الأمن الحيوي فى المزارع السمكية "1"

إعداد/ محمد شهاب

 د سامح متولى قسم أمراض الأسماك ورعايتها – المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية – مركز البحوث الزراعية – مصر

ترجع اهمية قطاع تربية الأحياء المائية إلى دوره الرئيسي فى تغطية الفجوة الغذائية من البروتين الحيوانى عالى القيمة خاصة فى البلدان النامية، مع تغطية بعض النواحى الإجتماعية من توفير ألاف الفرص للعمل فى هذا القطاع والقطاعات المغذية له. الإنتاج التجارى للمزارع السمكية فى مصر بدأ كنشاط لإقتصادى فى الثمانيات و وصلت إلى مراتب متقدمة حيث إحتلت المركز السادس على مستوى العالم فى إنتاج الأسماك من المزراع السمكية والمركز الثالث فى إنتاج أسماك البلطى الذى يساهم بحوالى 67% من الإنتاج الكلى من المزارع السمكية. كما تعتبر مصر هى الولى إفريقيا وعربيا فى كميات الإنتاج من مزراع الأسماك.

بداية من عام 2011 ومع الانفجار السكانى بدأ المصريين فى البناء على الأراضى المتاخمة للمصادر المائية وفتح مصارف هذه المنازل على المجارى المائية والتى ساعدت على تقليل جودة المياه .ومع إتجاه مزارعى الأسماك إلى إنتاج كميات أكبر من الأسماك من نفس كتلة المياه المحدودة زاد الضغط البيولوجى على وحدة المياه مما جعل المسببات المرضية الإنتهازية والموجودة بشكل طبيعى فى المياه تهاجم الأسماك فى ظل هذه التغيرات مما ساعد على ظهور المشاكل المرضية .

مثل هذه الحالات لم تحدث فى مصر فقط وإنما حدثت فى العديد من الدول خاصة شرق أسيا مثل تايلاند وإندونسيا فى مزارع الجمبرى والتى وصل الإنتاج بها إلى كميات أثرت على السعر العام العالمى للجمبرى على مستوى العالم وأنخفض السعر نتيجة زيادة المعروض. ونظرا لعدم إتباع مزارعى الأحياء المائية خطوات جادة للعمل على تحسين جودة المنتج مع لإتباع نظم الأمان الحيويى التى تحد من خطورة الأمراض ، زادت المشاكل بشكل مضطرد وإنهار الإنتاج بشكل كبير جدا، إضطر المزارع إلى تخفيف أنتاجهم وإعادة تصميم مزارعهم بالشكل الأمثل والمستدام مع إستخدام الكثير من نظم الأمان الحيوى للحد من مشكلة الأمراض.

أهمية تطبيق الأمن الحيوي في المزارع السمكية

يسمح الأمن الحيوي للمزارعين بتقليل مخاطر تفشي الامراض وارتفاع معدل نفوق الأسماك مما ترتب عليه خسائر مادية مرتفعة أو انتكاسة ناجمة عن تعطيل الإنتاج مع ارتفاع تكاليف التشغيل المطلوبة لتنظيف الاحواض بعد تفشي المرض وفى النهاية فشل المشروع نتيجة عدم القدرة على الإنتاج ؛ او حدوث انطباع سلبي عن المزرعة.من هذا يمكن إعتبار الأمن الحيوي احد اهم عومل نجاح مشروع الاستزراع السمكى لانه يعمل علي:

-الحد من خطورة دخول المرض الى مزرعة وبالتالى يحسن من اداء الاسماك وانتاجية المزرعة بشكل عام

-تقليل انتشار المرض داخل المزرعة في حالة دخوله اليها عن طريق التشخيص المبكر

-الحد من الاثار الناجمة عن انتشار المرض خارج المزرعة على المستوى القومى و العالمي

-يحافظ على صحة الاسماك المستزرعة وضمان خلوها من الامراض التى تؤثر على نموها

-يحافظ الامن الحيوي على سمعة المكان بما ينعكس على التسويق و القيمة الاقتصادية للمنتج

-يمنع دخول امراض فيروسة جديدة خاصة في حالة استيراد الأسماك الحية من الخارج

-يحافظ على صحة الانسان سواء العاملين داخل المزرعة او مستهلكى الاسماك

-تسهيل اجراءات التصدير من المزرعة الى الدول الاخرى من خلال التخطيط الاوسع لادارة المخاطر التى تحقق عامل الصحة والسلامة في مكان العمل , وسلامة الغذاء , و الادارة البيئية.

