فى سابقة طبية لم يسبق لها مثيل، وبعد أبحاث طويلة استمرت لمدة 15 عاما، تمكن فريق من الباحثين بمعهد ستيم سيل بجامعة هارفارد، إحدى أعرق وأفضل الجامعات الأمريكية من التوصل إلى أحد العلاجات الواعدة والمحتملة لمرض السكر، الذى يصيب أكثر من 350 مليون شخص فى العالم، وسيغنى حال تطويره عن الحاجة لاستخدام حقن الأنسولين، وهو ما يُعد إنجازا عالميا بكل المقاييس، سيقلب الخريطة العلاجية لمرض السكر رأسا ً على عقب.
وتمكن الباحثون من اكتشاف هرمون جديد يعرف باسم بيتاتروفين "betatrophin"، أثبت فاعلية كبيرة عند تجربته على فئران التجارب، وتمكن من تحفيز خلايا بيتا بالبنكرياس عند تجربته على فئران المعمل، لإفراز هرمون الأنسولين بمعدلات كبيرة للغاية، تصل إلى 30 ضعفا مقارنة بالمعدل الطبيعى، والمثير فى الأمر أن هذا الهرمون أنه يُفرز بشكل تلقائى عندما يرتفع مستوى الجلوكوز فى الدم فقط، وهو ما سيساعد على تنظيم مستوى السكر فى الدم تلقائيا ً، دون الحاجة للقياس الدورى لمستويات السكر بالدم.
وأكد البروفيسور دوج ميلتون، القائم الرئيسى على الدراسة أنهم سيبدؤون التجارب الإكلينيكية الخاصة بهرمون "بيتاتروفين" على الإنسان خلال 3 سنوات، وهى مدة قصيرة للغاية مقارنة بالدورة التى يأخذها أى عقار جديد قبل أن يرى النور وقد يستغرق 15 عاما، مبدين توقعاتهم بناء على التجارب التى تم إجراؤها أنه سيستخدم مرة واحدة سنويا وفى أسوأ الحالات قد يستخدم كل شهر أو كل أسبوع، وهو ما سيخلص المرضى من عناء الحصول على حقن الأنسولين أكثر من مرة باليوم الواحد.
ومن المثير للغاية أن العلاج الواعد الجديد سيصلح لعلاج مرض السكر بكلا نوعيه الأول والثانى، حيث لديه القدرة على تحفيز البنكرياس لإفراز الأنسولين، وكما أنه قادر على مضاعفة عدد خلايا بيتا المفرزة للأنسولين داخل البنكرياس بالإضافة إلى فاعليته فى الحد من التطور المناعى للمرض.
وستنشر هذه النتائج الهامة فى المجلة الأمريكية الشهيرة "Cell"، وذلك بالنسخة المطبوعة .
ساحة النقاش