دكتور / حسن بخيت

بوابة العرب للثروات الطبيعية

أثر النشاط التعديني على البيئة  وفرص الاستثمار المتاحة في المخلفات

مهندس تعدين/ خالد بن حسن ألفي     دكتور/ عبدالله بن محسن العطاس

                                                           هيئة المساحة الجيولوجية السعودية

                                                                               

تعتبر صناعة التعدين من أقدم الصناعات التي عرفها الإنسان على مر العصور فعلى الرغم من إيجابياتها الكبيرة والمهمة للإنسان تأتي في مقدمتها استغلاله لمعظم الثروات المعدنية المتوفرة في الأرض وتحويلها إلى أشياء نافعة في جميع أموره الحياتية سواءاً حربية أو صناعية أو زراعية أو منزلية.

إلا أن هذه الصناعة لها بعض الآثار السلبية على البيئة من بينها تشويه مظهر الأرض التي خلقها الله عليها، هذا بالإضافة إلى استهلاكها الكبير للمياه أثناء عمليات الاستخراج والتصنيع والإنتاج ناهيك عن ذلك الأتربة والغبار المتصاعدة أثناء عمليات الاستغلال، بالإضافة إلى المخلفات الضارة كالأجهزة والمعدات والحفر والتجاويف والخنادق الأرضية، والأحجار، وبقايا الخامات الناتجة عن عمليات الاستخراج، إضافة إلى الفضلات الضارة الناتجة عن معالجة الخامات المعدنية نظراً لاستخدام بعض المواد الكيماوية.

ولكن لابد من الإشارة إلى أن هذه الأضرار المحدثة ماهي إلا بفعل الإنسان نفسه، إذ من الممكن تلافي هذه الأخطار ، بل والاستفادة من السلبيات وتحويلها إلى إيجابيات يمكن الاستفادة منها مستقبلاً، مثل تحويل مناطق التعدين إلى منتجعات سياحية أو متاحف، أو كنوع من أنواع السدود أو الخزانات لحفظ المياه (بعد إدخال بعض التعديلات الفنية عليها) أو في مجال الخزن الإستراتيجي، أو ردم وتسوية الأراضي التعدينية بالتربة الزراعية،كما أن استخدام أجهزة تنقية وتصفية الهواء  (الفلاتر) كفيل بالحد من تلوث الهواء، والاستفادة من المخلفات الطبيعية كالرمال والأحجار والمواد الطينية في مجالات صناعية أخرى.

وانطلاقا من دور ورسالة هيئة المساحة الجيولوجية السعودية نحو العمل علي حماية البيئة من خلال التعرف علي أفضل السبل للتخلص من آثار التعدين الضارة ومن النفايات الناجمة عن الأنشطة التعدينية والجيولوجية البيئية. فقد قامت الهيئة بتبني مشروع الاستفادة من نفايات ومخلفات الأنشطة التعدينية ويهدف المشروع إلى التعرف علي أنواع المخلفات والنفايات وتحديد كمياتها والعمل علي تحويلها إلى فرص استثمارية واعدة في سبيل التخلص من آثارها الضارة وبالتالي حماية البيئة. وقد تم البدء بمحاجر ومقالع أحجار الزينة (الجرانيت والرخام والحجر الجيري) بمنطقة الرياض فقط حيث تم تقدير كميات الإنتاج السنوي وكميات النفايات التعدينية وعمل التحاليل والتجارب المعملية. وقد قدرت كميات الحجر الجيري المستخدم فعلياً بأكثر من  523.000 طن/سنة (خمسمائة وثلاثة وعشرون ألف طن سنويا)، فيما قدرت كميات النفايات التعدينية بحوالي 940.000 طن/سنة(تسعمائة وتسعة وثلاثون ألف وستمائة) طن سنويا. ويعتبر الحجر الجيري المصدر الأساسي لكربونات الكالسيوم سواءاً الطبيعية المطحونة أو المترسبة وهو ما دلت عليه نتائج التحاليل والتجارب المعملية، وكلتا هاتان المادتان يتم استخدامهما كمواد حشو في مختلف الصناعات مثل الورق والدهانات والبلاستيك والأدوية وغيرها. فعلي سبيل المثال نجد أن أكثر من 95% من استهلاك مواد الحشو في صناعة البلاستيك الحراري خاصة البولي بروبلين والبولي فينيل كلورايد(PVC)  حيث تتراوح نسبة كربونات الكالسيوم في (PVC) من 5-15% بناء على نوع المنتج سواء كان رقائق أو أنابيب وقد تصل النسبة في بعض الأحيان إلى 35%. وفي صناعة البولي بروبلين يصل حجم المواد الحاشية من 10-40% ولكن بعض المواد الحاشية تصل نسبتها إلى 70% وتكون عادة من معدن التلك.

 وقدرت التكاليف الأساسية للاستثمار في مشروع إنتاج كربونات الكالسيوم المترسبة بحوالي 60 مليون ريال. ويعطي المشروع صافي ربح سنوي قدر بحوالي 17 مليون ريال على أساس سعر بيع متوقع 800 ريال/طن.

كما تم حصر محاجر الجرانيت وتحديد كميات الخام المنتج والمستخدم فعلياً وكذلك كميات النفايات التعدينية. حيث قدر معدل الإنتاج السنوي الفعلي من الجرانيت بحوالي 123 ألف طن. وكمية النفايات التعدينية بأكثر من 95 ألف طن سنويا.

ومن الاستخدامات المختلفة لنفايات الجرانيت ما يلي:

1-      الخرسانة  لأعمال البناء

2-      أحجار البناء والزينة

3-      الأحواض ومغاطس الاستحمام

4-      التحف والهدايا والمجسمات الجمالية

5-      الزجاج والخزف بعد طحن الجرانيت نظراً لاحتوائه على معادن الفلسبارات.

 ولكن من الملاحظ أن النسبة العالية لمخلفات الحجر الجيري والجرانيت ترجع  إلى طريقة التحجير غير العلمية الصحيحة بالإضافة إلى عدم توفر التثقيف الكامل لدي المستثمر خاصة فيما يتعلق بأحكام ولوائح نظام التعدين بالمملكة وعدم توفر الخبرة لدي العاملين في هذه المحاجر بالمشاكل الفنية التي قد تواجههم بالمحجر. لذلك كان لابد من توعية وتوجيه المستثمرين بضرورة إتباع الطرق والوسائل الكفيلة بتلافيها.

 

المصدر: الملتقى والمعرض الدولى الثانى لاقتصاديات المناجم والمحاجر بالوطن العربى [email protected]
hasan

hassan

  • Currently 274/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
95 تصويتات / 4234 مشاهدة
نشرت فى 15 مارس 2010 بواسطة hasan

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,231,253