز الملوثات أو السموم بداخلها وخاصة السموم العضوية.

- تظل الملوثات العضوية هى الخطر الخفى والأكيد لأنها لا تظهر، حيث تبدو السمكة سليمة ظاهرياً، ولا يمكن لأى شخص عادى أو متخصص التعرف عليها أو اكتشافها إلا عن طريق التحاليل، كما أنها لاتتأثر بحرارة الطهو.

رياض خليل: أستاذ أمراض الأسماك بكلية طب بيطرى جامعة الاسكندرية

- لا توجد بيانات واضحة لتحديد المشكلة الأساسية للمزارع السمكية فى مصر.

علاء الدحار: أستاذ إنتاج وتغذية الأسماك بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية

 المشكلة فى هذه المنطقة(إدفينا- فرع رشيد) تكمن فى فتح قنوات إدفينا للتخلص من المكونات الموجودة بمجرى النيل، والتى تكون بمثابة عملية غسيل للنهر، فعندما يتم الفتح فإن المياه العذبة تختلط بالمياه المالحة، وبالتالى يحدث النفوق نتيجة للتغيير الفجائى فى ملوحة المياه.

 إسماعيل عبدالمنعم: رئيس قسم أمراض الأسماك بكلية طب بيطرى جامعة قناة السويس

 من اللافت للنظر هذا العام وجود نسب نفوق عالية فى البلطى النيلى رغم وجود أنواع أخرى من الأسماك مثل: البورى والمبروك والقرموط والطوبار والتى تعيش معه فى نفس المزرعة.

- طلعت نصر الدين الأستاذ المتفرغ بمركز البحوث الزراعية ورئيس هيئة الثروة السمكية السابق

بعض محطات الصرف الصحى غير مكتملة ولا توجد بها محطات تنقية ثلاثية، فهى تصرف ما بها فى المجارى المائية بفروع النيل دون معالجة وكذلك الحال بالنسبة لبقايا الأسمدة والمبيدات التى تخرج مع مياه الصرف الزراعى

صلاح أبوجمعة: رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شرق الدلتا

- لم يبلغ بأى حالة نفوق بالنسبة للأقفاص السمكية بفرع النيل بدمياط حتى الآن، وإن كانت هذه الأقفاص مخالفة، وتتولى وزارة الموارد المائية والرى رفعها لمخالفتها لنوعية الأغذية الصحية للأسماك، والتى تؤثر على جودة مياه الشرب.
- أما بالنسبة للمزارع السمكية البحرية بدمياط، والتى تربى بها أصناف القاروص والدنيس واللوت، فهذه الأسماك حساسة لدرجات الملوحة ونقص الأكسجين وارتفاع درجات الحرارة وارتفاع نسبة الشبورة فى الموجات الحارة، حيث تتسبب هذه العوامل فى نقص حاد بنسبة الأكسجين المذاب فى المياه

