<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
"البنت مالهاش غير بيت جوزها" كلمة تهمس بها كل أم في أذن ابنتها الصغيرة التي لا تتجاوز السن القانوني للزواج خوفا عليها من العنوسة ، فأصبح زواج القاصرات عادة منتشرة بشكل كبير في معظم محافظات مصر وخاصة في قرى الأقاليم.
فتشهد مصر جدلاً محتدماً، حول ظاهرة زواج القاصرات، من رجال كبار في السن، أو حتى من الشباب، وتعود هذه الظاهرة لأسباب مادية بحتة، فحاجة الأب للمال، وطمعه أحيانا، تدفعه لبيع ابنته إلى احد التجار، المقتدرين والقادرين على دفع المهر، مهما غلا ثمنه، كما أن المال، يعميه عن فهم حقيقة وأبعاد مثل هذا الزواج، وتأثيره السلبي على ابنته القاصر، ومدى ما سوف تعانيه ابنته من مثل هذا الزواج الجائر، وغير المتكافئ، والذي في حقيقته، هو عبارة عن متاجرة بجسد ابنته، حتى ولو كان زواجا شرعيا وموثق، في فهم البعض له، ومهما كتب من عقود وخلافه. ويعتبر مثل هذا الزواج، في حقيقته استغلال جنسي فاضح، لجسد فتاة قاصر، ولمضمون وروح الزواج الحقيقي المعروف والمعهود، وأبعاده الموضوعية، فالزواج من فتاة قاصر، لا يبني أسرة كريمة، خاصة، إذا كانت هذه القاصر جاهلة، ولم تستكمل تعليمها، كما أنها لا تستطيع فهم أبعاد مثل هذا الزواج، وفهم الهدف منه، وسوف تكون لعبة بيد من يتزوجها، ويستغلها جسديا، بدون أية عواطف إنسانية متبادلة تذكر، من اجل متعته الخاصة فقط، كونها صغيرة جدا، وتملك جهازا تناسليا صغيرا، يعطي للزوج متعة كبيرة جدا، كما يعتقد بعض من يرغبون في مثل هذه الزيجات، بغض النظر عن الآثار السلبية التي ستعاني منه الزوجة القاصر من آثار سلبية، فهي قد تكون غير مهيأة، لا نفسيا ولا جسميا ولا فسيولوجيا ولا عقليا ولا ثقافيا، لمثل هذا الزواج، فتتحمل القاصر، عبئا لا قدرة لها عليه، ولن تفهم دورها به مطلقا، وقد يستغلها هذا الزوج، حسب رغبته وشهوته، مقابل أن يغريها بحبة من العلكة أو الشوكولاتة بداية، وإذا لم تقبل، فقد يلجأ إلى إرهابها وتخويفها وحتى إلى اغتصابها عنوة، وهذا هو الظلم بعينه، الذي قد يقع على هذه القاصر، والذي سيسبب لها آلاما متعددة، نفسيا وجسميا وعقليا، فالزوج، في هذا النوع من الزيجات، لا يهمه، إلا أن يحصل على متعته الكاملة، بدون اكتراث لعواطف وشعور الطرف الآخر، طالما هو دفع مهرها لوالدها، ووافق الوالد على استغلال ابنته بدون قيد أو شرط .
وقد رصدنا معاناة الصغار والأمهات والعواقب الناتجة عن زواج الصغيرات على النحو التالي :
1- تسرب من التعليم وبطالة وجهل وراء زواج القاصرات بداية تقول هيام - ربة منزل ـ "عندي بنت في العاشرة من عمرها وهى الآن مخطوبة وأنا ووالدها رحبنا بقرار خطبتها لان البنت مالهاش غير بيت جوزها ." وتضيف "ابنتي مبسوطة وفرحانة وبتحب خطيبها وهتتجوز كمان سنتين ومفيش اى مشاكل بتقابلنا."
2- والتقينا مع فتاه لم تتجاوز السادسة عشر من عمرها فانهمرت في البكاء قائلة "تمت خطبتي منذ سنه وأجبرني والدي على هذه الخطوبة بحجة أن خطيبي حالته المادية ميسورة وعندما عارضت الخطوبة أجبروني بشده ولم أجد امامى طريق آخر سوى فعل ما يريدوه. وتضيف:" أنا كنت عايزه أكمل تعليمي عشان انفع المجتمع بس دلوقتى مش هقدر أكمل, وكمان خطيبي مش معاه غير الإعدادية ومش عارفه اعمل إيه."
