محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

authentication required

الفسيخ عالمي

إعداد/محمد شهاب


بقلم : د‏.‏ ماجد عثمان

الحديث عن الفسيخ في الأيام السابقة علي شم النسيم‏,‏ والأيام التالية له‏,‏ يتطرق عادة إلي ضبط كميات من الفسيخ الفاسد‏,‏ وعن ارتفاع أسعار الفسيخ مقارنة بالأعوام السابقة‏,‏ وعن التأثير الصحي الضار لأكل الفسيخ‏,‏ وينتهي عادة بالحديث عن حالات التسمم التي سببها أكل الفسيخ‏,‏ وهذا الحديث هو حديث يتكرر كل عام ربما مع بعض الاختلاف في الكمية التي تم ضبطها‏,‏ وسعر بيع الفسيخ‏,‏ وعدد حالات التسمم‏,‏ وهذا التكرار يشبه مع الفارق الأحاديث الموسمية التي تتكرر سنويا عن صعوبة امتحان الثانوية العامة‏,‏ وعن الحرائق في المخازن وقت موسم الجرد السنوي‏,‏ وعن بمب العيد‏.‏

والتكرار عن حديث الفسيخ أذكره منذ أن كنت صبيا‏,‏ ولا أستغرب إن كان هذا الحديث نفسه تكرر قبل ذلك عبر قرون غابرة‏,‏ وربما تم تناوله في برديات وعلي جدران المعابد في عصر المصريين القدماء الذين يرجع الفضل لهم في إدخال هذه الأكلة‏,‏ وعلي الرغم من أن كل الأحاديث التي تدور حول الفسيخ كان من المفترض أن تؤدي إلي انتهاء هذه العادة بين المصريين‏,‏ وأيضا إلي القضاء علي صناعة الفسيخ‏,‏ فإن المصريين لم يتوقفوا عن تناول هذه الوجبة‏,‏ ولم يقاطعوا هذه الصناعة التي يقال إن حجمها عدة مئات من الملايين‏,‏ وإن كنت لم أطلع علي أي دراسة موثقة في هذا الشأن‏.‏ إنني أري في هذه الصناعة فرصة لا بأس بها‏,‏ إذا استطعنا أن نطورها ونضع لها الضوابط الصحية في التصنيع والتخزين والتغليف‏,‏ ولا أدعو لتطوير هذه الصناعة بهدف أن يستهلك المصريون الفسيخ بكمية أكبر‏,‏ أو أن يأكل المصريون الفسيخ طوال العام‏,‏ ولكني أدعو لتطوير هذه الصناعة من أجل التصدير‏,‏ وقد تبدو الفكرة لأول وهلة تخاريف شم النسيم‏,‏ ولكن إذا نظرنا إلي أحد أبعاد العولمة‏,وهو الغزو الغذائي الذي أصبح بمقتضاه عدد أكبر من البشر يقبلون بشكل متزايد علي أكلات أنتجت في دول أخري‏,‏ والأمثلة عديدة علي انتقال الطعام الصيني والياباني والمكسيكي عبر القارات‏,‏ وانتشار السوشي‏,‏ وهو ما يؤكد أن المزاج الذوقي للطعام أصبح أيضا معولم‏,‏ وأن الحب في التغيير وتجريب كل ما هو جديد وغريب أصبح يحكم العادات الغذائية لكثير من شعوب العالم‏,‏ التي كانت تتمسك لقرون عديدة بطعامها التقليدي الموروث وتأنف العدول عنه‏.‏

وربما إذا استطعنا أن نطور هذه الصناعة ونضفي عليها الضوابط الصحية في مراحلها المختلفة يصبح الفسيخ إحدي السلع التي تقوم مصر بتصديرها‏,‏ والميزة التنافسية لمصر تكمن بالدرجة الأولي في التراث الثقافي المرتبط بأكل الفسيخ منذ قدماء المصريين‏,‏ وهي ثقافة يعشقها عديد من الشعوب‏,‏ وهو ما يتطلب جهدا ثقافيا يمكن من خلاله أن نحول فولكلورا بسيطا إلي قيمة مضافة تفتح باب رزق للعاملين في هذه الصناعة بحلقاتها المتتابعة‏:‏ صيد الأسماك ـ تصنيع الفسيخ ـ تعبئته ـ نقله ـ وتسويقه وتصديره‏.‏