المقالة الأصلية -الأهرام الرقمى 15/10/2014

المصدرأخبار عن نفوق الأسماك هنا وهناك، وفى مناطق متفرقة من الجمهورية، وبين تأكيد المواطنين، ونفى بعض المسئولين، ووصف آخرين بأنه مبالغ فيه، قامت بإجراء هذا التحقيق لنشر الحقيقة الكاملة حول ظاهرة نفوق الأسماك. وللأسف تهرب بعض المسئولين من الإجابة على الأسئلة، وهو ما أثار الشك حول حجم المشكلة، وبعد عناء ومشقة البحث عن الحقيقة، كشفت لنا مسئولة جريئة خريطة نفوق الأسماك على أرض الواقع، حيث طالت الظاهرة تسع محافظات، مؤكدة أن كارثة نفوق الأسماك ضربت مؤخراً فرع رشيد بطول 239 كيلو متراً.
فى البداية تقول الدكتورة زينب عطية النجدى، رئيس بحوث البيئة المائية ومدير المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية، "إن أسباب الكارثة عديدة وأهمها ما تتعرض له مواردنا المائية من تجفيف، واستقطاعات فى البحيرات، إضافة إلى الصرف الصناعى والصحى (صرف المصانع والمستشفيات المباشر على المجارى المائية)، ثم الصيد الجائر والصيد المخالف.
وكشفت النجدى عن خريطة نفوق الأسماك، قائلة "إن نفوق الأسماك طال المزارع السمكية بمناطق وسط الدلتا (محافظة كفر الشيخ)، والمنطقة الغربية (محافظة البحيرة)، ومنطقة دمياط (محافظة الدقهلية - الشرقية - دمياط)، ومنطقة وادى النيل (محافظة الفيوم)، حتى المنطقة الشرقية (بورسعيد - الإسماعيلية - شمال سيناء)، كما طال فرع رشيد (بطول 239كم).
وقالت النجدي، إن تغيرات الطقس الواضحة والمتمثلة فى زيادة درجة حرارة الجو عن المعدل المتعارف عليه، تؤثر بالتأكيد على توزيع وحركة الأسماك بالبحار، حيث إنها تؤدى إلى زيادة الملوحة خاصة بالأماكن الضحلة بالبحيرات، وبالتالى تؤثر فى نمو الأسماك، وقد تقتلهم فى نهاية الأمر.
ولفتت إلى اتجاه بعض مزارعى الأسماك لتكثيف الأسماك (أى زيادة عدد الأسماك فى وحدة المساحة)، وبالتالى زيادة كمية العلف المستخدم (بشكل غير محسوب)، واستخدام مكونات بعلائق مصنعة محلياً داخل المزرعة مثل كسر مصانع المكرونة وخلافه مع ارتفاع درجة الحرارة، كلها عوامل تؤدى إلى تراكم الغذاء غير المأكول مما يزيد من نشاط الكائنات الحية المحللة لهذه المواد العضوية، وبالتالى يزيد من تركيز المركبات النيتروجينية خاصة جزيئ الأمونيوم، والذى يتحول بدوره إلى غاز الأمونيا الضار بالأسماك، والذى يؤدى إلى فقدان التوازن وزيادة النشاط التنفسى وامتصاص الأكسجين عند التركيز المنخفض، ومع زيادة التركيز تتعرض الأسماك لتشنجات وغيبوبة والنفوق.
وقالت إنه فى حالة زيادة التركيز عن 0.1 ملليجرام فى اللتر، حتى فى حالة التعرض لفترة قصيرة يؤدى إلى أضرار للسمكة بالجلد والعين والخياشيم كما يؤدى لانخفاض فى معدل النمو، وتضخم الأنسجة الخيشومية، مما يحد من قدرة الأسماك على التنفس ويؤدى الى تضخم الكبد والكلى، مضيفة إن عدم القدرة على إفراز الأمونيا من الخياشيم يؤدى إلى ارتفاع تركيزها فى الدم، مما يؤدى إلى تلف الأعضاء الداخلية وتقبع الأسماك فى القاع وتهتز الزعانف بشكل غير طبيعى وأكثر من المعتاد، أو تلهث على السطح إذا تأثرت الخياشيم.
وأشارت إلى أن زيادة كمية العلف غير المأكول، وتراكمه بالحوض وزيادة كمية الغذاء الطبيعى بالحوض يؤدى إلى نقص تركيز الأكسجين الذائب فى الماء فى فترة ما بعد غروب الشمس وحتى قبل الفجر، وهذا أيضا يؤثرعلى حياة الأسماك وتكون فترة كافية لنفوقها، ويؤخذ فى الاعتبار أنه كلما زادت درجة الحرارة قل ذوبان الأكسجين من الجو بالماء، محذرة من إن زيادة المادة العضوية بالحوض يؤدى إلى زيادة عكارة الماء التى تقلل من نفاذ الضوء لعمود الماء مؤثراً بذلك على عملية إنتاج الأكسجين.
و ترى إن صرف المنشآت الصناعية الذى يحوى المعادن الثقيلة وتركيزات مرتفعة من العناصر المغذية وغيرها، والصرف الصحى بما يحمله من عناصر وأحياء ميكروبية أهم المتهمين بقتل الأسماك والتسبب فى نفوقها، حيث تؤثر سلباً على خصائص مصادر المياه الطبيعية، وتؤدى إلى تغير سلبى فى الوسط البيئى الطبيعى. وتشير الإحصائيات، حسب النجدى، إن عدد الأقفاص بالنيل وصل عددها إلى 1973 قفصاً، منها 929 فى فرع رشيد و1048 فى فرع دمياط، ومع ذلك فإن زيادة تركيز المركبات النيتروجينية والفوسفور والمادة العضوية فى المناطق المجاورة للقفص وصل إلى 50 متراً، مؤكدة إن وجود الأقفاص بمجرى فرعى النيل يعد عاملا من عوامل نفوق الأسماك.
