محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

خبراء الثروة السمكية: إنتاج الأسماك يتضاعف 3 مرات خلال سنوات معدودة

إعداد/ محمد شهاب

تحقيق: تامر دياب

تعد المشروعات القومية فى قطاع الإنتاج السمكى التى نفذتها الدولة خلال السنوات الماضية محط أنظار علماء القطاع والعاملين به بوصفها الأمل فى تحقيق نهضة غذائية واقتصادية وأيضاً اجتماعية للشعب المصرى.فرغم ما حققته هذه المشروعات العملاقة من زيادة فى الإنتاج العام للدولة فإنها مازالت فى حاجة للمزيد والمزيد من التطوير لمضاعفة الإنتاج وتوفير الغذاء السمكى للمواطن المصرى بسعر بسيط.وفى حضن قسم الأسماك بكلية الزراعة جامعة الأزهر التقت «الأهرام التعاونى» بعدد من العلماء لبحث سبل تحقيق هذا الهدف وتنمية قطاع الثروة السمكية فى مصر وهو ما سيتبعه حلقات وحوارات حول الاستفادة من كنوز البحر الحية.

يقول الدكتور أحمد الزيات أستاذ إنتاج الأسماك المساعد ورئيس قسم الإنتاج السمكى بزراعة الأزهر:

المشروعات القومية ساهمت بدور كبير فى زيادة إنتاج مصر من الأسماك وتنمية هذا القطاع بشكل حقيقى بدليل أن إنتاج مصر قبل عامين كان حوالى 1٫5 مليون طن إستزراع وصل عام 2021 إلى 2,1 مليون طن والمستهدف 2025 إلى 2٫5 مليون طن وهذا معناه حدوث نهضة.ويضيف الدكتور أحمد الزيات، أن هناك عدة أمور يمكننا فى قسم الإستزراع السمكى بزراعة الأزهر أن نساهم بها خاصة الإهتمام بجودة المياه لأن بها مشاكل يجب حلها مثل إرتفاع نسبة الأمونيا وهى من أخطر المشكلات المتواجدة فى البيئة التى تتسبب بنفوق الاسماك وتدمر الإنتاج بالكامل، مستكملا بأن الأمونيا تنتج عن التمثيل الغذائى فى جسم السمكة أو نتيجة هدم البروتين وتحلل المواد العضوية فى البيئة المائية وعندما يأتينا مستزرع أسماك ويقول أنه قام بالإجراءات أ، ب، جـ وحققت نتائج عكس ما نذكر فى الدراسات العلمية ساعتها أنصحه بتطبيق ما نجح هو فيه لأنه عملياً وصل لنقطة النجاح ويلزمه فقط الإستمرارية فى العمل والإنتاج.

ويتابع الدكتور الزيات: لحل مشكلة الأمونيا فى المزارع السمكية الخاصة نحتاج لحملات توعية وندوات إرشادية للمربين لتعليمهم سبل التخلص من الأمونيا بمزارعهم وأعرفهم فى البداية عن سبب زيادة الأمونيا أصلاً بالماء وكذا أعرف منه الخطأ الذى يقوم به وأبدأ فى العلاج، وبعد تحليل جودة المياه إذا وجدت زيادة فى مستوى الأمونيا بالماء أوقف التسميد مباشرة حتى لا نزيدها عن الحد اللازم أو حدوث ما يعرف بالإزدهار المائى.

وأكد ضرورة توفير وسائل التخلص من الأمونيا فى المياه مثل البدلات الهوائية فهناك علاقة عكسية بين الأمونيا والأكسجين وفى حال زيادة الأكسجين المتشبع فى الماء تتحول الأمونيا السامة NH3 إلى نيتريت NO2 بواسطة بكتيريا تسمى نيتروزيمولس ثم يتحول النيتريت إلى نترات بواسطة بكتيريا النيتروباكتر فإذا قدمنا حملات توعية وندوات إسترشادية للمزارعين سنحل المشكلة حتى إذا تكلف الأمر قليلاً لشراء البدالات لكنها ستحل مشكلة كبيرة والحفاظ على الإنتاج، وهناك أمر أخر يمكن إفادة المشروعات القومية أو المشروعات الخاصة به عبر إستخدام النظم الحديثة فى الإستزراع كإستخدام الطحالب البحرية فى التغذية أو التقنيات الحديثة مثل البيوفلوك أو الإستزراع التكاملى الأكوابونيك وغيرها من النظم الحديثة التى بها يمكن دعم القطاع أو النهوض بالانتاجية.

