علاقة مفاجأة بين الشمس و الحيتان الرمادية!

إعداد/محمد شهاب

وجد فريق من الباحثين من جامعة ديوك وقبة أدلر بلانيتاريوم الإجابة، وهي مفاجئة بعض الشيء، وقد نُشرت دراستهم في عدد هذا الأسبوع من مجلة علم الأحياء الحالي.

ووفقا لبجمعية الفلكية بجدة، لطالما اشتبه علماء الأحياء في أن الحيتان لها بوصلة داخلية، مما يسمح لها بالتنقل باستخدام الحقول المغناطيسية تشبه إلى حد بعيد الطيور والنحل، وهذا من شأنه أن يجعل الحيتان عرضة لطقس الفضاء، فأثناء العواصف الجيو المغناطيسية يمكن أن يؤدي تغيير خطوط المجال المغنطيسي إلى الخلط بين البوصلات الداخلية وإخراج الحيتان عن مسارها لكن هذا ليس ما تظهره الدراسة الجديدة.

فبحسب الباحثين من جامعة ديوك فان العواصف الجيومغناطيسية لا تجعل الحيتان تجنح عن طريقها، بدلاً من ذلك ، يبدو أن أفضل تفسير هو الانفجارات الراديوية الشمسية، فخلال فترات النشاط الشمسي العالي تنبعث من الشمس انفجارات عريضة النطاق من الطاقة الراديوية، فالعديد من مشغلي الراديو على الموجات القصيرة يتفاجأون بصدمة صوت استاتيكية في سماعات الرأس بعد حدوث توهج شمسي قوي وعلى ما يبدو أن الحيتان تتأثر كذلك.

راجع الفريق العلمي بيانات 35 عامًا حول الحيتان الرمادية التي جمعتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا)، وقد تم اختيار الحيتان الرمادية لأن فصائلها لديها واحدة من أطول هجرات أي حيوان ثديي وهي مهاجر قريب من الشواطئ مما يشير إلى أن الأخطاء الملاحية الصغيرة تزيد من خطر جنوحها.

تم استخدام الحيتان التي جنحت بدون أي علامات للإصابة أو المرض أو الهزال أو التفاعل البشري (مثل السونار البحري أو المعارك أو ضربات القوارب).

لقد ربطوا جنوح الحيتان بعدة مؤشرات طويلة المدى للنشاط الشمسي بما في ذلك عدد البقع الشمسية والضوضاء الراديوية والنشاط الجيو المغناطيسي.

ووفقًا للإحصاءات ، كانت هناك زيادة بمقدار 4.3 أضعاف في احتمال حدوث جنوح للحيتان في الأيام بمستويات عالية من الانبعاث الراديوي 2800 ميجاهرتز. من ناحية أخرى ، لم تكن هناك علاقة بين جنوح الحيتان والنشاط الجيومغناطيسي.

وهذه نتيجة مهمة ، جزئياً لأنها تشير إلى كيفية استشعار الحيتان للمجالات المغناطيسية. أحد التفسيرات المحتملة لاستيعاب المغنطيسية لدى الحيوانات هو وجود نوع من البوصلة الكيميائية التي تنظم فيها الحقول المغناطيسية تفاعل كيميائي يشتمل على البروتينات، اما بالنسبة للطيور ، يحدث رد الفعل في مقلة العين.

يمكن تعطيل هذا النوع من البوصلة بواسطة حقول التردد الراديوي، فإذا كانت الحيتان تحتوي على بوصلة فهذا قد يفسر النتائج الجديدة.

ويمكن أن يكون البحث الجديد منقذًا للحياة أيضًا، فنادراً ما تنجو الحيتان التي تجنح إلى الشواطئ إلا إذا وجدتها مجموعات متخصصة في الوقت المناسب لديها الموارد لإعادة تعويمها. وباستخدام هذا الرابط قد يكون العلماء قادرين على عمل تنبؤات أفضل حول الوقت الذي تكون فيه الحيتان أكثر عرضة لخطر الجنوح ولا تزال على قيد الحياة ، ويكون هناك شبكات عمل أكثر فعالية خلال تلك الفترات الزمنية.