وتضيف إن تربية الأسماك فى الأقفاص مشروع مميز وواعد، ولكن علينا أن نجد الأماكن المناسبة على سواحل البحر المتوسط.
وترى النجدى، اتخاذ تلك الإجراءات العاجلة لوقف ظاهرة نفوق الاسماك، ومنها: وقف الصرف الصناعى والصحى على المجارى المائية، لتحسين جودة الماء لنمو الأسماك، تطبيق وتغليظ العقوبة على الصيد المخالف، التطبيق الحازم لوقف الصيد فى البحار والبحيرات لفترة تسمح باستعادة مخزونها وحيويتها، المشاركة الفعلية باقتناع الصياد والمزارع فى تطبيق ما سبق، وتأهيل الصياد للعمل بمهن مرتبطة بالصيد فى وقت منع الصيد، إزالة الأقفاص السمكية من مجرى نهر النيل أو فروعه، والامتناع نهائياً عن وضع الأقفاص السمكية داخل أو ببواغيز البحيرات، عمل مجموعات عمل لكل محافظة بها نشاط الاستزراع السمكى، تتعامل مع جمعيات منتجى الأسماك بها لتنظيم اللقاءات الدورية مع المزارعين، لتنظيم برامج إرشادية مستمرة لشرح ما يمكن مواجهته من مشاكل أثناء موسم الاستزراع.
 نفوق الأسماك فى كفر الشيخ
كشف الدكتور عادل شاهين رئيس قسم أمراض الأسماك بكلية طب بيطرى جامعة بنها عن أن الكلية تقوم حاليا بعمل خريطة لأمراض الأسماك بمحافظات الدلتا، وذلك من خلال عمل مسح شامل بها من خلال مشروع التميز الذى أسند للكلية، والذى أسفر عن اكتشاف العديد من الأمراض التى تصيب الأسماك، بعضها معروف والبعض الآخر مازال محل الدراسة حاليا، علاوة على رصد تلوث المياه وتأثيره على الأسماك ودراسة المزارع السمكية بكفر الشيخ ومطوبس ومزارع الرياض وطلمبات 7 وصان الحجر بالشرقية والمنزلة والقنطرة وغيرهم.
وأعرب عن دهشته، أنه لم يصل مسئول واحد من أى جهة لأرض الواقع حتى أن أصحاب المزارع استنجدوا بفريق العمل لمواجهة نسبة النفوق العالية التى لحقت بمزارعهم خاصة بكفر الشيخ.
وأضاف: تعرضت مصر لهزة كبيرة فى الإنتاج السمكى، بسبب ظاهرة النفوق الجماعى التى أصابت الأسماك وبالتحديد فى يوليو من عام 2013، ثم حدثت فى شهرى أبريل ومايو من العام الحالى 2014 فى فرع رشيد، كما يحدث حاليا فى فرع دمياط منذ أكثر من شهرين، وكذلك الحال بالنسبة للمزارع السمكية.
وبالنسبة لفرع رشيد، أشار إلى أن السدة الشتوية هى التى تعمل على نفوق الأسماك به، نتيجة نقص المياه فى هذا التوقيت بنهر النيل وروافده، مع استمرار نسبة التلوث كما هى، مما يؤدى إلى زيادة تركيز المواد الضارة بالمياه، مؤكداً على أن استخدام المبيدات بدون ترشيد أو إرشاد أو رقابة.
وحذر من خطورة الملوثات العضوية الناتجة عن المبيدات، والتى تتراكم فى الأنسجة الدهنية للأسماك، وماتسببه من ضرر بالغ عند تراكمها بجسم الإنسان كمواد سامة تؤدى فيما بعد لإصابته بالسرطان، كاشفاً عن إن سيارات كسح الصرف الصحى بالوحدات المحلية هى التى تقوم بإلقاء المخلفات الآدمية بالنيل وأن التراكم الحيوى لهذه الملوثات موجود بالأسماك، وهو مايسمى بالحزمة القذرة أو المسرطنة.
سمكة البلطى
وأشار شاهين، أنه بالرغم من أن سمكة البلطى تعد من أكثر أنواع الأسماك مقاومة للأمراض، والتى يتراوح إنتاجها بالمزارع السمكية بمصر من 60% إلى 70% إلا أنها صارت تعانى من نسبة النفوق العالية بها مما يعد مؤشراً خطيراً على ارتفاع نسبة التلوث بالمياه لدرجة تفوق الحد، لافتاً إلى أن هذه السمكة تعد أقل سمكة فى العالم تحتجز الملوثات أو السموم بداخلها وخاصة السموم العضوية.ويرى أن تأثير تلوث المياه على الإنسان يتمثل فى الخسائر الاقتصادية الفادحة التى تلحق بأصحاب المزارع السمكية، نتيجة لنفوق كميات كبيرة من إنتاجها من الأسماك. وأضاف كما أن القليل منها قد يسبب أمراضاً للإنسان فى حالة عدم طهيها جيداً، وتظل الملوثات العضوية هى الخطر الخفى والأكيد لأنها لا تظهر، حيث تبدو السمكة سليمة ظاهرياً، ولا يمكن لأى شخص عادى أو متخصص التعرف عليها أو اكتشافها إلا عن طريق التحاليل، كما أنها لاتتأثر بحرارة الطهو، فهى أخطر من الأمراض التى تصيب الأسماك، حيث إن هذه الأمراض تتسبب فى أعراض إكلينيكية، فدائماً ما يكون الجلد والزعانف والخياشيم مرآة للحالة الصحية للسمكة، أما الملوثات العضوية فتكمن خطورتها فى إصابتها للإنسان بالأمراض الخطيرة كالسرطان، ولذا ينصح بعدم أكل رؤوس الأسماك وتنظيف أحشائها جيداً قبل الشوى.

