جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مزارعى الأسماك و عاقبة إستيراد الأسماك
مقالة نقلت بالنص من الأهرام بتاريخ 13/6/2011 للكاتبة(سكينة فؤاد) عن الأثر السلبى على الأقتصاد المصرى عامة و المزارع السمكية خاصة جراء إستيراد السمك.
جريدة الأهرام
42192
|
السنة 126-العدد
|
2002
|
يونيو
|
13
|
2من ربيع الآخر 1423هــ
|
الخميس
|
مع الآيام
علم... وليس حلما!
بقلم : سكينة فؤاد
تحية طيبة..
لقد سررت كثيرا لحملتك من اجل الاكتفاء الذاتي من الزراعة ـ والامكانات المتوافرة لتحقيقها وقد اعتبرت دعوتك بمثابة صرخة الي المثقفين المصريين وكذلك الي المجتمع العلمي المصري بمؤسساته المختلفة وآمل ان تزيد عملية التغذية العكسيةFeedback لتلك الحملة ـ وأضيف نقطتين:
الأولي الخاصة بزراعة القمح حيث ان الثورة الزراعية القائمة حاليا في الدول المتقدمة وصلت لمراحل متقدمة في زراعة نباتات تقاوم الملوحة أو تروي بماء البحر وهناك تجربة لذلك منذ عام1990 قدمها د. احمد مستجير( الأهرام2001/9/21 الملحق ص3) في تهجين نبات الغاب الذي ينبت في البحيرات الشمالية المصرية التابع للعائلة النجيلية( التي تضم الأرز والقمح) حيث وصلت لنتائج ممتازة ولم يذكر ماذا حدث بعد ذلك ـ ثم تجارب اخري مشابهة في الأهرام2000/2/27 ص30( جينات وراثية مصرية لانتاج نباتات مقاومة للملوحة ـ ثم الأهرام2001/7/6 ص13( مواجهة الجفاف بجينات نبات البعث ـ ثم الأهرام1993/1/8( شجرة ارز تنمو في المياه المالحة ـ ثم الأهرام2000/8/22 ص25( قمح مقاوم للملوحة والجفاف ثم الأهرام1992/6/19( بعد نجاح تجارب مصرية لزراعة القمح في الصحراء بمياه البحر ـ رغيف العيش من ارض مصر) ثم كتاب أساسيات الندرة ـ المياه في الشرق الأوسط كارل هودجز وايدل كولينز وجيمس رايلي به مقالة باسم الري المباشر بمياه البحر تكنولوجيا مهمة لانتاج الغذاء في الشرق الأوسط. ويحسب ان للهند ذات الألف مليون نسمة أنها وصلت لمرحلة الاكتفاء الذاتي من القمح وتصدر البعض منه لمصر منذ عدة سنوات.
الثانية: ان مصر في عام2000 استوردت214 الف طن أسماك قيمتها476 مليون جنيه وفقدنا مالايقل عن(54.000)54 الف فرصة عمل باعتبار ان كل4 أطنان سمك منتج يوفر فرصة عمالة واحدة علما بأن فرصة مصر من الاستزراع السمكي جيدة بالخبرة المتخصصة ومساحات المياه(13 مليون فدان مسطح مائي تقريبا) ومصر الأولي في الشرق الأوسط وافريقيا من حيث انتاجها من الاستزراع السمكي في احصائية الفاو عن انتاج1999 للمزارح السمكية ـ كما ان سمك البلطي النيلي المشهور في مصر اصبح الشغل الشاغل للمؤسسات العلمية وقد اصبح مثل الدجاج الأبيض في سرعة نموه ومعدل التحويل الغذائي له, مما دفع بعض المؤسسات الأمريكية لانشاء مركز بحثي في مصر يعمل في هذا المجال( التحسين الوراثي لسمك البلطي النيلي ومن ثم فان هناك فرصا واعدة في مجال الاستزراع السمكي لسد الفجوة في البروتين الحيواني والذي بزيادة انتاجه انخفض سعره في السنوات الثلاث الأخيرة بما لايقل عن25% ومازال المؤشر مستمرا علي نفس المنوال ـ مع ملاحظة ان مصر الأولي علي العالم في انتاجها من المزارع السمكية في سمكة البوري حوالي42.000 طن ولا ينافسنا في هذا غير اندونيسيا حوالي9000 طن وايطاليا3000 طن حسب احصائيات الفاو1999 ويؤدي تفوقنا في مجال الاستزراع السمكي لجلب مكاسب كبيرة في مجال تدريب ابناء دول افريقيا والشرق الأوسط وعمل دراسات الجدوي بواسطة المكاتب الاستشارية وانشاء مزارع سمكية في دول افريقيا والشرق الأوسط بواسطة شركات مقاولات مصرية بالتعاون مع شركات مناظرة بتلك الدول ـ ناهيك عن فرص تعليم يمكن ايضا تصديرها بعملات صعبة في مؤسسات تعليمية مصرية وكذلك في مجال البحوث. وفي النهاية لايسعني الا الرجاء في مواصلة حملتك في هذا المجال لحين تحقيق تحرك ايجابي من المجتمع.
