مضادات اكسده للحماية من الأزمات القلبية

محمد شهاب

نشر هذا المقال بمجلة (العلم و الحياة-الهيئة المصرية العامة للكتاب)، بتاريخ أبريل 2020 و تعذر توزيعه نظرا لأزمة كورونا، حتى نزل السوق الأسبوع الماضى. و كتبه محمد شهاب

أوميجا 3 (Omega 3- أو  (ω-3يصنّف من الأحماض الذهنية غير المشبعة، لكي نعرف أهمية أوميجا-3 لا بد أن نوضح دور الشوارد الحرة Free Radicals التي وجد في الجسم، وهى ذرات فعالة جدا، ولها القدرة على تحطيم أنسجة الجسم، ففي الأحوال الطبيعية تحمل كل ذرة زوجا من الإلكترونات ولو نزع من الذرة إلكترون واحد فإنها تظل في حالة غير مستقره، وتبحث عن إلكترون آخر ليكتمل تركيبها، وفى بحثها هذا تخطف اى إلكترون يصادفها، مما ينتج عن هذا مزيد من الشوارد الحرة الغير مستقره، وغالبا يعطى الأكسجين أحد إلكتروناته للشوارد الحرة، مما ينتج عنه عملية الأكسدة وهى ضارة جدا ،وتأتى الشوارد الحرة من مصادر عدة : البيئة( الكيماويات ودخان السجائر وأشعة الشمس)، الغذاء ( دهون التحمير ومادة النتريت الموجودة في اللحوم المدخنة والبسطرمة)، الخلية( عندما تنتج خلايا الجسم مواد ضارة).

وتخترق الشوارد الحرة جدار الخلية كالقذيفة، فتمزقها وتحدث بها ثقوبا وتفسد الحمض النووي، ويؤدى هذا بالفعل التراكمي إلى شيخوخة الخلية، ويساهم هذا في حدوث أمراض في القلب والسرطان ، حيث أن المواد المسرطنه  تعتمد على تكوين شوارد حرة.  وتعمل مضادات أكسده على إعطاء الشوارد الحرة أحد إلكتروناتها كي تهدأ وبذلك تؤجل الشيخوخة للخلية وتمنع الإصابة بالسرطان أو تؤجله ومعه أمراض آخري وكذلك تحفز المناعة في الجسم.

مضادات الأكسدة نوعان:

طبيعي : مثل السمك والطماطم والخضروات الداكنة مثل البنجر والسبانخ وكذلك في البيض خاصة الصفار والألبان ومنتجاتها والمكسرات كالفستق والجوز، حيث أن المواد الغذائية التي تحتوى على فيتامين H والسيلينيوم وبيتاكاروتين وB مركب من المواد المضادة للأكسدة.

مواد صناعية: ومنها المركبات التالية Teriary, Ethoxyquin, Butyl Hydroquinone

أوميجا 3 (Omega 3) هي من مضادات الأكسدة، عبارة عن حمض دهني غير مشبع ويوجد منه نوعان:

Epicosapentaenoic (EPA)

Docosahexaenoic (DHA)  

 وتوجد في دهن السمك والأنواع مثل الماكريل والتونة والسردين والسالمون توجد بها نسب عالية من أوميجا -3، وزيت السمك، وزيت فول الصويا، والجوز، وزيت بذرة الكتان.

مميزات أوميجا 3 ( Omega 3):

يقلل أخطار الأزمات القلبية، وكذلك الأخطار الناتجة من الشريان التاجي.،و أخطار الجلطات الدموية.تقليل الارتفاع في ضغط الدم. يقلل من تعرض الأطفال للإصابة بالربو. 4-يقلل من الإصابة بسرطان الثدي.يخفض من حالة الاكتئاب بما تحتويه من أحماض غير مشبعة. يفيد في علاج الشيزوفرانيا (انفصام الشخصية). يقلل من تعرض كبار السن من التعرض للزهايمر. يقلل من الأحماض الدهنية الثلاثة (تراي جلسرين)، والتي تزيد من تعرض الجسم للإصابة بأمراض في القلب والدم.

ولقد وجد أن أوميجا 3 تشكل 2.70 جم/ 100 جم من البروتين الذي يوجد في سمك السالمون؛ لذا فإن تناول الأسماك والأغذية البحرية من 3 إلى 4 مرات أسبوعيًّا تحمي الإنسان من الأمراض السابق ذكرها، ولكن أيضًا زيت السمك يقوم بنفس المهمة. كذلك يوجد أوميجا 6 (Omega 6) الموجود في زيوت الخضراوات والمكسرات والبذور و الذرة والكانولا وعباد الشمس واللحوم الحمراء .  تتراوح مقادير(DHA+ EPA) الموصي بتناولها سواء من الأسماك أو من مكملات هذه الأحماض يومياً مابين 0.5 -1.8 جرام.

وعمومًا يجب أن يكون الغذاء متوازنًا في نسبة أوميجا 3 و أوميجا 6 بنسبة 1: 1، ولكنها في معظم الأغذية تكون النسبة مختلفة لصالح أوميجا 6 التي قد تسبب أمراضًا للإنسان؛ لذا يتم وضع زيت السمك أو تناول السمك لتكون النسبة قريبة من 1: 1.

ثورة في إنتاج الأوميجا-3

ظهور اكتشافات تؤدى إلى ثورة في إنتاج الأوميجا-3، حيث وجد فريق علماء من جامعة سترلنج البريطانية، أن لافقاريات تعيش في أوساط مياه بحرية، يمكنها إنتاج الحمض الدهن أوميجا-3، كالمرجان و الديدان و الرخويات كالسبيط و الاخطبوط، و كان المبدأ في أن الطحالب الدقيقة microalgae و الميكروبات التي تعيش في مياه بحرية marine microbes، هي المسئولة في الواقع عن الإنتاج الأولى لأوميجا-3. و قد كان من المدهش للباحثين أن يجدوا جين شائع في حيوانات معتادة و كثيرة في البحار، حيث يقفز هذا الجين بين كائنات مختلفة، نباتية كالفطريات و حيوانية كالحشرات، و من خلال انتقال الجين. ومن ثم تأتى أهمية ذلك الجين ليس فقط للباحثين، و لكن أيضا للصناعيين، المهتمين بإنتاج الإضافات الغذائية كأوميجا-3.