 

غياب منظومة للاستزراع السمكى
ويرى الدكتور رياض خليل أستاذ أمراض الأسماك بكلية طب بيطرى جامعة الاسكندرية، أن عدم وجود منظومة للاستزراع السمكى فى مصر وراء تفاقم هذه المشكلة، حيث لا توجد بيانات واضحة لتحديد المشكلة الأساسية للمزارع السمكية فى مصر، مضيفاً أن أصحاب المزارع السمكية لا يتبعون الطرق العلمية السليمة فى التربية، حيث تتم زيادة وتكثيف عدد الأسماك فى وحدة المساحة عن الحد اللازم.
وأشار إلى ضرورة وجود دور للهيئات العلمية المتخصصة فى مجال الاستزراع السمكى فى مصر، لتقديم المشورة للمزارع السمكية ونشر التقنيات العلمية الحديثة بها، من خلال ما يقومون به من دراسات وأبحاث على أرض الواقع. ويرى رياض حل المشكلة فى أنه إذا صلحت المياه والأعلاف نجح الاستزراع السمكى، منبهاً إلى أنه فى حالة حدوث أمراض بالأسماك فإن النفوق بها يكون حتمياً حيث يؤدى ذلك إلى فقد الأسماك لشهيتها فى الطعام.
رشيد
ويرى الدكتور علاء الدحار أستاذ إنتاج وتغذية الأسماك بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، أن الأقفاص السمكية الموجودة قبل قناطر إدفينا (مخالفة وتعمل وزارة الرى على رفعها)، تعانى من تدهور فى نوعية المياه نتيجة لقيام الزراع بهذه المنطقة بوضع كميات كبيرة من الأسماك بشكل مبالغ فيه بالأحواض، وكذلك المبالغة فى استخدامهم للأعلاف مما يزيد من كثافتها بالمياه، ويجعلها تفوق قدرة المياه على التجديد والتخلص من المخلفات الذائبة بها ويؤثر على جودة المياه ويؤدى إلى تدهورها بشكل مباشر.
ويضيف أما بالنسبة للجزر الواقعة بعد قناطر إدفينا فى فرع رشيد، فيسمح فيها بوضع الأقفاص السمكية لأنه الجزء المتصل بالبحر المتوسط، وليس فيه مأخذ لمياه الشرب، وهو ما تتم تربية الأسماك فيه، مشيراً إلى أن المشكلة فى هذه المنطقة تكمن فى فتح قنوات إدفينا للتخلص من المكونات الموجودة بمجرى النيل، والتى تكون بمثابة عملية غسيل للنهر، فعندما يتم الفتح فإن المياه العذبة تختلط بالمياه المالحة، وبالتالى يحدث النفوق نتيجة للتغيير الفجائى فى ملوحة المياه.
نفوق البلطى النيلى!
لفت الدكتور إسماعيل عبدالمنعم رئيس قسم أمراض الأسماك بكلية طب بيطرى جامعة قناة السويس، وأول أستاذ مصرى يحصل على جائزة الدولة فى أمراض الأسماك، أن الأسماك كباقى الفقريات معرضة للمرض إلا أن الوسط الذى تعيش فيه يختلف عن الوسط الذى تعيش فيه الكائنات الأخرى، حيث إن كثافة الماء تعادل 800 مرة كثافة الهواء، ما يعنى أن هناك مقاومة موجودة فى المياه.
وأشار أنه من اللافت للنظر هذا العام وجود نسب نفوق عالية فى البلطى النيلى رغم وجود أنواع أخرى من الأسماك مثل: البورى والمبروك والقرموط والطوبار والتى تعيش معه فى نفس المزرعة.
وتساءل لماذا هذا النوع بالتحديد؟، خاصة وأن هناك أنواعاً أخرى من البلطى مثل البلطى الأوريا والأخضر والجيلى لم تظهر عليها أى أمراض، ولم يحدث بها نفوق جماعى.
وأشار رداً على هذا التساؤل أن التغيرات المناخية وما يشهده العالم من ارتفاع ملحوظ فى درجات الحرارة، والذى تزداد معه معدلات درجات الحرارة بالمياه له تأثير كبير على هذه السمكة، حيث إنها تتأثر بزيادة درجات الحرارة لوجود أحد الجينات بها يجعلها تقع تحت تأثير عامل إجهادى ضاغط ما يجعلها لا تتحمل درجات الحرارة المرتفعة كما يجعلها أقل مقاومة لها، مضيفاً أن هذا يسهل عملية تحول البكتيريا والأوليات الأخرى المتعايشة معها إلى كائنات ممرضة.