ويكمل رئيس قسم الإنتاج السمكى بزراعة الأزهر: يمكن حل مشكلات الأعلاف وهناك كم كبير من الأبحاث لم يتم تطبيقها على أرض الواقع وهى التقنيات الواجب تسليط الضوء عليها ووضعها فى الإعتبار مع ضرورة الربط بين الجهات البحثية والمزارعين والمشروعات القومية من خلال ورش عمل تنقل الصورة والأبحاث التى نقوم بها والتعرف على مشكلات هذه الجهات وحلها وهذا لن يتحقق سوى بوجود وسائل إتصال بين الجامعات والمراكز البحثية من جهة والمشروعات الخاصة أو القومية من جهة أخرى فمعظم أعضاء هيئات التدريس عملوا أيضا كخبراء وإستشاريين فى مزارع ومشروعات سمكية، مضيفا أن المشروعات القومية نجحت فى إستزراع الجمبرى بكميات كبيرة بعدما كان إنتاجه فى مناطق محدودة والآن يتم زراعته فى جميع المشروعات القومية، بالاضافة الى النجاحن فى تفريخ الجمبرى بكميات كبيرة.

وينبه بأن هناك سلالات وأنواع من الأسماك يمكن إستزراعها فى مصر مثل سمكة الباسا مع مراعاة أنها حساسة جداً لإنحفاض درجات الحرارة كما أنها ممتازه للإستغلال الإقتصادى لكنها تحتاج أن تصل لأحجام كبيرة تستلزم أكثر من موسم تربية وهنا يأتى خطر مرور فصل الشتاء عليها لكنها تنجح إذا ما وفرنا لها البيئة المناسبة للإستزراع، مبينًا إمكانية التوسع فى إنتاج أسماك الثعابين وهى منتشرة بشكل جيد حالياً كما إنتشر الإستزراع السمكى فى الصحراء بالمشروعات الزراعية الحديثة وهو إنتاج جديد لم نكن نسمع عنه فى السابق وسيكون بالفترة القادمة أكثر رواجًا.

جمارك الأعلاف
أما الدكتور أحمد فاروق بسيونى، أستاذ مساعد إنتاج الأسماك بقسم الإنتاج السمكى كلية الزراعة جامعة الأزهر،

فأعد دراسة اقتصادية قبل أسابيع حول إقتصاديات التربية،  أظهرت أن 85% من تكلفة الإنتاج تذهب للأعلاف، م،ضحا أن آخر تحديث لسعر العلف 32% بروتين يوم 1 مارس 2023 وأن ركيزة الإنتاج السمكى متوسطة 24 الف جنيه، وهو ما يدعو للتساؤل عن وصول السعر لتلك المبالغ المرتفعة؟ ويضيف الدكتور أحمد فاروق بسيونى أن العلف 40 % منه صويا و40 % ذرة و20 % مركبات أخرى مثل مسحوق السمك والفيتامينات والاملاح المعدنية إذن 80 % منه صويا وذرة وهما مستوردان ونحن لا نزرع الصويا لعدم مناسبة التربة المصرية ولا نزرع الذرة لأنها تنافس فى موعد زراعتها مع القمح وتلك مشكلة. ويكمل قائلا بأن الصويا خلال العام الماضى 2022 حتى أول مارس تصل مستورده وتظل ما بين 3 – 5 أشهر تنتظر الإفراجات الجمركية وهو ما أدى لإنهيار الصناعة لدينا بينما ننتظر رسوماً من المستوردين مقابل الأرضية أو التحليلات رغم أن التحليلات بأسوأ المعامل تأخذ 10 أيام فقط بينما تأتى التحاليل فى مصر بعد شهر للكشف عن السموم الفطرية وفى النهاية تكون الشحنة سليمة ومطابقة للمواصفات وتأخذ موافقة على الدخول.

ويتابع: قبل قرارات الرئيس بالإفراج عن شحنات الأعلاف خلال الفترة الأخيرة ظلت شحنات الصويا بالموانى مدة 3 أشهر فتوقفت العديد من المصانع وتم تحصيل أرضيات على الشحنات يومياً مع أنها سلعة إستراتيجية تدخل فى العلف والإنتاج الزراعى الذى يؤمن الأمن الغذائى الذى تستهدفه فى مصر، فكيف نحقق الأمن الغذائى ونحن لم نوفر مكوناته؟!.

