«صائدات السمك بالأيدي».. يقهرن البرد ويغطسن وراء الرزق في كفر الشيخ
إعداد/ محمد شهاب
«الوطن» تستمع لحكايات سيدات يكافحن وراء 50 جنيهًا في اليوم
كتب: سمر عبد الرحمن
تختلف حكايتهن ويجمعهن البحث عن الرزق، يهربون من الفقر، ويغطسون وراء لقمة العيش، فمنهن سيدات مسؤولة عن أسرة كاملة، وأخريات يساعدن أزواجهن على توفير نفقات البيت، يستيقظن فجراً ويرتدين ملابسهن الـ«ممزقة»، ويتجمعن في أحد شوارع قرية بمحافظة كفر الشيخ، ومن هناك تبدأ رحلة «صيد السمك بالأيدي». صائدات السمك بالأيدي، منهن سيدات تتعدى أعمارهن 50عاماً، جبرتهن الظروف المعيشية على الخروج في رحلات صيد وسط البحار والمصارف المليئة بالثعابين والحشرات، لتأكل المياه أجسادهن، لكنهن لا يستطعن التوقف، وفق أحاديث متفرقة مع «الوطن».
تختلف حكايتهن ويجمعهن البحث عن الرزق، يهربون من الفقر، ويغطسون وراء لقمة العيش، فمنهن سيدات مسؤولة عن أسرة كاملة، وأخريات يساعدن أزواجهن على توفير نفقات البيت، يستيقظن فجراً ويرتدين ملابسهن الـ«ممزقة»، ويتجمعن في أحد شوارع قرية بمحافظة كفر الشيخ، ومن هناك تبدأ رحلة «صيد السمك بالأيدي».صائدات السمك بالأيدي، منهن سيدات تتعدى أعمارهن 50عاماً، جبرتهن الظروف المعيشية على الخروج في رحلات صيد وسط البحار والمصارف المليئة بالثعابين والحشرات، لتأكل المياه أجسادهن، لكنهن لا يستطعن التوقف، وفق أحاديث متفرقة مع «الوطن».
«جسمنا داب من المياه»
«الحياة الصعبة اللي أجبرتنا على الخروج للصيد بالأيدي، مهنتنا من 30 سنة، ومنقدرش نشتغل غيرها، لكن بنتعرض لمخاطر كثيرة منها لدغات الثعابين، وصيد الحنيش وجسمنا داب من المياه، بنصطاد في أماكن مختلفة علشان نقدر نوفي احتياجات أسرنا»، بصوت متحشرج تحدثت جميلة عبده عبدالفتاح، البالغة من العمر 52 عامًا.
صيد بالتجميس
أدوات بسيطة تستخدمها السيدات في عمليات الصيد بالأيدي، عبارة عن جركن بلاستيك وحزام قماش وملابس قديمة وجوانتي، ليبدأن رحلتهن في الصيد بدون أي أدوات حماية وفي البارد القارص والحر المميت، حتى تبدلت بشرتهن من الأبيض للأسود: «بنجيب جركن ونربطه على وسطنا وبنلبس لبس قديم وجوانتي ونبدأ لصيد بالتجميس وهو الحفر في الطين في قاع الترعة أو المصرف، لأن السمك بيبقى متخفي في الطين تحت، علشان كدة بنجمس بأدينا لحد ما نمسك السمك»، وفقا لـ«ألماظ عبدالعزيز» البالغة من العمر 51 عامًا.
«غرام» توفى زوجها وابنها وخرجت للبحث عن الزرق
«فقدت جوزي وابني ورا بعض في حادث، فاضطريت للخروج غصب عني للبحث عن الرزق ملقتش غير الصيد بالإيد زي ستات القرية، فقولت اشتغل معاهم علشان أقدر أصرف على ولادي»، هذه الكلمات جزء من حكاية «غرام عامر»، البالغة من العمر 41 عاماً، والتي تعرضت للإصابة بالغضروف إثر عملها كصائدة سمك بالأيد.توصل «غرام»: «مقدرتش أقعد بعد إصابتي بالغضروف، لو قعدت مش هلاقي أكل، جوزي مات ومكنش موظف وبخد معاش 350 جنيه، ميعملوش أي حاجة وعندي بنت على وش جواز، ورغم كدة مش قادرة أقعد، واتعرضت لمخاطر كتير خلال الصيد، منها لدغة تعبان دخل في صدري وجريت على الشاطئ قلعت هدومي وربنا سترها».
مخاطر كثيرة تتعرض لها صائدات الأسماك، خاصة خلال صيدهن في المصارف، لكنهن لا يستطعن درء المخاطر وفقا لـ«إلهام سعداوي»، البالغة من العمر 50 عامًا: «مبنقدرش نعمل حاجة، بس بندعي ربنا كل يوم إنه يرجعنا لولادنا سالمين، ولما بنتعرض لخطر كل اللي بنعمله بنقلع هدومنا، لأن معندناش أدوات حماية مثلاً زي بدل الصيد، لكن سايبنها على الله».
«إلهام»: لو البحر راضي عننا بنكسب 50 جنيها في اليوم
جنيهات قليلة يتحصلن عليها السيدات من بيع الأسماك حال إذا كان البحر راضيًا عنهن، يستطعن من خلالها سد رمق أطفالهن: «ممكن نلاقي بلطي وقراميط وحنيش بس لأننا بنصطاد في الترع والمصارف، ولو البحر راضي عننا ممكن ربنا يرزقنا في اليوم بعد 10 ساعات صيد بـ50 جنيها ونقول رضا من ربنا، لكن لو البحر غضبان مش بنلاقي سمك خالص».لا تتمنى السيدات سوى الحصول على معاش يقيهن شر الحاجة، وبدل صيد، يصد المخاطر عن أجسادهن قضت عليها المياه الملوثة: «نفسنا في معاش يساعدنا على الحياة، وبدل صيد لأن البدل دي بتصد الخطر عننا وبتقينا من شر لدغات التعابين وبتحافظ على جسمنا اللي داب من المياه».
ساحة النقاش