متي تفهم ياسياده الرئيس بقلم الدكتور حسن عثمان دهب
بيد لكل من ينظر نظرة ثاقبة لمجري الأحداث في مصر يري بصورة لا مجال للشك فيها بان البلاد تتجة نحو كارثة متعددة الأشكال وحتي أكون محددا فان الكارثة المصرية تشبة كرة الثلج في تكبر كل يوم وتصبح أكثر أندفاعا كلما تقدمت الي الإمام في مستقبل أكثر ظلاما وكآبة ولو يعلم المتظاهرين ماذا ينتظرهم لختاروا اختيارات أخري للوضع الاقتصادي .
قد يسال البعض ماذا يعني ارتفاع الدولار الامريكي إمام الجنية المصري ،أقول لهؤلاء بان مصر تستورد حوالي ٦٠٪من المواد الغذائية من الخارج لهذا فان ارتفاع قيمة الدولار تعني ارتفاع أسعار المواد الغذائية بمقدار ضعف الارتفاع للدولار ،فعلي سبيل المثال الارتفاع الحالي بمقدار ٢٥٪فان ارتفاع المواد الغذائية بحوالي ٥٠٪وهنا أن ارتفاع الأجور غير مجزي وعديم الفائدة أننا إمام كارثة بسبب الارتفاعات القادمة وسوف يكون من الصعب بإمكان وضع لحلول في ظل احتيجاجات شعبية تلوم الرئيس والحكومة بسبب عدم قدرتهما علي تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد بما في ذلك عدم استخدام القوة للحد من انتشار الفوضي الممثلة في الفوضويين والاشتراكيين الجدد الذين يهدفون الي إسقاط الدولة أن الوضع الاقتصادي لا ينتهي بالارتفاع الأسعار فقط ولكن اختفاء المواد الغذائية من الأسواق بصورة مفاجأة وظهور ظاهرة الطوابير من اجل الحصول علي المواد الأساسية مثل الخبز واللحوم الخ الوضع السياسي لن تكون الانتخابات لها معني في ظل حالة من الفوضي وثورة جياع ،وهنا لن ينفعك الهدوء ياسياده الرئيس وسوف تشعر بالندم انك تأخرت في اتخاذ القرار وأنا لا ألومك وانت لم تدرس التاريخ الإنساني خاصة الثورات وكيفية التعامل معها .قد يسال سال هل هناك إمكانية الحل من المأزق الحالي ،أقول بثقة نعم نستطيع الخروج في ظل الشروط التالية خطوط عريضة للخروج من الأزمة الحالية أولا تعتمد خطة الخروج المطروحة للنقاش علي إرادة المصريين التي لم تعرف الانكسار طوال تاريخ يمتد علي أكثر من سبعة ألف عام من الجهاد والعناد مت اجل البقاء في سجل التاريخ الإنساني وبناء الحضارة الإنسانية مرة من النور وطارة بدمائهم كما هو الحال في قناة السويس .وهنا نقول أن المصري لا يعرف الانكسار فقد يتخبط ولكنه سرعان ما يقف علي قدميه مرة أخري ويعود يشق طريقة ، لهذا فان ميراث التاريخي للمصري هو الأمل للخروج من الأزمة الحالية ثانيا اهل الثقة أم اهل الخبرة والمعرفة ؟سؤال صعب ولكن الإجابة تكمن في الاثنين معا ،فلابد من وجود اهل الثقة لضمان استمرار الثورة وعدم الخروج علي المنهج وكذلك اهل الخبرة في توجية وتحديد معالم الطريق واكتشاف النتوءات والتعرجات ألتي تظهر بصورة مفاجأة ،وهنا افترض بعض الافتراضات ١:لا توجد في مصر معارضة ناضجة او معارضة لديها رؤية لتحديد معالم الطريق وربما لو لم يتنافس الاخوان علي الحكم لتخبطت المعارضة في متاهات لا يعرف نتائجها إلا الله ,لهذا يمكن أن نقول بصورة أكثر دقة أن مصر لا تمتلك معارضة علمية وان عليها أن تحصل علي خبرات الدول الديمقراطية في المجال السياسي ٢:علي الرئيس أن يعلم بان المعارضة لا تمتلك رصيدا شعبيا وان ما يحدث في الشارع المصري يحمل أبعاد كثيرة منها ارتفاع حدة البطالة من جهة وخوف الفلول وتباع النظام السابق من المحاكمات المتلاحقة وبالتالي مصادرة أموالهم ودخولهم السجون ٣:البلطجة ترجع الي البطالة فإذا تم حل مشكلة البطالة ،اختفت البلطجة لهذا عليك ياسياده الرئيس إيجاد حل عملي وسريع لحل البطالة او التخفيف من حدتها من خلال مشاريع ذو أبعاد اجتماعية بحيث لا يكون الربح هو المحرك الأساسي للمشروع ٤: أن الحل الأمني هو المخرج والوحيد في الظروف الحالية فعليك استخدام القوة من اجل احترام سيادة الدولة والمؤسساتها الممثلة في ألأجهزة الشرطية والقوات المسلحة وهنا يجب عودة احترام المواطن للشرطة بانها القوة القادرة علي حمايته وحماية ممتلكاته وصيانته عرضه وشرفهثالثا لا توجد حلول وسطى ولكن الاسمرار في الشرعية وتأكيد وجود الدولة المصرية في سيطرتها علي الشارع المصري وبالتالي لا مكان للمبادرات الحالية التي تهدف أولا واخيرا الي منافع انتخابية ومكاسب شخصية سياده الرئيس انت رئيس منتخب بإرادة شعبية وعليك أن تقوم بواجبك في تحقيق الأمن والاستقرار للشعب المصري من خلال دولة القانون وطبقا للدستور وخلاف لذلك غير ممكن ولا يصح بقلم الدكتور حسن عثمان دهب عمل أستاذا في الجامعات الآتية بنغازي و صنعاء وجامعة كوبنهاجن وأخيرا خبيرا في الاتحاد الأوروبي في مجال إعادة تأهيل الأكاديميين
Sent from my iPad
ساحة النقاش