سمك المياه العذبة يستـحق الاهتمام أيضاً
إعداد/ محمد شهاب
لولا وجود أسماك المياه العذبة، لفقد ملايين الناس في شتى أنحاء العالم مصدرهم الأساس للبروتين. ومع ذلك فإن البحيرات والأنهار التي تعيش فيها تلك الأسماك، قليلاً ما تحظى باهتمام صنّاع القرار السياسي الذين يركّزون جهود الاستدامة على أسماك المحيطات.
تميل مصائدُ السمك البحرية للنشاط التجاري، فيما يُعد الصيد في المياه العذبة وسيلةً لعيش الكفاف. يقول "بيتر ماك إنتاير"، عالم الحيوان لدى جامعة ويسكونسن ماديسون: "إن جل الصيد من أسماك المياه العذبة لا يدخل اقتصاد التجارة العالمية، ولذا يحظى باهتمام أقل".وكان ماك إنتاير قد أجرى مؤخراً تحليلاً شاملاً للمصائد النهرية وللمخاطر التي تتهدّدها، فتوصل إلى أن هناك حاجةً ملحّة لحماية هذه المناطق. وقد وجد الرجل وفريقه أن 90 بالمئة من أسماك المياه العذبة المُصطادة على صعيد العالم، مَصدَرها منظوماتٌ بيئية تعاني ضغوطاتٍ "أعلى من المعدّل" من جراء التلوّث وبناء السدود وأنواع مخلوقات دخيلة غازِيَة.وتبلغ هذه الضغوطات ذروتها في حوض نهر "الميكونغ" الممتد ضمن أراضي عدة دول في جنوب شرق آسيا، والذي يمثل أكبر منطقة لصيد سمك المياه العذبة في العالم. فهناك يعتمد كثير من الناس على سمك السلَّور وغيره من الأسماك النهرية مصدراً فائق الأهمية للبروتينات الغذائية، لا يمكن الاستعاضة عنه بسهولة. وحسب قول ماك إنتاير، فإن دراسته لا تشير إلى وضعٍ منذرٍ بطامّةٍ كبرى، لكنها قد بيّنت بجلاء أن "أكثر المناطق تضرراً هي تلك التي سيدفع سكانها الثمن الأكبر".
ساحة النقاش