-جذب الاستثمار الى مجال الاستزراع السمكي و تحقيق أهداف منهج الصحة الواحدة

-الاحتفاظ بسجلات الحالة الصحية لمجموعات الاسماك داخل المزرعة الواحدة و كذلك بين المناطق ذات حالة الامن الحيوي المختلفة

قد تكون هناك بعض  العوامل الأخرى في المزرعة مسؤولة عن بقاء وانتشار العدوى ، والتى قد تجعل السيطرة على المرض أكثر صعوبة مثل:

*وجود أسماك مريضة ولا تحمل اعراض ظاهرية

*وجود عوائل وسيطة مثل القواقع والطيور الآكلة للأسماك ، وهي ضرورية لإكمال دورة حياة الميكروب ؛

*إدخال الميكروبات من خلال المدخلات الملوثة مثل العليقة الملوثة أو التراش أو المخلفات المعالجة

*يشكل البيض القادم من مفرخات موبوئة او عن طريق الذريعة المصابة مصدر هاما للمرض وكذلك قطيع الامهات المحتمل تعرضها للعدوى او تزاوج نفس القطيع ((Inbreeding.

*المياه القادمة من مزارع اخري مجاورة مصابة .

خطة الأمن الحيوي في مزارع الأسماك

يجب ان نضع في الاعتبار عند تصميم خطة الامن الحيوي للمزرعة السمكية انه :

-ليست هناك خطة واحدة تصلح لجميع المشاريع الانتاجية (المنشئات السمكية)،بمعني اخر ان خطة الامن الحيوي تختلف باختلاف طبيعة الاحواض (ترابية ,خرسانية ,..) ، طبيعة النشاط (تفريخ, تربية, تحضين،..) ، نوع الكائنات المستزرعة (اسماك, قشريات،…) ، وكذلك مراحلها العمرية.

-الية التطبيق:يجب ان يكون التطبيق بسيط و سريع في الاستخدام (مثال: مغاطس الاقدام عند المداخل)

-يجب تحديد بعض الموارد (سواء المادية اوالبشرية) لتطبيق معايير الامن الحيوي مثل انشاء احواض الحجر والادوات المستخدمة فيه والاشخاص المؤهلين لتنفيذها

- يجب ان يتم احتساب النفقات التشغيلية على اساس مبدأ التوازن بين المنفعة (الربحية)/ التكلفة

مراحل تطبيق خطة الأمن الحيوي داخل المزرع المائية:

يمكن تقسيم خطة الامن الحيوي على اربعة مراحل اساسية يتم التعامل مع كل منها على حدي

المرحلة الاولى: الحد من خطورة دخول المرض ﺇلى المزرعة عن طريق اي مصدر للعدوى

المرحلة الثانية : الحد من تفشى المرض داخل المزرعة في حالة ظهور حالات مرضية بين الاسماك المستزرعة

المرحلة الثالثة: الحد من خروج المرض من المزرعة و انتقاله الى المزارع المجاورة او مصادر المياه

المرحلة الرابعة : تشمل وضع خطة طوارىء ,سريعة و سهلة التنفيذ, للتعامل مع اي قصور يحدث خلال المراحل الثلاثة السابقة بشكل فعال

المبادئ الاساسية لخطة الأمن الحيوي

1-تحديد عوامل الخطر المحتملة و ذلك عن طريق

-فهم طريقة انتقال المرض (انتقال مباشر من سمكة لاخرى او انتقال غير مباشر عن طريق المياه او عن طريق العوائل الوسيط)

-معرفة ما هي عوامل الخطر الخاصة بمزرعتك تحديدا (هل هي مصادر المياه ,او الكائنات البرية.)

2-تقييم المخاطر التى تؤثر على مزرعتك ( احتمالية حدوثها (كبيرة او بسيطة), قوة تأثيرها (قوية او ضعيفة)

3-تنفيذ إجراءات الأمن الحيوي مع تحديد الأولويات بناءا على المبدأين السابقين.

مصادر انتقال العدوى إلي مزارع الأسماك

1-الانتقال المباشر بين الاسماك من السمكة المريضة الى السمكة السليمة

(وهو اما انتقال افقى: بين الاسماك المتجاورة أو انتقال رأسي: من الامهات ﺇلى الذريعة)

2-الانتقال عن طريق التغذية على الاسماك النافقة المريضة او عن طريق الاعلاف الفاسدة او أو مفروم الأسماك الغير صحي.

3-العدوي من خلال المياه المحملة بالمسببات المرضية من خارج المزرعة او حتى التى قد تتطاير من خزان الى اخر كما في حالة المفرخات.

4-المعدات والادوات المستخدمة تشكل مصدرا مهم لانتقال المرض مثل الجرادل و شباك الصيد وخراطيم المياه الملوثة , ايضا يمكن ان تشكل الملابس والاحذية و عربيات النقل مصدر خطورة لنقل الميكروبات من مزرعة لاخرى و من حوض لاخر.

5-الكائنات الحية (العوائل الوسيطة) مثل الطيور و الحيوانات البرية , والزواحف و القوارض , او حتى عن طريق العمال داخل المزرعة أو الزوار الخارجيين.

و الى هنا ينتهى الجزء الاول من خطة الأمن الحيوى و سيتم المتابعة في الاعداد القادمة