ويتفق معه فى الرأى الدكتور أحمد الأشرم رئيس قسم أمراض الأسماك بكلية الثروة السمكية بجامعة السويس، حيث يشير إلى أن النفوق الجماعى للأسماك عامة يرجع إما لأسباب معدية كالأمراض الفيروسية أو البكتيرية أو الفطرية أو الطفيلية أو لأسباب غير معدية كالملوثات بأنواعها أو نقص نسبة الأكجسين المذاب فى المياه أو التعرض لتغيرات بيئية مفاجئة.
وأوضح بالنسبة للإصابة الفيروسية أن الظروف المناخية فى مصر لا تسمح بظهورها بشكل وبائى، كما أن الأمراض البكتيرية قد تؤدى إلى النفوق الجماعى ولكنه غالباً ما يتم على مراحل، أما بالنسبة للملوثات فإن تأثيرها يؤدى إلى النفوق الجماعى للأسماك ولكن دون ظهور أى أعراض عليها حيث تعد حالات تسمم.
التعاون الوثيق
ويشير الدكتور طلعت نصر الدين الأستاذ المتفرغ بمركز البحوث الزراعية ورئيس هيئة الثروة السمكية السابق، أن بعض محطات الصرف الصحى غير مكتملة ولا توجد بها محطات تنقية ثلاثية، فهى تصرف ما بها فى المجارى المائية بفروع النيل دون معالجة وكذلك الحال بالنسبة لبقايا الأسمدة والمبيدات التى تخرج مع مياه الصرف الزراعى، وأنه مع نقص معدل ضخ المياه فى فرعى النيل يزداد تركيز الملوثات فى المياه ما يؤدى إلى التأثير المباشر على الأسماك، وترتفع نسبة نفوقها بصورة واضحة وخاصة فى مناطق كفر الزيات بسبب المصانع الموجودة بها ومصرف الرهاوى وكذلك مريوط ورشيد وبحيرة المنزلة بسبب مصرف بحر البقر.
مسئولو دمياط ينفون نفوق الأسماك
أكد المهندس صلاح أبوجمعة رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شرق الدلتا أنه لم يبلغ بأى حالة نفوق بالنسبة للأقفاص السمكية بفرع النيل بدمياط حتى الآن، وإن كانت هذه الأقفاص مخالفة، وتتولى وزارة الموارد المائية والرى رفعها لمخالفتها لنوعية الأغذية الصحية للأسماك، والتى تؤثر على جودة مياه الشرب.
ويضيف أما بالنسبة للمزارع السمكية البحرية بدمياط، والتى تربى بها أصناف القاروص والدنيس واللوت، فهذه الأسماك حساسة لدرجات الملوحة ونقص الأكسجين وارتفاع درجات الحرارة وارتفاع نسبة الشبورة فى الموجات الحارة، حيث تتسبب هذه العوامل فى نقص حاد بنسبة الأكسجين المذاب فى المياه.
ويرى إذا كانت هناك بعض المزارع التى لم تقم باتخاذ التدابير الفنية اللازمة للتغلب على مشكلة نقص الأكسجين الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة والشبورة ونسبة الملوحة، والتى تتمثل فى تشغيل بدلات للتهوية، أو ماكينات لضخ المياه أو أى وسيلة أخرى تؤدى إلى التغلب على هذه المشكلة.
لمزيد من المعلومات يمكن التواصل مع الروابط التالية المتعلقة بالمزارع السمكية:
http://www.facebook.com/groups/210540498958655/
http://kenanaonline.com/hatmheet
http://kenanaonline.com/users/hatmheet/posts
https://twitter.com/shihab2000eg
http://www.youtube.com/results?search_query=shihabzoo&sm=3
https://www.facebook.com/pages/%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A3%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D9%83%D9%8A%D8%A9-Aquaculture-Press/745767408789564
المصدر: الأهرام الرقمى 15/10/2014
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 516 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,280,653