حمية “البحر الأبيض المتوسط” سر الحياة الطويلة إذ تمنع الإصابة بأمراض القلب والاكتئاب، وتبين للباحثين أخيراً أنها تحمي من فقدان الذاكرة. ووجدت الدراسة أنَّ الأشخاص الذين يعتمدون نظاماً غذائياً على الطراز المتوسطي قد يكونون أقل عرضة لتدهور ذاكرتهم وقدرتهم على التفكير.
ويتكوّن النظام الغذائي من أطعمة ذات أصل نباتي كالخضروات، والبقول، والفاكهة، والمكسرات، والبذور، والزيتون، وزيت الزيتون، والأسماك. وينطوي على استهلاك منخفض للمواد الغذائية المصنّعة، والكربوهيدرات المصنّعة، والحلويات، والشوكولاته، واللحوم الحمراء.
وتابع الباحثون حال 27.860 شخصاً في 40 بلداً خلال 5 سنوات، بحسب ما نشره موقع مجلة Neurology ونقل تفاصيله موقع صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية. والفئات العمرية لهؤلاء الأشخاص بدأت من سنِّ الـ 55، وبرز إصابة هؤلاء الأشخاص بأمراض كالسكري أو لديهم تاريخ مع أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الشرايين المحيطية. وتمَّ اختبار قدرات ذاكرتهم في بداية الدراسة، ومن ثمَّ بعد سنتين وبعد حوالى خمس سنوات.
وسئلوا في بداية الدراسة عن عدد المرات التي يتناولون فيها أنواعاً معينة من الأطعمة، بما في ذلك الفواكه والخضروات، والمكسرات، وبروتينات الصويا، والحبوب الكاملة، والأطعمة المقلية العميق، إلى جانب الأسماك، واللحوم، والبيض في نظامهم الغذائي.
وتمَّت متابعة هؤلاء الأشخاص إلى أن أصيبوا بنوبة قلبية أو سكتة الدماغية، أو عانوا من قصور في القلب أو توفّوا جراء أمراض القلب والأوعية الدموية. وفي هذه الفترة، وصل معدل تفكيرهم وذاكرتهم إلى 30 نقطة. ما أظهر انخفاضاً في مهاراتهم إذ أشارت النتائج إلى انخفاض بنسبة 3 نقاط وأكثر أثناء الدراسة. وتبيَّن معاناة ما مجموعه 4699 شخصاً من انخفاض في الذاكرة والتفكير. وبدا أنَّ الناس الذين يتناولون غذائياً صحياً أقل احتمالاً بنسبة 24% من الإصابة بتدهور معرفي مقارنةً بالناس الذين يتناولون وجبات غذائية غير صحية. وكانت النتائج نفسها عند احتساب الباحثين عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على النتائج كالنشاط البدني، وارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسرطان.
وقال البروفسور أندرو سميث من جامعة McMaster الكندية والمؤلف الرئيسي للدراسة إنَّ “اعتماد نظام غذائي صحّي يجب أن يبدأ في وقت مبكرٍ من الحياة، متزامناً مع اعتماد سلوكيات صحية أخرى”.
ساحة النقاش