الي صديقي المتشكك من الثورة المصرية

بقلم  الدكتور حسن عثمان دهب

جامعة كوبنهاجن.الدنمارك

اتصل بي صديقي محمد عليش وصوته ينم من حزن عميق وكان القيامه علي وشك الحدوث ، وكانت علامات الاضطراب تبدو واضحه من حديثه، وارتفعت وتوقعاتي بان الامر في غاية الخطوره. سأته من سبب القلق والانفعال، فكانت اجابته بان الثورة انتهت وان الحاكم الحقيقي  هو الرئيس المخلوع مبارك وان فلوله  لازالت تتحكم فى مجري الاحداث في ارض الكنانة

بدأ صديقي سرد سلسة من الاتهامات الموثقة في وسائل الاعلام ،وغير واقعية وتفتقد الي  الموضوعية ، بل اغليها يفوم علي  الانفعالات والاعلام المغلوط، لهذا فان ردي هذا  بمثابة محاولة لطرح مسيرة الثورة والانجازات التي تتم تحقيقها خلال الشهور الماضية او الاخفاقات

انني اعترف بان الشك افضل وسيلة للوصول الي الحقيقة ، ولكن هناك نوعين من الشك او الشك الذي يؤدي الي الهدم وانهيار الثقة، وبلبله الفكر، خاصة ذلك الشك الذي لا يقوم علي حقائق ويعتمد علي الاشاعا ت  ومقابل هذا الشك الهدام هناك نوعا من الشك او ما يعرف بالشك الموضوعي الذي يعتمد علي افترضات قابله للتحقق

انجازات الثورة المصرية

لا يوجد اختلاف بين اغلبية الناس ، بان نهر الفساد قد تم تحديده ، ان اغلبية مداخيل للدولة تذهب الي الميزانية العامة ، ولم يعد هناك عمولات من الغاز والنفط او عمولات في الجهاز الحكومي ، وبالتالي فانني اعتبر هذا انجازا كبيرا فى تاريخ الدولة المصرية

ان مصر وشعبها يحي افضل عصور الحرية والشفافية. انظر الي عدد الاحزاب السياسية اوالجمعيات المدنية ، والنقاش المفتوح في وسائل الاعلام الخاص والحكومي. وهنا قد اتفق بان الضبابية لازالت في بعض الفضايا السياسية ، ولكن الحراك السياسيي الحالي والرغبة الصادقة في مواصلة المسيرة الديمقراطية سوف تؤدي في النهاية الي مجتمع يقوم علي دعامات ثابتة من مبادئ الديمقراطية

حققت مصر انجازات في السياسة الخارجية ممثلة في فتح ابواب معبر رفح علي مصرعية، وفتحت الطريق الي مفوضات حقيقية للمصالحة الفلسطينيةا. ان الدولة الفلسطينية علي وشك الاعلان علي الرغم من الرفض الامريكي ، ولكن بموافقة الدعم المصري الحر. ان هذا الوضع لم يكن ممكنا مالم تحدث الثورة المصرية

قامت الثورة المصرية بخلق الالاف من الوظائف وهناك  المزيد من المشروعات القومية التي يتم الاعداد لها و سوف تنفذ فى الفترة القادمة مما قد يؤدي الي الحد من الهجرة وتعميق مبدأ الولاء لمصر والاعتزاز بالجنسية المصرية

لهذا اقول لصديقي المتشكك بان مصر الغد تحمل فى احشائها امال عرضية بفضل سواعد وعقول علمائها

وهنا يجب ان لا ننسي ان شعب الفراعنة صناع اعظم حضارات الارض علي الاطلاق في الماضي ، بدأ صناعة اورع ملحة شعبية في تاريخ الثورات العالمية في الحاضر . ان ام الثورات العالمية وهي الثورة الفرنسية نجدها تقف خجولة  ومتواضعة امام عظمة الشعب المصري.  حقا ياصدقي ينبغي لك ان تفخر بمصريتك وتقول وراء الزعيم الخالد مصطفي كامل : ان لم مصريا، فتمنيت ان اكون مصريا. نعم مصر ام الدنيا وتزاوجت مع نهر النيل لكي تنجب العبقرية المصرية

 

 

 

المصدر: DR HASSAN OSMAN DAJAB

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

34,873