الانطوائـي (Introverted) نسبة الى الانطواء .
المقصود به الانطواء الذاتي أو الانكفاء على الذات ، وهو مفهوم اصطلاحي استخدمه يونك للدلالة على اتجاه الاهتمام صوب الداخل والى الذات بدلاً من التوجه نحو العالم الخارجي والناس والاشياء .
هو نمط من أنماط الشخصية تتحكم في صوغه عوامل الوراثة والبيئة ويتصف الشخص الذي يتسم بهذا النمط بعزوفه عن العالم الخارجي وعيشه في عالمه وأخيلتهِ ومشاعرهِ ومثلهِ العليا الخاصة بهِ . وهو متردد وخجول وحساس ويتميز بقلة النشاط وعدم الثقة بما يحيط به، ويتركز كل اهتمامه في ذاته، تتصف علاقاته مع الآخرين بالضيق والعمق.
سمات الشخص الانطوائي / أو الميزات أو الخصائص التي يمتاز بها
1. رغبته في أفكاره ومشاعره ومثله العليا وتقديره لها .
2. نظري ومثالي .
3. يمعن الفكر والتصميم ويتردد في إعطاء حكم نهائي .
4. غير اجتماعي .
5. رغباته وشهواته تتجه نحو ذاته .
6. قليل الثقة بما يحيط به من أفراد وأشياء .
7. قليل النشاط .
8. سوداوي .
9. خجول ومتردد .
10. يكره التعقيد ويتناول كل جديد بحذر وخوف .
11. يحب الوحدة والانعزال .
12. مفكر وذو خيال واسع .
13. لا يحب المجتمعات .
14. شديد الحساسية ومؤدب وذو ذمة وضمير .
15. متشائم .
16. يحتفظ بأحسن مزاياه لنفسه لذا لا يفهمه من حوله بسرعة .
17. يملك معرفة غير اعتيادية وتنمو عنده مواهب فوق المستوى الاعتيادي .
18. سلبي ، رقيق ، هادئ ، مسالم ، يسيطر على نفسه ويعتمد عليه ، قلق متحفظ ، رزين ، صلب ، كئيب .
من النظريات التي تناولت ابعاد الشخصية الانطوائية
نظرية يونك
حاول طبيب الأمراض العقلية السويسري يونك (Jung) أن يصنف الكائنات الانسانية الى بعدين سلوكيين المنبسط والمنطوي وان الخصائص الرئيسة للنموذجين كما يلي :
أ. الانطوائي : هو الشخص الذي يميل الى الانكفاء على نفسه بخاصة ، حينما يفاجأ بصراعات انفعالية وضغط في بيئته والشخص الانطوائي خجول ، ويتجنب الناس ويرتاح للوحدة والعلملماء الفلاسفة يمكن ان نطلق عليهم بأنهم من الانطوائيين .
ب. الانبساطي : هو عكس النموذج الانطواء .
ويعتبر العالم يونك أول من تعمق في هذا التصنيف ودرسه دراسة حقيقية فقد أشار في بادئ الأمر سنة 1909 الى الانطواء كصفة مميزة لشخصية الفصامي ثم عاد سنة 1911 فبين العلاقة بين السايكا ستينيا (Psychasthenia) وهي تسمية تطلق على مجموعة من الأمراض النفسية كالمخاوف الوهمية والوساوس والأفكار المتسلطة وللأفعال القسرية وبين الفصام وهو اضطراب وظيفي في الشخصية يبدو على شكل أعراض تتناول جميع جوانب الشخصية كالجانب الانفعالي والفكري والسلوكي ، ويتميز الشخص المصاب بهذا المرض بانسحابه من العالم المحيط به والعيش في عالمه الخاص المليء بالأوهام والخيالات . وفي سنة 1913 توصل (يونك) الى تقسيمه المشهور في الانبساط والانطواء ووصف الهستيريا بأنها المرض النفسي الذي يتعرض له الشخص الانبساطي والسيكاستينيينا بأنها المرض النفسي للانطوائي .