وصلتني هذه الرسالة المهمة من المهندس الزراعي محمد عبدالحميد شهاب ـ وهي تلخص ماتقصدته سلسلة المقالات التي تناولت التنمية الزراعية ـ وهي ان تصنع تحركا ايجابيا واهتماما وانتباها ومشاركة من المجتمع ليشارك بجميع قواه الفاعلة والمنتجة في ادراك غني مانمتلك في الأرض والطبيعة والبشر وقدرات العلم الوطني وتجاربه الناضجة رغم توقف الكثير منها ـ لاستثمارها وماتستطيع ان تحققه هذه التنمية خاصة اذا ارتبطت ارتباطا وثيقا بالتصنيع الزراعي من ثورة تلبي استراتيجية الدولة لزيادة الانتاج وتضيق الفجوة الغذائية والفجوة المتزايدة بين الموارد والنفقات وتحقيق مايتطلع اليه كل شعب يدرك مدي ارتباط أمنه القومي وحريته بأمنه واستقلاله الغذائي ـ وقد ظهر مدي ترابط عناصر المشكلة ومقومات الحل ومثل ماأشار المهندس محمد شهاب الي ماتوفره الانتاجية الزراعية والغذائية من فرص عمل حقيقية ـ كل4 أطنان سمك منتج يوفر فرصة عمالة واحدة وبما يعني ان استرداد214 الف طن اسماك عام2000 قيمتها476 مليون جنيه ضيع علي مصر ايضا مالايقل عن54 الف فرصة عمل لو انتجنا هذه الكمية بدلا من استيرادها بالاضافة الي انه في نفس العام انخفضت انتاجية بحيرة السد العالي أعذب واكبر بحيرة صناعية في العالم من50 الفا ام95 الي8300 طن عام2000 ـ هذا غير بقية بحيرات مصر ـ ماجفف بالكامل أو أغلبه أو دمره التلوث ـ تري كم من مئات الآلاف من فرص العمل ضيعت وكم من مئات الآلاف من اطنان البروتين والغذاء من بحارنا والتي جعلت أ.د محمود محفوظ يحاول مستميتا ان ينشر دعوة مصر تأكل من بحارها..
أليس مدهشا ان تختنق الأجيال بالبطالة ويضربها سوء التغذية وتجمع التقارير الطبية ومنها تقرير لجنة الصحة بالحزب الوطني علي انخفاض الخصائص الصحية وتدهور المقاييس واللياقة البدنية في الأجيال الشابة ـ بينما كل مقومات العلاج متوافرة ـ الا يجب ان ترتبط سياسات التعليم والتعليم الفني علي وجه التحديد وكذلك سياسات التصنيع بركائز الغني ومقومات الانتاج الأساسية في مصر وان تتكامل السياسات الرسمية الزراعية مع جهود وأبحاث العلماء والقطاع الخاص.
وان يدعمها تحرك ايجابي من المجتمع يمتلك الوعي والايمان والخبرات والمهارات القادرة علي التعامل مع رأسماله الطبيعي ليفجر فرص الحياة الحقيقية لصناعة المستقبل.