ويوضح الدكتور أحمد فاروق بسيونى بفرض أن الصويا سعرها 10 الاف جنيه فبعد الحجز بالميناء يضاف 5 الاف جنيه أى 50% جمارك وأرضيات ورسوم وغيرها وإذا كنت مسئولاً فى هذا البلد سأصدر قراراً أنه لا يؤخذ عليها أرضية أو جمارك وساعتها سينخفض سعر العلف من 24 الف جنيه إلى 15 الف جنيه خلال ساعات.

وعلى الصعيد نفسه، يقف الدكتور أحمد فاروق، على نقطة مهمة وهى أنه بالرغم من خسارة الدولة قليلا من الرسوم التى ستعفى شحنات الذرة والصويا منها، لكنها ستوفر ركيزة الأمن الغذائى وستحكم السوق، متسائلا: لماذا لا نأخذ بمثل هذا القرار؟ ولمصلحة من يظل هذا الوضع؟ 

ويتابع فاروق: إذا كانت الدولة تحصل على مليار جنيه كجمارك ورسوم وضرائب لكن الربحية ستكون أكبر بمثل هذا القرار خاصة بعدما وصل سعر الدواجن إلى 100 جنيه للكيلو فى بعض المناطق مؤخراً، فالمكسب يكون إما مادى أو معنوى والأمن القومى أولاً أمن غذائى وطعام للناس والمواطن إذا أراد بروتين لأولاده يشترى لحم وإن لم يستطيع فدواجن ثم السمك فما الحال وقد وصل سعر أرخص كيلو سمك إلى 60 جنيه ولأسرة تحتاج فى غداءها 2 كيلو سمك فى القاهرة أو المحافظات بسعر 85 أو مشوى بـ 100 جنيه وبالتالى يحتاج الأب 200 جنيه لوجبة غداء وهو ما لن تستطيعه معظم الأسر المصرية، ويمكننا اعادة الاسعار لما كانت عليه وان يكون سعر البلطى 25 جنيها فقط او حتى 20 جنياه بجرة قلم وهو أمر يجب ان يتم اخذ قراره بشكل نهائى دون النظر لمبررات أخرى.

البحث العلمى
أما الدكتور محسن صالح، أستاذ إنتاج الاسماك بكلية الزراعة جامعة الأزهر،

 فيوجه إلى سبل النهوض بالمشروعات السمكية وإستدامتها، قالئلا: يجب إستغلال الأسلوب العلمى الصحيح فالإستزراع السمكى صناعة واعدة ويجب النهوض بها على يد العلماء والخبراء فى مصر وإستخدام البحث العلمى فى إنتاج السلالات القوية والإستفادة منه فى إنتاج الأعلاف غير التقليدية وهذا مجال واسع جداً. ويتابع صالح: كما يجب إنتاج سلالات أقوى من البلطى وحيد الجنس عبر التهجين وتنقيه مياه المزارع السمكية حتى يأتى المحصول السمكى خالى من التلوث غير ضار بالمواطن المصرى وبالتالى سيعطى فرصة أكبر لتصدير البلطى المصرى لدول أوروبا والعالم. ويقول الدكتور محسن صالح أستاذ إنتاج الاسماك بكلية الزراعة جامعة الأزهر: «لدينا كفاءات مصرية قادرة على النهوض بإنتاجية المشروعات القومية ولدينا كفاءات علمية وإنتاجية قادرة على النهوض بالثروة السمكية ولذا يجب أن يكون إختيارهم على أساس خبراتهم ومكانتهم العلمية ووقتها نستطيع النمو بالإنتاج ومكافأتهم بمنطق الاثاب والعقاب كحافز لتحقيق أعلى نجاحات ونقل التكنولوجيا العالمية المتخصصة فى هذا المجال وتطبيقه فى مصر وهو أمر سهل». وشدد الدكتور محسن صالح، أنا ضد جلب سلالات غير مصرية وتربيتها فى مصر بل يجب تطوير وتحسين السلالات المحلية حتى لا يحدث تغير بيولوجى فى البيئة المائية فى مصر فالسلالات والانواع الغريبة تدمر البيئة البيولوجية.

