محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

الزراعه السمكية العموديه

إعداد/ محمد شهاب

<!--

<!--<!--

تلقف العلماء الأميركيين فكرة «الزراعة العمودية» من الهولنديين أساسا، لكنهم طوروها ليصنعوا منها حلا ثوريا لمشكلة المجاعة في العالم. والفكرة هي بناء المزارع العمودية التي يطلق عليها اسم المزارع الزجاجية الناطحة للسحاب. وفي حين يحاول العلماء الأميركيون حاليا بناء أول ناطحة سحاب لزراعة المحاصيل الزراعية، يعمل الهولنديون أيضا على بناء (جنائن صينية( معلقة في الصين. وواقع الحال، إن المقترح يدعو إلى تحويل المدينة إلى ريف بدلا من تركيز الزراعة خارج المدن، الاستفادة من البناء العمودي الزجاجي لزراعة المحاصيل الزراعية المهمة، بمعنى تحويل المباني إلى بيوت زراعة زجاجية، واستخدام سطوح المباني القديمة لتحويلها إلى مزارع بأحواض زجاجية. بل يذهب الهولنديون إلى ما هو أبعد من ذلك ويقترحون بحكم بيئتهم المائية وقربهم من البحر، بماء الجزر الزجاجية العائمة على سطح الماء والاستفادة منها كمزارع وكحدائق طبيعية لتربية الأسماك.

وذكر الباحث جين جياكوميللي، من جامعة أريزونا، أن البيوت الزجاجية العالية التي يبنيها صالحة لزراعة مختلف أنواع المحاصيل. ويعمل جياكوميللي وزملاؤه على بناء أول مبنى زجاجي تجريبي في القطب الجنوبي، وسيضيف العلماء طوابق الحديد والزجاج بالتدريج وصولا إلى مبناهم العالي. وقدر الباحث كلفة البناء بنحو نصف مليون دولار، لكنه يأمل بأن يضع اللبنة الأولى لمشاريع الزراعة العمودية في العالم. وأشار جياكوميللي إلى دراسة أعدها باحث أميركي من جامعة كولومبيا في نيويورك تشي بأن ازدياد سكان العالم حتى عام 2050 سيتطلب زراعة مليار هكتار من الأراضي الزراعية الإضافية، ولا شك أن ذلك غير ممكن، حيث أن الماء يشكل ثلاثة أرباع كوكبهم. كما أنه من غير المتوقع أن ينجح البشر، حتى هذا العام، في غزو الفضاء واستثمار الأراضي (زراعيا) هناك.

وحسب تقديرات الباحث ثيودور كوبلوف، رئيس شركة «سن ووركز» الأميركية، فإن الزارعة الزجاجية الناطحة للسحاب ستختصر الكثير من المساحات المطلوبة لزراعة المحاصيل، توفر ما يكفي من الشمس والهواء للنباتات، ولا تستهلك سوى 10% من كميات المياه التي تستهلكها الزراعة التقليدية. ويمكن لمبنى زجاجي عال أن يقلص المساحة اللازمة لإنتاج نفس الكمية من المحاصيل إلى 5% فقط. وتحدث كوبلوف عن حقيقة علمية مفادها أن المحاصيل تنمو وتنضج في الأحواض الزجاجية أسرع مما تنمو على الأرض. وطبيعي فإنه من المتوقع أن تقلل الزراعة العمودية تكاليف النقل من الريف إلى المدن وأن تؤدي بالتالي إلى خفض أسعار المحاصيل. وقدر جياكوميللي أن الطاقة المستخدمة في الزراعة العمودية، وكذلك المصادر الطبيعية التي تستهلك فيها، هي تقليديا أقل مما هي عليه في الزراعة التقليدية. فمباني الزراعة العمودية يمكن أن تستخدم مستقبلا لإنتاج الطاقة من ضوء الشمس باستخدام الخلايا الشمسية (السولار). ثم أن زراعة الأشجار في البيوت الزجاجية متحركة ويمكن نقل أشجار المناطق الحارة إلى وسط الطابق الزجاجي في الشتاء وبالعكس.

وكانت شركة «سن ووركز» قد بنت أول مزرعة زجاجية كبيرة فوق أحد المباني العالية في نيويورك.

كما بادرت الشركة لبناء أول جزيرة زجاجية عائمة على نهر هادسون في نيويورك. وقالت مصادر الشركة إن نصف سطوح مباني نيويورك الكبيرة كافية لإنتاج ما يسد حاجة المدينة من الفواكه والخضروات والمحاصيل الأخرى. ويمكن لهذه البيوت الزجاجية العالية أن تسد أكثر من حاجة النيويوركيين الذين يقدر أن الواحد منهم يستهلك 100 كغم من الخضروات الطازجة سنويا كمعدل.

ويتصور كوبلوف أن مبنى كبيرا من 30 طابقا في نيويورك يمكن أن يزود 50 ألف إنسان بالخضروات والفواكه والدجاج والبيض والسمك. فالمزارع العالية صالحة أيضا لتربية الدجاج والسمك بحكم نظامها الهيدروليكي الذي يستخدم الماء في التدفئة والتبريد والسقي. ويمكن تخصيص الطوابق السفلى، كأحواض كبيرة، لتربية الأسماك، والطوابق التي تليها لتربية الدجاج، بينما تخصص الطوابق العليا لزراعة المحاصيل والخضروات وغيرها. ويجري في هذه البيوت تحويل مخلفات الدجاج إلى سماد حيواني لتربية الأسماك وإلى سماد نباتي للمحاصيل.

وكان يان بروزة، من جامعة واجننجن الهولندية، قد اقترح مشروع المزارع الناطحة للسحاب عام 2001. وبدأ بروزه فعلا ببناء أول مبنى زجاجي تجريبي لتنفيذ فكرته، إلا أن المشروع لم يكتمل بسبب احتجاج الحكومة الهولندية،التي رأت أن المقترح يسيء إلى جمال المدن ويحولها إلى «مصانع». ويقول بروزة إن المشروع بحاجة إلى مزيد من التطوير، خاصة في نظامه الهيدروليكي والخلايا الضوئية وطرق التخلص من غاز ثاني أوكسيد الكربون. ويقول بروزة إنه نال موافقة الحكومتين الصينية والهندية لتنفيذ مشروع المزارع الناطحة للسحاب هناك. ويخطط الباحث الهولندي هناك للاستفادة من المياه الجوفية في تدفئة المباني وتوفير المياه للمحاصيل المزروعة. ويفترض أن يبدأ قريبا بناء أكبر المباني الزراعية الزجاجية، التي تسمى «المدن الخضراء»، في مدينة دونجتان قرب شانغهاي. وستنفذ المشروع في دونجتان شركة «اروب» الهولندية التي تعنى بوسائل الزراعة الحديثة. وذكر بيتر هيد، رئيس شركة «اروب» أن الهدف سيكون، في المرحلة الأولى، تعويض شانغهاي عن النقص في المواد الغذائية. وعبر هيد عن قناعته بأن مشروع دونجتان سيغير رأي الحكومة الهولندية، ورأي العالم ككل، بالزراعة العمودية.

المصدر: أخبار الزراعة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 529 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,250,571