وفي اطار آفاق التنمية الزراعية التي تقدم حلولامؤكدة لزيادة الانتاج وتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل الحقيقية لفتني ما نشر أخيرا عن الفشل الذي تعرض له مشروع الصندوق الاجتماعي بالتعاون مع وزارة التموين لتشغيل الخريجين علي عربات لبيع الفواكه والخضروات ـ وقد تراوح رأسماله بين40 و50 مليون جنيه ـ ومايعنيه قبل اهدار المال من اهدار طاقة شباب ومستقبلهم بعد سنوات التعليم الطويلة في مشروعات خارج ماتسعي اليه الدول من تميز وتوفير القدرات التنافسية لابنائها ولاأظن المشروع كان يمت بصلة لأي تميز أو تفوق أو مهارات ولاأعرف ماذا نوفر لمن لم يكملوا تعليمهم لننقذهم من البطالة اذا كنا ننهي طموحات الخريجين ونغلق آفاق المستقبل أمامهم بمثل هذه المشروعات العاجزة والقاصرة ولنأخذ مثالا واحدا مما تنتجه التنمية الزراعية من فرص عمل حقيقية فقد ورد في كتاب تحديث الزراعة انقاذ المستقبل لمؤلفه د. زكريا الحداد استاذ الزراعة نموذجا مدهشا حدث ويحدث في قرية مصرية واحدة ـ هي شنشور بمحافظة المنوفية حيث ساهم مركز تجهيز للأعلاف ـ بتقنيات محلية بسيطة في رفع انتاجية القرية من24 طن لبن في اليوم الي455 طنا في اليوم ـ واستمر العمل في المركز وفي اطار وزارة الزراعة منذ عام1990 وحتي الآن ـ وجملة الاستثمارات المطلوبة للمركز لاتتعدي(50.000 جنيه) ويعمل به مهندس للوحدة و4 عمال ـ أي5 فرص عمل بتكلفة عشرة آلاف جنيه للفرصة الواحدة ـ وبما يعني انه بالمبلغ الذي ضيع كرأسمال لمشروع عربات البيع التي يعمل عليها الخريجون وهو40 مليون جنيه ـ كان هذا المبلغ يكفي لتكرار تجربة قرية شنشور في800 قرية مصرية تحقق تشغيل4 آلاف شاب في وظائف حقيقية ومنتجة تحقق مع تشغيل الشباب زيادة انتاج الألبان واللحوم عن طريق زيادة اعداد الحيوانات المنتجة الي اكثر من ثمانية أضعاف وزيادة انتاجية الحيوان من2.5 كجم/ يوم الي5.8 كجم/ يوم ومرة أخري جميع آليات المشروع ومنشاته صناعة محلية.
يجمع العلماء انه لم يعد يكفي زيادة الانتاج الزراعي زيادة رأسية ولابد من ربطه بالتصنيع الزراعي الذي يضاعف العائد ويمنع الفاقد والهدر الذي يتجاوز25% ويتيح العمل والانتاج لعلاج جديد قادر علي التعامل مع التكنولوجيا والتقنيات الجديدة في اطار التحديث المتكامل للزراعة والتي تتناول تفصيليا الامكانات المتاحة وتفصل الدراسات جدواها الفنية والاقتصادية
كيف نترك شبابنا يقف بالملايين في صفوف البطالة, وكثير من علمائه يوفرون اطواق النجاة ونهملها ونوفر فرص عمل غير حقيقية ولاعلاقة لها بالمطلوب توفيره في الصناعات الثقيلة للبشر وللعلوم والتكنولوجيا التي يتطلبها المستقبل؟!
* اعلان انتهاء البطالة ليس اثارة أو ابهارا صحفيا ـ انه علم يقيم عليه اصحابه من العلماء المناهج التطبيقية ويطالبون بحسابهم وحسابها بلجان علمية متخصصة ويرجون اتخاذ مايلزم لخير مصر وأمنها ومستقبل ابنائها.
* في اطار سعي مصر لحفز واطلاق الاستثمار ـ مازال هذا المستثمر يسعي وراء مشروعه منذ اكثر من عامين اصبح شاهدا علي الكثير من المستثمرين الذي نفد صبره وعاد من حيث أتي وأننا مازلنا لم ندرك قيمة الوقت. المستثمر محمد عبدالعزيز طاحون يكتب( بعنوان الي رئيس الوزراء(5) أشرت الي تجربتي مع وزارة الزراعة للحصول علي موافقات لعمل مشروع زراعي سياحي بالواحات البحرية وبعد استيفاء كل ماطلب مني وانقضاء عامين ابلغت ان الأرض لم تعد تابعة لهم واحلت الي رئاسة الوزراء وفي2002/4/18 نشرت الأهرام قيام محافظ الجيزة بطلب ارض من وزارة الزراعة واندهشت لأن معي رد الزراعة بأنها لاتملك هذه الأرض وبمقابلة محافظ الجيزة أبدي اهتمامه بالمشروع وطلب التقدم به للمحافظة واتضح ان هناك قرارا جمهوريا يتولي القوات المسلحة هذه المنطقة وان هيئة العمليات ستنظر في الطلبات وتوافق علي ماليس في نطاق استخداماتها خاصة التي تم وضع اليد عليها سابقا ـ وفي انتظار الرد بدأ مستثمرون مصريون وعرب في الانسحاب لأن ادارة الاستثمار مازالت كما هي والوعود التي سمعناها في مؤتمر آفاق الاستثمار بالواحات البحرية ظلت مجرد وعود تصطدم بما يبدو ان ادارة الاستثمار عاجزة عن التصدي له!!
