دكتور / حسن بخيت

بوابة العرب للثروات الطبيعية

authentication required

 

الثروات الطبيعية ورؤية تكاملية

د حسن بخيت

رئيس قطاع المساحة الجيولوجية بهيئة الثروة المعدنية

 رئيس اتحاد الجيولوجين العرب

[email protected]

01228224563

تزخر امتنا العربية بثروات طبيعية هائلة تشمل العديد من  الرواسب المعدنية منها ماهو سائل وغازى  مثل البترول و الغاز الطبيعى والغازات المصاحبة ومنها خامات الطاقة الصلبة  مثل الفحم و الطفلة الزيتية و الطفلات الكربونية واليورانيوم و الثوريوم  ومنها رواسب معدنية فلزية تشمل مجموعة المعادن الحديدية والسبائك الحديدية مثل الحديد و المنجنيز و الإلمنيت و الكروم و النيكل و التنجستن و الفانديوم و الكوبالت ومجموعة المعادن الغير حديديةمثل  النحاس و الألمونيوم و الرصاص و الزنك- ولقصدير و مجموعة المعادن الثمينة مثل الذهب و الفضة و البلاتين و مجموعة المعادن النادرة مثل التتانيوم و النيوبيوم و التنتالم و الموليبدنم- .

 ولو تحدثنا عن الرواسب المعدنية الغير  فلزية فتشمل طائفة كبيرة منها  مجموعة معادن الصناعات الكيميائية والأسمدة مثل الفوسفات و البوتاس والكبريت والحجر الجيرى و الملح "كلوريد الصوديوم" و أملاح كلوريد الكالسيوم والماغنيسيوم  ومجموعة معادن الصناعات الحرارية  والسيراميك، مثل الفلسبارو   الكوارتز و الكاولين و الفلورسبار و رمال الزجاج و البنتونيت و الماجنيزيت و الميكا و الطفلات و مجموعة خامات مواد البناء والتشييد مثل لحجر الجيرى و الجبس و البازلت و الدولوميت و الحجر الرملى والرمل والحصى و الزلط   ومجموعة أحجار الزينة  مثل الرخام و الجرانيت و الألباستر و البريشيا و السربنتين و الترافرتين و الحجر الجيرى الصلب  ومجموعة الأحجار الكريمة مثل الماس و الياقوت و الزبرجد و الزمرد و الفيروز و التركواز و التوباز و التورمالين و  العقيق الأحمر  .

 وهكذا يتضح لنا من استعراضنا لهذه الثروات مدى التنوع فيها وتغلغلها فى كافة الصناعات التى تمثل عصب الحياه مما يجعلنا امام مسئولية عظيمة نحو ايجاد منظومة شاملة متكاملة من اجل حسن استغلال هذه الثروات  فكثيرا  ما تاخذنا التفاصيل وتفاصيل التفاصيل بعيدا عن المعالم الرئيسية وعن الاهداف المنشودة وعن الرؤية الشاملة ولكل مجال معالمه التى تميزه عن غيره وكلما استطعنا ان نحدد بدقة تلك المعالم ونبرزها فى اطار واضح جلى  كما وكيفا كلما اقتربنا من النجاح  وحققنا الاهداف المرجوة .

خصوصية الثروة

والثروات الطبيعية وخاصة الثروة المعدنية كما اسلفنا لها  خصوصية تتمثل فى فى كونها  ثروة ناضبة  غير متجددة وتتواجد فى أماكن نائية كما ان عمليات استكشافها وتقيميها و استخراجها تحتاج الى مشقة كبيرة ومصاريف باهظة و  تتعرض لمخاطر الخسارة وفوق كل  هذا فان عائدها بطىء مما يدعونا ان نتعامل معها بشىء من الحرص  .

