عوض شحاته: أين السمك؟

إعداد/محمد شهاب

عوض شحاتة مهندس خريج كلية الهندسة جامعة الإسكندرية

مصر ليست ضمن حزام المطر الاستوائى وليست ضمن مناطق حشائش السافانا المدارية التى توفر المراعى الطبيعية للماشية، وبعد توقف زراعة القطن الذى كانت بذرته تعصر لتعطى الزيت وعلف الحيوان ، لم يعد لمصر مصدر بروتين حيوانى يمكن أن تحقق فيه الإكتفاء الذاتى سوى السمك.
وإنتاج السمك فى مصر:
- ٨٠% من المزارع
- ٢٠% من المصايد : النيل والبحيرات والبحار
-٩٩% من إنتاج المزارع مجهود فردى لمزارع أهلية منذ ٤٠ عاما .. دون أى دعم من الدولة
ومع ذلك، استطاعوا الآتى:
- جعلوا مصر من العشرة الأوئل فى العالم
- المركز الأول عالميا فى إنتاج البورى
- المركز الثانى عالميا بعد الصين فى إنتاج البلطى
أزالت الدولة أقفاص البلطى فى النيل، فحلت إندونيسيا محلنا وتراجعنا للمركز الثالث فى البلطى
ادعت الدولة أنها سوف تزيد الإنتاج السمكى، ففعلت الآتى:
- أزالت ٢٠ الف فدان مزارع سمكية شرق بورسعيد
- جففت ٣٣١ فدان مزارع سمكية فى شطا لتبى عليها ورش موبيليا (مدينة الأثاث)
- إزالة ٦٥٠٠ فدان مزارع سمكية على يمين طريق دمياط بورسعيد
- جففت ٣٠٠٠ فدان من بحيرة المنزلة فى منطقة قعر البحر فى بو رسعيد لبناء عمارات سكنية
- شقت طريق أسفلت وسط بحيرة المنزلة لإنشاء محور ٣٠ يونية
- قامت بتكريك وتعميق بحيرة المنزلة بالرغم من تحذير الخبراء من المستزرعين والصيادين، فدمرت البيئة الطبيعية المناسبة لتكاثر ونمو البلطى فاختفى من بحيرة المنزلة
- التقاعس فى منع طرق الصيد الإجرامية فى بحيرة المنزلة بالكهرباء والسم والجير الحى مما أباد زريعة الأسماك بها
- تخطط لتكرير مياه مصرف بحر البقر، وبدلا من صبها بعد التكرير لمعادلة الملوحة فى بحيرة المنزلة ، سوف تنقلها إلى سيناء
- بالنسبة للمزارع السمكية:
- برامج تلفزيونية موجهة لتشويه صورة المزارع حتى لا يتضامن المجتمع مع أصحابها عندما تتخذ ضدهم إجراءات مدمرة.
- المزرعة تستخدم السولار لإدارة ماكينات الرى كل ليلة من المغرب للصباح ، وسعر السولار ارتفع جدا
- ارتفاع سعر السولار رفع أسعار الزريعة والعمالة والصيانة والنقل فارتفعت تكلفةالإنتاج
- السمك فى المزرعة يحتاج علف، ومكونات العلف كلها مستوردة: صويا، ذرة ، مسحوق سمك ..ومع التعويم تضاعف سعر طن العلف ٣ مرات
- الاستزراع السمكى استثمار طويل الأجل ، لا يسترد نفقاته إلا بعد سنوات طويلة. فالمزرعة عبارة عن مساحات خالية تؤجرها الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية والمزارع ينفق عليها ملايين حتى تنتج ، ودورة تربية الدنيس والقاروص تصل إلى ٣ سنوات ( البلطى ٦ شهور ، لكنه يشغل الحوض سنة)، ومع ذلك تؤجر الهيئة المساحة لمدة 3 سنوات ثم تسترد المزرعة بكل منشآتها لتأجيرها فى مزاد عام جديد
- فجأة رفعت الهيئة مقابل الانتفاع السنوى للفدان من المساحات الخالية التى أجرتها للمستزرعين لإقامة المزارع من ٤٠٠ جنيه إلى ٧٠٠٠ جنيه
- فى العام الماضى فرضت الدولة رسم ١٢ ألف جنيه على كل طن يصدر من الأنواع الغير مرغوبة محليا ولا صلة لها بأسعار الأسماك فى السوق المحلية (البلطى الكبير واللوت) فسبب خسارة ضخمة للمستزرعين.
- سمحت الدولة باستيراد دنيس مجمد معفى من الجمارك فسببت خسارة فادحة للمستزرعين.
- المستزرعون ضحية تجار الجملة وأصحاب الشوادر دون أى مبادرة من الدولة لضبط التسويق لمصلحة المنتجين والمستهلكين.
- فى الشتاء الماضى مات السمك فى المزارع بسبب البرودة وسوء حالة مياه الرى والأمراض دون أى تحرك من الجهات المسئولة عن تقديم الدعم الطبى والفنى.
- فى الشتاء الماضى باع أصحاب المزارع السمك بخسارة كبيرة أثرت على الدورة الجديدة الحالية ، لذلك سوف يقل الإنتاج أكثر وأكثر مما سوف يرفع أسعار البيع للمستهلك (ملحوظة: التجار سوف يستمرون فى خسف أسعار الجملة من المزارع).
- أما المزارع الجديدة التى يروج لها هنا وهناك فلن تنتج شيئا
لأن أساس الاستزراع هو الخبرة
خبرةالاستزراع تأتى بطول الممارسة ودورات متتالية من الخسارة والمكسب قد تصل لعشرين عاما، ولو كانوا يريدون زيادة الإنتاج حقا لكانوا منحوا أصحاب المزارع قروضا ميسرة، وكان سيتم مضاعفة الإنتاج من أول دورة. لكن جميع مزارع مصر محرم عليها الاستفادة من القروض الميسرة التى تقدم لأى شخص ماعدا مزارعى الأسماك.
عوض شحاته:منقول بتصرف