
أكتشاف حضانة نادرة لأسماك القرش الأبيض الكبير قبالة سواحل نيويورك
إعداد/ محمد شهاب
اكتشف الباحثون أن أسماك القرش البيضاء الكبيرة في شمال الأطلسي تقضي أول 20 عامًا من عمرها في المياه قبالة مونتوك، لونغ آيلاند.
بعد عقود من التراجع، بدأت أسماك القرش الأبيض الكبير في شمال الأطلسي تتزايد أخيرًا . وهذا خبر سارّ لصحة النظام البيئي، حتى وإن أثار قلق مرتادي الشواطئ. لكن العلماء ما زالوا يفتقرون إلى المعرفة الكافية بأنماط هجرة أسماك القرش الصغيرة، مما يُشكّل تحديًا أمام دعاة الحفاظ على البيئة. والآن، يعتقد فريق من الباحثين أنهم عثروا على "حاضنة" لأسماك القرش، وهي الأولى من نوعها في شمال الأطلسي.
رعاة القرش" التلفزيوني، 26 رحلة استكشافية للبحث عن أسماك قرش أبيض كبير ووضع علامات عليها. خلال الأسبوعين الماضيين، عثر الفريق على ما لا يقل عن تسعة صغار قرش أبيض كبير ووضعوا علامات عليها بالقرب من مونتوك، لونغ آيلاند.
يقول فيشر لجيف جلور في برنامج "هذا الصباح " على قناة سي بي إس: "هذه بالتأكيد هي الحضانة، وربما موقع الولادة . ولعلها أهم اكتشاف مهم حققناه على الإطلاق في المحيط".يعتقد العلماء أن أسماك القرش البيضاء الكبيرة الصغيرة تقضي أول عشرين عامًا من عمرها في هذه المنطقة. ورغم أن المنطقة قد تكون أيضًا موطنًا لتكاثر أسماك القرش، إلا أن هذا لم يُؤكد بعد.
وفي الربيع الماضي، لفتت عودة سمكة قرش أنثى تحمل علامة، وأطلق عليها اسم ماري لي، نسبة إلى والدة فيشر، إلى مياه نيويورك انتباه العلماء إلى أن المنطقة قد تكون مهمة، حسبما أفاد ستوري هينكلي في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور . وقال فيشر لشبكة سي بي إس: "كانت الاستراتيجية في ذلك الوقت هي وضع علامة على الحيوانات الكبيرة الناضجة، وعندما يتم وضع العلامة على أنثى كبيرة، بعد 18 شهرًا، يجب أن تقودك إلى الكأس المقدسة للبحث، موقع الولادة".
يمكن أن تنجب أسماك القرش البيضاء الكبيرة ما بين اثنين وعشرة صغار في كل بطن. ورغم أن الباحثين لم يروا ولادة حقيقية لأسماك قرش بيضاء كبيرة، إلا أن عدد صغار أسماك القرش في المنطقة يشير إلى أن موقع الولادة قريب جدًا على الأرجح.
عندما يرصد الباحثون سمكة قرش بيضاء كبيرة، يستخدمون طُعمًا صغيرًا وفقمة مزيفة لجذبها وقيادتها إلى منصة هيدروليكية مُثبتة على سفينة أبحاثهم التي يبلغ طولها 126 قدمًا، وفقًا لسارة إيمرسون من موقع Motherboard . ترفع المنصة القرش من الماء، وفي تدريب مدته 10 دقائق يُذكرنا بمحطات توقف سباقات ناسكار، يقوم الفريق بوزن القرش وقياسه، وأخذ عينة دم وخزعة من عضلاته، والبحث عن الطفيليات، واستخدام مثقاب كهربائي لقطع ثقب في الزعنفة الظهرية للحيوان لتركيب جهاز تتبع. ويقول الباحثون إن هذه العملية لا تُسبب أي أذى للحيوان بأي شكل من الأشكال.
كلما لامست الزعنفة الظهرية لسمكة القرش سطح المحيط، فإنها تُحدد موقعها، الذي يتتبعه موقع Ocearch. كما يُمكن للجمهور متابعة تحركات عشرات أسماك القرش المُعلَّمة منذ عام ٢٠١٣ باستخدام تطبيق Shark Tracker المباشر التابع للمنظمة.
تشمل الجراء المُعَلَّمة حديثًا حيوانات تُدعى هامبتون، ومونتوك، وغراتيتيود. وصرح توبي كورتيس، كبير العلماء ومدير مصايد الأسماك في إدارة مصايد الأسماك التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، في بيان صحفي : "لقد تعلمنا الكثير عن أسماك القرش البالغة في السنوات الأخيرة، لكن الجراء لا تزال لغزًا محيرًا". وأضاف: "سيساعدنا وضع علامات على صغار أسماك القرش البيضاء هذه على فهم أهمية مياه لونغ آيلاند لبقائها بشكل أفضل".


ساحة النقاش