 وكما ان لكل سفينة ربان يقودهها ا الى بر الامان فان سفينة الصحراء وما فيها من كنوز وثروات ربانها هى التشريعات  الملائمة والمستقرة والمفعلة وهى المعلم السياسى لهذه المنظومة  التى  بيدها لوحة التحكم  تحفظ لها توازنها وتحدد لها سرعتها وتتعامل مع كل العوائق والموانع التى قد يعتريها اثناء رحلتها فالتشريعات هى الاداة التى تضع الاسس  وتحدد المعالم التى بها نستطيع ان نحافظ على هذه الثروات ونحسن استغلالها وتضع المعايير العلمية والاقتصادية والاجتماعية المناسبة لتنظيم العلاقة بين المستثمر الذى يمتلك القدرة المالية والفنية وبين الدولة القائمة على امر هذه الثروات التى تعتبر بنص القانون انها من اموال الدولة.

منظومة كبيرة

 و عندما نتحدث عن التعدين  لابد ان يكون من المعلوم اننا نتحدث   عن منظومة كبيرة تتفاعل وتتكامل فيها جميع الجوانب العلمية والتعليمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية  وكلما تناغمت وتوافقت تلك الجوانب كلما قوى هذا القطاع وتعمقت جذوروه واصبح اقل تاثرا للتقلبات التى تهب علينا من حين لاخر.

 وتبدأ دورة هذه المنظومة  بدأ من مناهج التعليم التى يتلقاها ابناؤنا التى يجب ان تتناسب مع احتياجات هذا القطاع ومواكبة ا للمتغيرات السريعة التى نشهدها يوما بعد يوم 

ولا شك ان التنسيق بين مناهج اقسام علوم الارض بكليات العلوم ومناهج اقسام هندسة المناجم بكليات الهندسة من الامور الهامة التى لابد ان تتكامل من اجل ايجاد مجاميع عمل متوافقة تعرف كل مجموعة ما لها وما عليها بدون تتداخل او تكرار ولا نغفل هنا ضرورة تطوير ودعم التدريب العملى لهؤلاء الطلبة بما يؤهلهم للوقوف على طبيعة العمل الحقلى مما يسهل ويقلل  فترة تاهيليهم للعمل بعد التخرج .وينقصنا ايضا  فى هذا ا المضمار ايجاد ثقافة عامة جماهيرية من خلال وسائل الاعلام المختلفة  تقرب المواطن العادى من فهم  مبسط لعلوم الارض والقاء الضوء على هذه العلوم للتعرف على ثروات الصحراء والدور الكبير الذى يقوم به المتخصصيين من العلماء والخبراء بحثا وتنقيبا لاكتشافها واستخراجها ودور هذه الثروات فى دفع عجلة التنمية  مما يساعد على خلق مناخ ايجابى بين المواطنيين للتفاعل مع هذه المنظومة ويتمثل ذلك فى ايجاد الحافز لدى اولياء الامور لدفع ابناؤهم لتعلم تلك العلوم وكذلك تغير نظرة المجتمع للتعامل مع الصحراء من ارض جدباء بلا زرع او ماء الى جبال ورمال مليئة بالكنوز والخيرات يلزم الحفاظ عليها  وحمايتها من اى تهدير .

 توظيف  البحث العلمى

وننتقل بعد ذلك الى الجوانب العلمية المتمثلة فى ضرورة  توظيف  البحث العلمى لتطوير القطاع بدا من الاكتشاف ومرورا بالاستخراج وانتهاء بالتجهيز والمعالجة والتصنيع .. وكيف اننا قد سمعنا من  احد الباحثين  من مركز بحوث الفلزات المصرى اثناء ورشة عمل اقامتها هيئة الثروة المعدنية المصرية مؤخرا  حول استراتيجية  تنمية خام الفوسفات المصرى ... وهو يحدثنا عن نجاح قطاع تصنيع الاسمدة بولاية فلوريدا بامريكا  من  رفع تركيز خامس اكسيد الفوسفور من 8% الى 31 % لخام الفوسفات  وعلى النقيض من ذلك فان بعض الدول العربية تعتبر خام الفوسفات الذى يحتوى على نسبة خامس اكسيد الفوسفور أقل من 20 % من النفايات المهملة وتزخر الصحراء العربية بالكثير من نفايات الكثير من الخامات المعدنية   التى نستطيع بقدر من البحث العلمى الدؤؤب ان نحولها من عبء  مدمر على البيئة المحيطة الى نواتج ذو قيمة  اقتصادية تعود علينا بالنفع.

