محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

 

الثورة الزرقاء The blue Revolution..ثروة سمكية جديدة

محمد شهاب

مقالة نشرت فى (مجلة العلم و الحياة)الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب-عدد يوليو 2019 –و هى مجلة ربع سنوية

تفيد مورسوعة ويكيبيديا بأن  الثورة الزرقاء تشير الى وقت يزيد فيه تكثيف نمو المزارع المائية على مستوى العالم منذ منتصف عام 1960 الى الآن بمعدل يزيد على 9% سنويا.

wikipedia

Blue Revolution refers to the time of intense growth in the worldwide aquaculture industry from the mid-1960s to present. The aquaculture industry has been growing at an average rate of nine-percent a year..

أصبح متداولا على مستوى العالم مصطلح الثورة الزرقاء The blue Revolution، و هو مثل الثورة الخضراء في الزراعة، و لكن هنا المقصود الثورة في مجال إنتاج و تربية كل كائن مائي Aquatic Organisms، خاصة بعد أن تطورت نظم تربية و إنتاج المزارع المائية Aquacultures، و أصبح إنتاجها 106 مليون طن يتقدم على إنتاج الصيد 95 مليون طن، مع العلم انه لم يحدث أن تقدم إنتاج المزارع على الصيد منذ عام 2015. حسب ما ورد في الإحصاءات الصادرة عن الفاو.

و لم يحدث هذا التطور إلا بفضل مجموعه من العوامل، على رأسها التفريخ الصناعي نقل الأسماك حيه(يقصد هنا الحيوانات البحرية بكافة أنواعها، و من ثم يذكر السمك تجاوزا)، كما حدثت تطورات آخري مثل زراعة السمك في أحواض أرضية و محملا على أحواض الأرز، بعد أن كانت مجرد تحويطات بالشباك في البحيرات و سواحل البحار. بعد أن أصبحت المأكولات البحرية مصدر هام و بسعر مناسب للبروتين الحيواني في كثير من الدول النامية.

بتطور التجارة الدولية من المأكولات البحرية، و التي تعدت الـ 130 مليار دولار/سنة، فقد تحولت كثير من المزارع خاصة في جنوب شرق آسيا، إلى التوجه نحو الأنواع الأكثر ربحية، بعد استيفاء الشروط الدولية خاصة في الأسواق الضخمة-دول الاتحاد الاوروبى 400 مليون نسمة و أمريكا 320 مليون نسمة- خاصة اسماك السالمون و الاستورجين(الحفش) و التونة و البولوك و البلطي، و معها القشريات(الاستاكوزا و الجمبري) و الرخويات(السبيط و الاخطبوط..) و نباتات مائية تستخدم كغذاء و في صناعة الأعلاف و الأدوية. كما تطورت صناعة المأكولات البحرية-إضافة قيمة- بصناعة الفيليه الأصابع السمكية و السوشى Sushi و السوريمى Surimi و الساشيمى Sashimi و الكافيار...

و سنجد الأنواع المطلوبة في السوق الدولية، معظمها أنواع بحرية، حتى البلطي، تم التوصل لسلالات تتحمل الملوحة، غير أن بعض الدول طورت سلالات من الجمبري تعيش في المياه العذبة، مثل فيتنام و الهند و الصين و تايلاند، لتناسب نظم التربية بها. ومن ثم توجه الكثير من المنتجين و مربى الأسماك في المزارع المائية Aquacultures إلى البحر، فبعد أن كانت المزارع الأرضية و أقفاص سمكية شاطئية، تم تطوير أنواع من الأقفاص السمكية البحرية بعيده عن الشاطئ Offshore Cages. و تستخدم فيها تكنولوجيا عاليه، غرف تحكم متصلة بمجسات أو إنسان آلي Robot، لمراقبة حركة الأسماك و حالتها الصحية في الأقفاص، و تغذيتها بالأعلاف،و أخذ قياسات المياه(درجة الحرارة و الأكسجين الذائب DO و الآمونياNH4...)،  ثم الحصاد و معاملات ما بعد الحصاد. لهذا كانت الدول البحرية خاصة النرويج دور كبير في تطوير مثل هذه الأقفاص البعيدة عن الشاطئ Offshore Cages.

كان دور جماعات الحفاظ على البيئة مؤثرا في هذا المجال، فقد وقفوا بالمرصاد لمزارع سمكية تستخدم أنواع معدلة وراثية GM، بعضها يتسرب من الأقفاص، و يختلط بالأنواع الموجودة بالطبيعية، و ربما نظرا لكثافة الأسماك بتلك الأقفاص، فقد تصاب بأمراض طفيليه و ميكروبية، ثم تنقلها للأسماك الأخرى في البحر و المحيط. أيضا قاومت جماعات الحفاظ على البيئة صيد اسماك بغرض تحويلها إلى مسحوق سمك تتغذى عليه أسماك أكثر قيمة اقتصادية. و غيرها من أمور أدت إلى مزيد من التطوير سواء في بناء تلك الأقفاص أو زراعة طحالب و أعشاب بحرية تقوم بدور مسحوق السمك، بعد تطويرها لتحمل في تركيبها أحماض امينية أساسية، و أيضا طورت البحوث مواد تضاف للأعلاف السمكية تقوى من جهاز المناعة بها.

أما و أن تلك الأقفاص السمكية البحرية بعيده عن الشاطئ Offshore Cages، تكون في المحيطات و البحار، فاستلزم ذلك البحث عن قوانين و اتفاقيات دولية، أدت إلى تأخير الحصول على تراخيص لها، و أيضا تعديل شروط بالتراخيص، كما كان لابد و أن شروط تصدير المأكولات البحرية تجارى التطور التكنولوجي الواقع. و من جانب آخر انتعشت الحركة البحثية لتفريخ الأنواع عالية القيمة الاقتصادية، أيضا العمل بأحواض بناء السفن و الترسانات البحرية، التي استفادت من هذا التطور. بل أن بعض الدول حولت مراكب قديمة إلى مزارع سمكية، أو إنشاء مراكب هي نفسها تصبح مزارع سمكية.

بالنسبة لبعض الدول، التي لا تتوافر بها مساحات من الاراضى، لإقامة مزارع مائية أرضية، أو لأرتفاع قيمة الأراض كعقار، و قلة المياه العذبة المتاحة لتلك المزارع، كانت Offshore Cages الحل المناسب، مع ملاحظة أنه كان على تلك الدول، لو قررت الدخول في هذا المجال، أن تطور نظم تفريخ الأنواع البحرية التي ستستزرع، و تشريعاتها أيضا تحتاج لمراجعه، و نظم الإدارة و توطين تلك التكنولوجيا، و تطوير مؤسساتها الحكومية و الأهلية. لهذا نرى الانفتاح على العالم كان ضروريا، و الشراكات الدولية مع الدول و المؤسسات ذات تاريخ جيد في هذا المجال.

 

المصدر: مجلة العلم و الحياة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 248 مشاهدة
نشرت فى 7 سبتمبر 2019 بواسطة hatmheet

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,280,291