3- أما "آية " فتختلف قصتها وتمر بأصعب مراحل حياتها الآن حيث تقول" كنت صغيره لا اعرف شيئا وتقدم لخطبتي احد الأشخاص ووافق والدي ووالدتي خوفا من العنوسة ووافقت أنا أيضا وكنت فرحانة أنى هلبس فستان ابيض زى باقي البنات, وفعلا اتخطبت واتجوزت في الخامسة عشر, ولكن دارت مشاكل كثيرة بيني وبين زوجي لم يمر يوما خالي من الخناق والضرب ." وتتابع آية قائلة "وأنجبت بنت عمرها الآن سنة ونصف ونظرا للاختلاف بيني وبين زوجي طلبت الطلاق ولا اعرف مصيري حتى الآن ". وتقول "والدة آية" أنا مش خايفة ولا قلقانة لو بنتي أطلقت ده نصيب ويمكن حظها يبقى حلو في المرة الثانية .
4- وتروى نيرمين قصتها قائلة "إنها تزوجت وهى في الرابعة عشر من عمرها ولكن لم يحالفها الحظ وطلقت بعد سنتان في السادسة عشر وقد أنجبت طفلا وهى تريد أن تسجله ضمن كشف المواليد ولكنها تجد صعوبة في ذلك حيث إنها لا تحمل وثيقة رسمية للزواج ".
5- يقول والد أميرة التي تبلغ من العمر 16 سنه " أميرة بنتي مخطوبة منذ 3 سنوات وماتعرفش خطيبها كويس ,كل اللي تعرفه عنه هو اسمه وشكله وخلاص . ويضيف " دى عادات معظم القرى بنجوز البنات صغيرين عشان بنخاف عليهم وخصوصا عشان مابقاش في أمان في الدنيا".
6- أما على - مهندس - يستنكر زواج القاصرات قائلا "إن كل شيء نصيب ,ومن المفترض أن تبلغ الفتاه السن القانوني حتى تكون واعية عند اختيارها شريك حياتها . ويضيف "مايفعله الآباء والأمهات كمثل هذه العادة يعتبر جهل حيث تتحمل نتيجته الابنة بمفردها" .
7- أم مروة والتي تبدأ حديثها ب"جواز البنت ستره لها" والبنت مهما كبرت مصيرها للجواز وكلنا بنفكر بالمبدأ ده ,وتتابع قائلة أنا بنتي اتجوزت وهى 17 سنه وحياتها الحمد لله مفيش فيها مشاكل.
8- ورقة مكتوب بها مبلغ من المال لضمان حقوق بنتي عند طلاقها لأنها لا تبلغ السن القانوني للزواج هذا ماقاله "عم أسامه"عن شروطه في زواج ابنته التي لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها ,ويضيف" الإشهار أهم حاجه والناس كلها عارفه أن بنتي بتتجوز يبقى الجواز مش حرام ولا عرفي.
ظاهرة زواج القاصرات في مصر تمثل كارثة اجتماعيه وأخلاقية , وبالرغم من تعديلات قانون الطفل التي منعت توثيق عقود الزواج قبل 18 عاما إلا أن هذه الظاهرة مستمرة ومنتشرة .
فعقد الزواج بمثابة عقد بيع لجسد فتاه يحرمها من التعليم والحياة , يجعلها سلعة تباع وتشترى مقابل المال .
فالمعنى الحقيقي لزواج القاصرات علميا وطبيا هو الزواج قبل البلوغ فهو يختلف عن الزواج المبكر الذي حدد قانونا بعد بلوغ 18 عاما لتتحول الطفلة إلى فتاه بالغة .
فمن أسباب زواج الفتيات القاصرات هو الفقر وتدنى مستوى المعيشة الذي جعل الآباء يتوجهوا لتزويج بناتهم للأثرياء العرب , ولأسباب أخرى هي سترهن ولكن ما لا يعلموه إنهم يقتلوهن بأيديهم نفسيا وجسديا , فهذا الزواج أو عملية البيع هذه يعرض الفتيات لخطر الإصابة بالعقم , بالإضافة إلى مخاطر صحية كتسمم الحمل وفقر الدم وصعوبة الولادة و الإجهاض . وأثبتت الدراسات ارتفاع نسبة الوفيات بين القاصرات نتيجة الحمل المبكر لعدم اكتمال الأجهزة التناسلية بالإضافة إلى تعثر الولادة وإنجاب أطفال غير مكتملي النمو .