وتطل علينا الجوانب الاجتماعية من اوسع ابوابها من خلال  توظيف العمالة وتوطينها وتدريبها  وحفظ حقوقها وسلامة تشغيلها. ولاشك ان الازمة  المالية الحالية التى تعصف بالعالم تجعلنا لا نتجاهل الابعاد الاقتصادية التى قد تطرا من حولنا ويكون ذلك بوضع الخطط والخطط البديلة التى تتوقع الحدث وفقا لمعطيات المعلومات التى تسجل من هنا او هناك.

 من ناحية اخرى فان الوطن العربى غنى بتراثه الانسانى ومحماياته الطبيعية الخلابة  وهى ثروة بكل المقاييس التى تتطلب من الكل الحفاظ عليها فهناك ثروة نادرة من الحفريات والغابات المتحجرة والكهوف الطبيعية  التي يعود عمرها إلي ملايين السنيين  وربما تصادف وجود هذه الانواع مصاحبا مع صخور قابلة للتحجير او التنجيم   وقد تبدأ عمليات الاستغلال وتدمر تلك المواقع الاثرية والبيئية  مما يعد خسارة كبيرة بكل المقاييس

فعلى سبيل المثال يصاحب بعض محاجر احجار الزينة  مثل الالباستر وجود كهوف طبيعية مثل كهوف الاستلاكتيت والاستلاجميت  ذات المدلولات العلمية  الكبيرة  والتى تعد مزار دراسيا وسياحيا لطوائف كثيرة من العلماء والطلاب والسياح من جميع انحاء العالم  وان العائد منها يفوق بكثير ما يتم من استخراجه  من خامات المحاجر لذا كان من الضرورى  ايجاد منظومة توافقية فى  مثل هذه  المواقع  بين الاستفادة من هذه الظواهر الطبيعية النادرة وبين استغلال  الخامات بها  وينسحب هذا الحديث على االظواهر المماثلة مثل الغابات المتحجرة والمواقع الاريكولوجية القديمة

 لذا من الضرورى وضع هذه الاعتبارات عند القيام  بالتوسعات العمرانية... واقترح ان تكون هناك خرائط معدة سلفا  طبقا لحزم المعلومات المتوفرة للمناطق المحتمل وجود مواقع اثرية او تعدينية حتى نستطيع ان نحافظ عليها من زحف العمران.... واذكر فى هذا الشان ما ذكر عن  أعمال التنقيب الأثرى  الذى قامت به البعثة المصرية الفرنسية العاملة بمنطقة العين السخنة  والذى ادى الى اكتشاف  مجموعة ألواح من خشب الأرز، والخاصة بالسفن التى استخدمها المصرى القديم فى رحلاته عبر خليج السويس للوصول إلى سيناء حيث مناجم الفيروز والنحاس.كما اكتشفت نفس البعثة عن وجود اثار لخام النحاس بهذه المناطق مما يجعلها من المناطق المامولة للبحث عن النحاس بها .

 لاشك ان أ تباع  المنهج العلمى فى التعامل مع هذه الظواهر من الامور الجديرة بالاهتمام   اثناء  عمليات تعمير الصحراء و يمكننا  ان نتجنب  الكثير من المخاطر بل نستطيع ان نحول بعضها  من نقاط سلبية  الى نقاط ايجابية  مثل بناء السدود امام مخرات السيول لتخزين المياه وامداد المناطق المحيطة بها  اما المواقع االاثرية   فيمكن ان تصبح مزار سياحيا لكثير من الافواج من الداخل او الخارج.

وعلى هدى ما سبق ارجع مرة ثانية واؤكد على ضرورة ان نتعامل مع ثروات هذه الامة من منظور النظرة الشاملة المتكاملة.

 

 

hasan

hassan

  • Currently 213/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
67 تصويتات / 6211 مشاهدة
نشرت فى 8 أغسطس 2009 بواسطة hasan

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,227,062