أ.د/ هاني جرجس عياد

اْستاذ جامعي وكاتب صحفي

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

تظهر أهمية التطوع والحاجة إليه كلما تقدم المجتمع وتعقدت العلاقات الاجتماعية ، فكلما كانت العلاقات بسيطة ومباشرة تكون الجهود التطوعية جهودا فردية ومباشرة أيضا ، وترتبط بالموقف ذاته ، وتكون إحدى سمات العلاقات الاجتماعية . فمجتمع القرية لقلة حجمه ، وتداخل علاقاته يتصف بالتساند والترابط ، والتطوع فيه يؤدى وظيفة ضرورية ، ويرتبط ذلك عند الناس بقيم الشهامة والمروءة والكرم .

أما مجتمع المدينة فاتساعه يضعف العلاقات الاجتماعية ، لاْن احتياجات الناس تشبع من خلال المنظمات والهيئات ، وعلى الرغم من توفر تلك الخدمات ، إلا أن ذلك قد اْظهر حاجة تلك المجتمعات أكثر إلى التطوع ، والذي يكون في صورة نشاط مؤسسي ، يتم من خلال المؤسسات الاجتماعية ، فالدول مهما كانت إمكانياتها المادية لا تستطيع إشباع كل احتياجات أفرادها ، حتى مع اتساع أنشطتها وتعدد مجالاتها ، خصوصا في ظل تزايد الاحتياجات ، فما كان ينظر إليه على انه كمالي في وقت من الأوقات ، قد يصبح ضروريا في وقت لاحق .  

والأهمية الكبرى للتطوع تكمن في تنمية الإحساس لدى المتطوع ، ومن يستفيد من خدماته ، بالانتماء وتقوية الترابط الاجتماعي بين فئات المجتمع ، والتي تأثرت سلبيا ظاهرا بعوامل التغير الاجتماعي والحضاري ، كما أن الأعمال التطوعية تكون لونا من ألوان المشاركة الايجابية ، ليس في تقديم الخدمة فحسب ، بل في توجيه ورسم السياسات التي تقوم عليها تلك المؤسسات الاجتماعية ، ومتابعة تنفيذ برامجها وتقويمها بما يعود على المجتمع ككل بالنفع العام ، وكلما كثر عدد المتطوعين كلما دل على وعى الأفراد وحسن تجاوبهم مع هيئات ومنظمات المجتمع .

إن الأنشطة التطوعية من أهم معالم التنمية الاجتماعية ، لاْن نمو حركتها واتساع قاعدتها ، واشتراك أعداد كبيرة من الأفراد فيها يعتبر دلالة أكيدة على إن المجتمع استطاع أن يبنى طاقة ذاتية قادرة على النهوض به وصنع التقدم فوق أرضه ، وقادرة على دفع المخاطر التي قد يتعرض لها . 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: منشور بمجلة الراية – قطر – بتاريخ 30-5-2013 م
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 37 مشاهدة
نشرت فى 19 مارس 2015 بواسطة hany2015

ساحة النقاش

أ.د/ هاني جرجس عياد

hany2015
اْستاذ جامعي وكاتب صحفي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,624