ويضيف أنه اذا حقق العالم نجاحات فى جلب سلالات جديدة ورباها لكننا فى مصر لا نحتاج ذلك لأن لدينا فى البيئة المصرية سلالات أفضل من الأجنبية، فلدينا فى البيئة المصرية سمك القراميط وهو أفضل من الباسا ويتحمل التلوث وإنخفاض نسبة الأكسجين فى الماء أفضل من الانواع المستوردة بل أن النوع المصرى منه مذاقه مستحب للمستهلك المصرى ومطلوب للتصدير لكننا متأخرين فى التصدير لأن الادارة السمكية فى مصر أعطت فكرة للعالم كله وللمستهلك المصرى أن إنتاجنا من الأسماك يعيش على مياه الصرف. وأكد الدكتور محسن صالح، أغلب إنتاج الأسماك فى أمريكا هو من سمك القراميط وبعد صيدها يجهزونها فى المصانع وينتجون الفيليه أو شرائح السمك بحيث تكون سمكة سهلة الإستهلاك ويصديرونها لأوروبا. ويضيف، تعد دول جنوب شرق اسيا وامريكا من أكثر دول العالم إستيرادًا للقراميط، وفى الماضى كانت أمريكا تعطى فكرة لسكانها أن اللحوم تسبب أمراضاً رهيبة فإتجه المستهلكون هناك نحو الأسماك خاصة البحرية وهى مرتفعة الثمن فإستعاضوا عنها بأسماك المياه العذبة من البلطى والقراميط وهو الاتجاه الجارى هناك حالياً.

 وأكد الدكتور محسن صالح أستاذ إنتاج الاسماك بكلية الزراعة جامعة الأزهر، أن مصر قادرة على مضاعفة إنتاجها 3 مرات إذا تم إستخدام الإسلوب العلمى فى إنشاء وإدارة المزارع السمكية وهذا يتطلب الكفاءات.  وأكد أستاذ إنتاج الاسماك بكلية الزراعة جامعة الأزهر، بالنسبة للبحيرات تجرى الدولة حاليًا جهوداً فى تنميتها وتطويرها وهذا سيرفع الإنتاج بنسب كبيرة جدًا والمشكلة فى بحيرة المنزلة أنها كانت مصبًا للصرف الزراعى والصناعى والصحى وكان صرف 6 محافظات يلقى هناك حتى أصبح التلوث بـ 99% منها بشكل رهيب مع تغيير البيئة البيولوجية. وقال الدكتور محسن صالح، لم نكن نصطاد من بحيرة المنزلة أى نوع من الأسماك ذى حيوى اقتصادية بل كنا نصطاد البلطى الصغير وكان يباع فى بورسعيد والمنزلة والمطرية ودمياط فقط لاستهلاك السكان هناك.

وأضاف قائلا: أرى أن إنشاء جهاز تنمية البحيرات والثروة السمكية الجديد خطوه جيده وسيتضح مع الايام مدى كفاءته ولذا يجب أن يستعين بالعلماء فبمصر كفاءات عظيمة فى انتاج الاسماك يجب الاستعانة بهم وفق التكليفات المسبقة وان لم يحقق الخبير الهدف المنشود يتم استبعاده فإنتاج الاسماك هو هدف عالمى.

ويختتم حديثه قائلا: أن الدكتور حامد جوهر رحمه الله عندما كان مشرفا على رسالتى للدكتوراه وقت أن كنت مدير فرع البحر الاحمر فى الغردقة التابع لمعهد علوم البحار عام 1984 زارنى هناك كثيراً وكان يقول لى « يا محسن مستقبل العالم كله فى البحر « فتعجبت من هذه الكلمات وعندما عدت لمنزلى جلست أفكر فيما قال بتعمق فوجدته سليماً حتى أنك تجد الله سبحانه وتعالى قد خلق ثلاث أرباع الكرة الأرضية ماء والجزء اليابس الذى سيتنافس عليه الانسان والحيوان والطيور والبقاء بين الانواع الثلاثة للأصلح ولن يبقى لا الطير ولا الحيوان بالقدر الكافى لتلبية غذاء البشر وسيضطر الانسان لإنتاج كل احتياجاته ومأكله ومشربه من البحر وهو ما يحدث الآن وصدقت نبوءة د. جوهر بعد حوالى 40 عاما.

المصدر: الأهرام التعاونى

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,348,894