* أعتز بالمقالات التي كتبتها عن آفاق الجمال والتنمية في الواحات البحرية وكانت وراء اكتشاف عدد من المستثمرين لها وبينهم صاحب الرسالة والذي مازال صامدا في محاولته ولم يلحق بمن فر بالفعل ـ ولاأظن ان قرار انشاء المناطق الاقتصادية الخاصة يعني ايقاف مايجب ان يتخذ من اجراءات لعلاج المشاكل التي يعانيها الاستثمار علي عموم خريطة مصر والا أصبحت كارثة ان نهرب من حل المشكلات باضافة مشكلات جديدة!! اثق ان قواتنا المسلحة لها اسلوبها المتميز والمنضبط في الادارة الذي يدرك حجم الأزمة الاقتصادية التي تتطلب ثورة وجدية في الأداء في جميع مؤسساتنا.
***
* كيف نجعل فيروسات أو عدوي الحمي المستديرة أو حمي كرة القدم تصيب عموم حياتنا؟!
ـ إنه فن وصناعة التربية والتعليم والادارة وتوفير العوامل التي تجعل البشر يعملون كما يلعبون بنفس الحماس والجدية والاتقان.. اما المواقع المتقدمة التي نبحث عنها في كرة القدم فسنحققها عندما نعود نشغل هذه المراكز في العلوم والأبحاث والتكنولوجيا والانتاج وسائر ماكنا سادة فيه.. الذين يعملون جيدا هم الذين يلعبون جيدا.
* دعوة من نادي علوم فرع الجامعة ببورسعيد أخذتني الي ملتقي ضم وفود وعروض مجموعة من نوادي علوم عدد من الجامعات المصرية ضمت الأزهر والاسكندرية والمنصورة وطنطا وقناة السويس بالاسماعيلية وفريق اللجنة المنظمة من نادي علوم فرع جامعة قناة السويس ببورسعيد ـ دعوني مشكورين لافتتاح ملتقي انديتهم المحاضرة بعنوان كيفية تحقيق النجاح ـ تجربة ذاتية ـ ولم يعرفوا قدر الذاتية في التجربة وانا اسعي الي مبني فرعهم بمدينة طفولتي بورفؤاد ويهدوني قدرة الابحار في المستقبل وانا أري طاقات للنور والأمل تجسدها اختراعاتهم بمستوياتها المتنوعة بين النقل وبين الابتكار الحقيقي رغم الامكانات بالغة التواضع ـ هل تساعد هذه الظروف ان تجد موهبة حقيقة فرصة كاملة للوصول الي أقصي افاق الابتكار التي تستطيع ان تصل اليها؟ أشك كثيرا ويتضح ايضا لما يبدع ويتفوق المصري في الخارج أين ماشاهدت في معرضهم وقرأت عنه فيما أهدوني من أوراق كتبت عنهم لفتني مجموعة اختراعات مهمة انجزوها بمبالغ متواضعة لاتصدق بينها كابس هيدروكيليه وسخان شمس لجميع الاستخدامات المنزلية ويتميز بتأمينات عالية وأجهزة لترشيد استهلاك المياه ولاعادة تنقية واستخدام المياه المستهلكة ومن تأليفهم واخراجهم وتنفيذهم يعدون للكمبيوتر برامج تعليمية وتربوية وترفيهية للأطفال ـ ومن اطرف مالفتني ماأطلقت عليه المخترعة اسمها وجعلته خطوة هايدي السحرية مستفيدة من مدارس الطب القديمة والحديثة في علاج الجسم وتنشيطه عبر حاشية طبية للحذاء.
* وصل عدد اختراعاتهم التي عرضوها في المعرض الدولي الأول لتكنولوجيا المشروعات الصغيرة ـ وفي الموضوع الذي نشر عن المعرض واختراعاتهم في مجلة العلم ابريل2002 ان الصندوق الاجتماعي للتنمية سيتبني عددا من المشروعات ويوفر لها التمويل اللازم لكي تصبح مشروعات صغيرة يستفيد منها الشباب وان وزارة الشباب ستهتم بهم وكذا رجال الأعمال ـ تري ماذا بدأ من خطوات التنفيذ الفعلية ـ ان رعاية وتمويل هذا الشباب يجب ان يكون مهمة أولي للصندوق الاجتماعي ولوزارة الشباب لنوفر لهم رؤوس الأموال والامكانات حتي لايتحولوا الي أرقام في كشوف وطوابير طالبي الوظائف وليظلوا ثروة واستثمارا للمستقبل.
المصدر: جريدة الأهرام فى 13/6/2011 باب (كتاب) بقلم سكينة فؤاد
ساحة النقاش