والإبداع في إنتاج الفسيخ قد يكون بلا حدود‏,‏ مع التفكير في سوق التصدير في فترة عصيبة تعيشها التجارة الدولية‏,‏ فربما نفكر في فسيخ بالأنانس‏,‏ أو بجوز الهند يتم تسويقه في شرق آسيا‏,‏ وفسيخ بالبروكلي أو الاسبرج لتسويقه في أوروبا‏,‏ وفسيخ بالكيوي‏,‏ وفسيخ بالمانجو العويس‏,‏ ولا مانع من التفكير في المشروب الذي يصاحب هذه الوجبة‏,‏ وليكن أحد المشروبات المصرية الأصيلة وغير المباشرة في دول أخري مثل عصير الدوم‏,‏ أو الكركديه‏,‏ أو النعناع المصري‏,‏ وإيجاد مبرر غذائي لتناوله مع الفسيخ‏,‏ وإيجاد قصة فولكلورية من التراث الشعبي حول الترابط بين الوجبة والمشروب‏,‏ وربما يجد الأطباء مبررا صحيا لتناول هذه الوجبة يضيف إليها بريقا بين شعوب تهتم بصحتها ولديها الوعي الكافي للربط بين نوعية الغذاء‏,‏والحالة الصحية‏.‏ وسيكون من عناصر النجاح الحرجة حتي تتحول هذه الفكرة البسيطة إلي مشروع لسلعة تصديرية الاهتمام بإنتاجها كوجبة غذائية متكاملة اعتمادا علي فريق من خبراء التغذية‏,‏ وهو ما يعني أن تطوير هذه الصناعة يعتمد علي فريق متعدد التخصصات في مجالات‏:‏ التغذية ـ التصنيع ـ التسويق ـ الآثار ـ الصحة ـ التراث الشعبي‏.‏

وأحد عناصر النجاح الحرجة الأخري أن يتم تسجيل هذه الأكلات باعتبارها أكلات مصرية‏,‏ ونحافظ علي حقوق ملكيتها حتي لا يتكرر ما حدث من قيام اليابان بتسجيل الملوخية باعتبارها منتجا يابانيا‏,‏ وقبل أن يسارع جيران الشرق إلي الادعاء بأن اليهود الذين عاشوا في مصر القديمة كانوا يأكلون الفسيخ باليد اليمني‏,‏ ويبنون الأهرام باليد اليسري‏.‏

إنها فكرة بسيطة‏,‏ ولكن ربما ينتج عنها مشروع كبير يفتح أبواب الرزق للمصريين‏,‏ وبدلا من أن نهدم هذه الصناعة‏,‏ ونعتبر أنها تدمر صحة المصريين‏,‏ وقد يكون هذا صحيحا ولو جزئيا في وضعها الحالي‏,‏ دعونا نطور هذه الصناعة ربما تكون فرصة لانطلاقة ولو بسيطة‏.‏


يمكن متابعة اخر أخبار المزارع السمكية و السمك و الدخول فى حوار مع افراد مجموعة (المزارع السمكية Aquacultures)على الروبط:

http://www.facebook.com/groups/210540498958655/

http://kenanaonline.com/hatmheet

http://kenanaonline.com/users/hatmheet/posts

https://twitter.com/shihab2000eg

http://www.youtube.com/results?search_query=shihabzoo&sm=3

https://www.facebook.com/pages/%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A3%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D9%83%D9%8A%D8%A9-Aquaculture-Press/745767408789564

 

 

المصدر: محمد شهاب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 318 مشاهدة
نشرت فى 14 إبريل 2014 بواسطة hatmheet

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,250,301