انت ريحه علي فين يامصر
شهدت مصر مراحل جذب ونفر في تاريخها العميق من استعمار الهكسوس الي الاستعمار الحديث ،ولكنها لم تعرف هذه المرحلة المضطربة التي تتميز بعدم الهوية والتارجح ما بين اليمين المضطرب واليسار عديم الهوية وما يعرف بالتيار الاسلامي الذي لم تتضح ملامحة حتي الان. اننا لا تعرف بالتحديد مامعني التيار الناصري وهل يرغب الصحاب هذا التيار العودة الي التأمين والمصادرة تحت تحقيق شعار الاشتراكية والمساوه او تولي الجيش الحكم وظهور الحاكم المستبد، ولكنه عادلا كما فعل جمال عبد الناصر، ام الدوله الليبرالية بقيادة الوفد ، اما تولي ثوار٢٥يناير الحكم او الثوريين الاحرار والديمقراطين الثوار الخ
التيار الاسلامي
يمثل التيارالاسلامي جماعة الاخوان الملسلمين وهي التي تحكم الان من خلال القيادة الحالية ويأتي من هذه الجماعة عدة تيارات اكثر تشدادا مثل النور والمجاهدين واسماء اخري في قائمة طويلة تنتهي الي التطرف المجنون مثل بضرورة هدم الهرم الخ
لقد بدي واضحا لنا ولكل المصريين ان جماعة الاخوان المسلمين لا تمتلك رؤية سياسية او استراتجية اقتصادية تخرج مصر من ازمتها العويصة ،خاصة في تراجع الخدمات التعليمية اوالصحية بل ان جميع مفاصل المجتمع اصبحت متهالكة وحتي الصيانة لم تعد ممكنة ،
تبني الاخوان المسلمون الاقتصاد المفتوح مع بعض التعديلات لحماية الطبقات الفقيرة بالتالي فان ما يحاول الاخوان تقديمه للشعب المصري لايختلف من الناحية النظرية عن نظام مبارك في الانفتاح نحو الاقتصاد الرأسمالي الغربي، مما يعني زيادة ثراء الطبقات الغنية وبالطبع هم من الاثراء الجدد علي حساب اثرياء العهد السابق
البدائل لحكم الاخوان السلمين
يبدواننا امام معادله صعبة للغاية لو قلنا ان البدائل قليلة وان ما يعرف بالقوة اللبرالية غير متواجده الا في الفضائيات وهم يتحدثون مع انفسهم بمعني انهم يخاطبوا المثقفين من امثالهم في قضايا يعرفونها ولا يوجد خلاف حولها ، اما بقية اهل البيت من الشعب المصري فهم في وادي اخر، لا يعنيه ما يقال في الفضائيات، ولكن يستمع الا من يأتي لقريتة او يمد يديه بللمساعده . لهذا يمكن القول بتأكيد وجزم بان الانتخابات القادمة سوف تأتي بالاخوان المسلمين وربما باغلبية ساحقة ولن يستطيع احد التكلم او حتي الاعتراض لانهم تمكنوا من مفاصل الدولة خاصة الامن والجيش وهم علي استعداد ان يذوقوا كأس العلقم الذي شربوه في العهود السابقة ، وقد كان مرا شديد المرورة
المعارضة المصرية
تبدو المعارضة المصرية انها نعاني من انميا وسوء فهم للعمل السياسي، فهي تحاول احراج الاخوان في بعض المظاهرات الضعيفة والظهور في الفضائيات من منظمومة ردح علي الطريقة المصرية، ولكنها بعيده عن قلب مصر في الريف اوالنجوع وصعيد مصر حيث يعشعش الفقر وتنتشر الامراض ولا تجد من يواسيها. الحل لليبراليين هو النزول الي عماق مصر حيث الكثافة السكانية التي ترجح كفه الميزان الانتخابي
الانقلاب العسكري
كان من الممكن التحدث عن انقلاب عسكري مع بداية الثورة، ولكن الان فان هذا الافتراض اصبح يعيدا ولا يمكن ان يحدث بسبب سيطرة التيار الاسلامي علي القيادات الجيش الفاسدة وتهديها بفتح ملفات الفاسد كما حدث مع المشير الطنطاوي او الصمت الاستمتاع بالثروة المنهوبة. لهذا نسبعد الجيش او محاولات الانقلاب
ان العدو الحقيقي الذي يهديد الاخوان هم السلفيين ورفضهم لمواقف الاخوان المتساهلة في تفسير الشريعه ، فهم يريدون الرجوع بالزمن الي الوراء والبحث عن افعال الصحابة والقياس افعال الحاضر علي مقايس الماضي. مصر امام معضلة في الخيار بين اثنين الاخوان او السلفيين او ما يعرف بالتيار اللبرالي فلا وجود له من الناحية العملية
ما هو الحل
من الصعب ان نجد الحل في هذه المقالة المتواضعة، ولكن يمكن طرح بعض الخطوط الارشادية. يري صاحب هذه المقالة ان الحل قد يكون في تلين مواقف الاخوان ومحاربة الفكر التشددي بداخلهم وقبولهم كأمر واقع. ان محاربة الاخوان لن تؤد الي شئ سوي تعميق فجوة الخلافد بالتالي دعم للعناصر المتشدده منهم. وهنا اجد اقباط مصر في خيار صعب والخيار الخطاء يؤدي الي عزلهم من الثروه وتجاهلهم وربما تصاعد شدة العداء لهم ولن يجدوا من يناصرهم في الغرب بسبب الانشعال بلازمات المالية وكما هو الحال في دول الاتحاد وامريكا التي يعاني اقتصادها شبح الافلاس، لهذا اجد موقف القيادة الجديدة في الكنيسة القبطية تمثل الحنكه السياسيه والذكاء وعدم الانخراط في تيار المعارضة الهش، بالتالي مواصلة ابقاء داخل التاسسية وعدم الانسحاب كما حاول البعض بالاحاء بالانسحاب
واخيرا اقول الله معك يامصر
بقلم الدكتور حسن عثمان دهب
عمل استاذا في الجامعات الاتية بنغازي ، صنعاء، وكوبنهاجن واخيرا في مشروع داخل الاتحاد الاوروبي
ساحة النقاش