حديث عن المحاجر -٢
حمايه صناعه الرخام والتجربه الصينيه
اعداد
دكتور/ حسن بخيت
رئيس المجلس الاستشارىالعربى للتعدين
عندما تذهب الي منطقه شق الثعبان تلك القلعه الكبيره لصناعه الرخام ستجد نفسك كأنك في مقاطعه صينيه داخل هذه القلعه وخارجها وعندما تحدثت مع بعض الزملاء وهم من اصحاب مصانع ومحاجر تحدثوا عن عمليات بيع وتاجير قد تمت ومازالت تتم لهذه المصانع والمحاجر لهؤلاء الصينيين واكدوا ان هذا نوع من الاستسلام لهذا الغزو الصيني لعدم القدره علي المنافسه لاسباب كثيره منها :
١- الزياده المبالغ فيها الاتاوات والرسوم والغرامات من جهات متعدده.
٢-ارتفاع اسعار مستلزمات التشغيل التي يتم استيراد معظمها من الخارج.
٣- ضعف المنافسه مع العملاق الصيني الذي يمتلك قدره تسويقيه كبيره وواسعه وامتلاكه مستلزمات التشغيل بالاضافه للعماله المدربه.
اذن نحن الان امام مشكله تتمثل في النقاط الاتيه:
١- تسريح اعداد كبيره من العاملين بقطاع المحاجر والمصانع مما يتسبب في بطاله قاصمه
٢- هجره الخبرات المميزه لدول الجوار وقد حدث ذلك بالفعل خاصه للسوق العربي والافريقي.
٣-تغير نشاط الكثير من المستثمرين الوطنيين وترك الساحه للاخطبوط الصيني.
٤- خساره اسواق عالميه تصديريه كان لنا فيها الريادة وانتقالها لدول اخري.
٥- لجوء الكثير الان الي استيراد بلوكات الرخام والجرانيت الاجنبي لسعره الارخص مما يزيد تكاليف فاتوره الوردات وهي بالدولار.
الذي يجب ان يوضع في ميزان تقييم التجربه الصينيه الاتي :
اتت الشركات الصينيه لمشاريع قائمه كامله البنيه الاساسيه والمرافق والمياه والطاقه
اتت الشركات الصينيه لتاخذ محاجر تم بذل جهد كبير لاكتشافها وشق الطرق والمدقات اليها
اتت الشركات الصينيه لتجد موقع جغرافي فريد لتصدير منتجاتها للسوق الافريقي والعربي مما وفر لها الكثير
قد يقول البعض السوق عرض وطلب وشطاره ومنافسه ونحن لسنا علي قدر هذه المنافسه
واقول ان اليات المنافسه ليست فرديه بمعني لاتعتمد علي الشركات بعينها ولكن تعتمد اساسا علي مساعده الدوله في ايجاد المناخ المناسب للمنافسه من الاعفاءات والرسوم والاتاوات المناسبه والحوافز التصديرية الحقيقيه وتوفير مستلزمات التشغيل الوطنيه والمساعده علي ايجاد مراكز مستقله لتدريب العماله المهره وتشجيع اقامه المعارض التسويقيه وخلافه
من ناحيه اخري من منظور حمايه الصناعه الوطنيه ومع تقلبات الاوضاع السياسيه العالميه ماذا ولو رحل الصينيون لسبب ما
اكيد سيحدث فراغا من الصعب سده الا بعد فتره زمنيه ليست بالقصيره ستصبح هذه المصانع خرده ولن تجد من يشغلها لتغير نشاط اصحابها وعمالها او لهحره العماله المدربه ولضياع الاسواق التصديريه ولعدم وجود مستلزمات التشغيل
فليس سهلا ان يعود القطاع كما كان
اذن ما الحل
الحل يبدأ بوقف النزيف اولا والحفاظ علي مابقي من هذه المحاجر والمصانع وذاك من خلال مراجعه سريعه للسياسات القائمه الان خاصه ما يتعلق بالرسوم والاتاوات والغرامات والتشجيع علي الاستثمار الوطني المحاجر والصناعات القائمه
والاستفاده القصوي من تواجد الاستثمار الاجنبي من ناحيه اشتراط توظيف العماله الوطنيه وتدريبها وتحصيل المستحقات الماليه التي تتناسب مع كل ماسبق من الميزات النسبيه والعمل علي توطين صناعات مستلزمات التشغيل وهذا يستلزم وجود سوقا اقليميا لها حتي تحقق الجدوي الاقتصاديه من اقامتها
ساحة النقاش