فمصر أصبحت محطة ترانزيت للأثرياء العرب فزواجهم من القاصرات بمخالفة للقانون المصري الذي يمنع زواج الفتيات أقل من 18عاما , فهذا يعتبر زواج متعه بما يسمى بالزواج السياحي الذي يعد استغلال جنسي للأطفال . حيث يمثل زواج التجارة بمصر نحو 80% من حالات زواج القاصرات بالقرى والمناطق الفقيرة, فتقع الفتيات تحت براثن عجائز أثرياء ويجب على الحكومة أن تجد رادعا لمثل هذه الكارثة المجتمعية .
رغم أن القانون يجرم زواج القاصرات فإن معظم الآباء والأمهات وحتى المأذون يلجئون إلى حيلة جديدة لسير عملية الزواج قبل 18 عام .
إن زواج القاصرات له عواقب وخيمة لان الفتاه لا تنمو فكريا ولا عقليا ولا جسديا فكيف تكون مسئولة عن أسرة بأكملها وهى في وقت من المفترض أن يكون والديها مسئولين عنها.
إن القانون يجرم توثيق عقد الزواج قبل السن القانوني وهو 18 سنه وبالرغم من ذلك يقوم رب الأسرة بزواج ابنته دون الخوف عليها من مخاطر جسيمة .
ونحن بدورنا تناشد المسئولين قائلين "اى حد يعرف أب وأم يزوجوا بناتهم قبل السن القانوني يذهبوا مسرعين للإبلاغ عنهم وتحرير محضر بالواقعة " .
ونتساءل قائلين "كيف لمأذون أن يوثق عقد قران أو مايعرف ب"ورقة عرفي "مع الإشهار لفتاه لم تبلغ السن القانوني وهو يعرف أضرار ذلك .
إن حالات الطلاق في المجتمع المصري معظمها ناتج عن زواج صغار السن الذين لا يعرفون المعنى الحقيقي للأسرة وتحمل المسئولية.
فإننا نجد حالات كثيرة مشردة ومتسولات في الشارع وعندما سألنا عن السبب قالوا أنهم تزوجوا في سن صغيره وتركهم أزواجهم أو طلقوهم .
إن مسألة الزواج من طفلة، في هذا العصر، تبدو لي وللكثيرين من الأشياء المقززة بدهياً، حتى من دون الاضطرار إلى بلورة الحجج، أو تجهيز الأدلة.الزواج له معنى مختلف عن الذي يمارس في الزواج من طفلة. الإنسان يتزوج ليس لإشباع الغريزة فقط، وإنما لتكافؤ في التفكير، ولتقاربٍ في السن، وللشعور بالسكنى والسعادة والألفة. الذين يؤيدون تزويج الطفلة ينطلقون من فهمٍ قاصر جداً لمعاني الزواج. وأريد أن أسأل سؤالاً واضحاً ومباشراً ما الذي يتحقق من متطلبات الزواج حين يتزوج الرجل طفلة؟! الجواب: لا شيء، إلا انتهاك الطفولة واغتصاب حياة غضة، وتدمير مستقبل كائنٍ حي بالكاد يتلمس طرق الحياة.
أن تؤخذ طفلة صغيرة من ألعابها، وقد كانت وادعةً مطمئنةً في بيت والديها، وهي لم تعرف الحياة بعد، حدود وعيها جدران غرفتها وألوان عرائسها، أن تؤخذ هذه الطفلة لتوضع بين ذراعي رجلٍ انجرفت رغباته عن الزواج الطبيعي، ليتوجه إلى الزواج من طفلة، هذا الفعل لابد له من حلٍ قانوني جذري، وأن يعاقب الأب إن هو زوج طفلته، بحيث تدرج هذه الفعْلة ضمن الاتجار بالبشر، وأتمنى من المحامين والمختصين أن يصعدوا في هذه القضية حتى يخرج بها القانون الشافي.وألا نكرر ما كان بعض المهووسين بالصغيرات يرددونه في كلمتهم الشهيرة: “بنت ثمان وعليّ الضمان” وكأنه يبيع ساعة أو غسالة أو ثلاجة!"
ساحة النقاش