يقول (يونك) حينما نحاول التمييز بين الانبساطيين والانطوائيين فاننا لن نستطيع أن نغطي كل الفروق في شخصياتهم والتي يمكن ملاحظتها، فتصرف شخص انطوائي في موقف معين قد يختلف عن تصرف شخص انطوائي آخر في نفس الموقف، وهذا ينطبق على الانبساطيين أيضاً
كما يرى يونك فان طاقة الحياة الموجودة لدى الفرد الانبساطي والانطوائي قد تظهر على شكل عمليات غير منطقية تقررها الصدفة والملاحظات العابرة غير المنطقية . وعلى هذا قسّم يونك العمليات المنطقية الى قسمين أيضاً هما الاحساس والالهام فالبشر بالنسبة اليه يُقَسّمون الى أربع فئات هي :
(1) فئة المفكرين .
(2) فئة الوجدانيين .
(3) فئة الحساسين .
(4) فئة الملهمين .
وتصاحب كل ناحية من هذه النواحي صفات تدل على الانطواء أو الانبساط . فقد يكون الفرد انطوائياً وهو نزّاع الى التفكير والوجدان أو الاحساس والالهام . وينقسم الناس تبعاً لذلك الى الانماط التالية .
أ. النمط الانطوائي المفكر : ويتجه صاحبه نحو الحقائق الباطنية ويصوغ آراءه من الخيال وهو بعيد عما يجري حوله من أحداث ثم انه عنيد، عملي، خجول وصامت وشارد الذهن .
ب. النمط الانطوائي الوجداني : ويتميز الفرد في هذا النمط بأنه أسير القوى الباطنية والعوامل الشخصية الذاتية كما يغلب عليه طابع الحزن ويعيش في عالم من أحلام اليقظة، ولهذا فان صاحب هذا النمط يميل الى الصمت والعزلة.
جـ. النمط الانطوائي الحسي : وتستحوذ على صاحب هذا النمط الخبرات العاطفية وهو يفسر الأشياء من وجهة نظره الخاصة وانه بعد ذلك خيالي ويؤمن بالأشباح.
د. النمط الانطوائي الملهم : ويغوص صاحب هذا النمط في اللاشعور ويظل وفياً لخبراته البعيدة المظلمة وكل ما هو غريب وغير اعتيادي ان صاحب هذا النمط يضرب على نفسه ألف نطاق ونطاق من العزلة، ويدخل في هذا النمط المتصوفون والمتعصبون دينياً وسياسياً .
ومما يتضح لنا بوضوح الصعوبة في تصنيف الأفراد الى فئات معينة ومحدودة وقائمة بذاتها . وذلك لأن الأفراد قد يشتركون في أكثر من نمط واحد من أنماط التكوين الشخصي.
عوامل وأسباب الانطواء
هذا النوع من السلوك المعقد لا يمكن رده الى عامل معين ولكن على الأغلب تشكل وتصاغ أساليبه بتظافر عدة عوامل رئيسية في ذاته وفي بيئته النفسية والاجتماعية ومن أهمها :
(1) النقص الجسماني الذي يتناول تركيب عضو من أعضاء الجسم أو بوظيفته وقد يتعلق بهيئته الظاهرية أو بحجمه ومنظره الخارجي ، كالعور والعرج أو القصر الشديد أو البدانة المفرطة أو أي تشويه ظاهر يشعر به الفرد أو ينسب اليه من قبل الآخرين حتى وان كان ذلك وهماً .
(2) العوامل المتعلقة بالجانب العقلي خاصة آثارها في المجال المدرسي وهذا الجانب مهما كانت أسبابه فانه يعّرض الانطوائي لحالات قاسية خاصة عندما تعقد المقارنات بينه وبين سواه من رفاقه خاصة الأصغر منه سناً أو حجماً وقد تدفعه تلك المواقف ال الشعور بالنقص وتفرض عليه تجنبها بالابتعاد عن الآخرين وعن المواقف التي يحتمل ان تثار فيها تلك الجوانب .
(3) عدم توفر الفرص امام الفرد في طفولته من أجل مواجهة الحياة بالاعتماد على النفس حيث يقوم بعض الآباء بالاسراف بحماية ابنائهم ويعملون على التدخل في شئونهم والقيام باعمالهم والمشاركة بألعابهم ، وبهذا يحرمونهم فرص النمو والتكيف في مواجهة الحياة . وهذا السلوك يقود الى احدى الحالتين النفسيتين وهما اما أن يكونوا انطوائيين أو متمردين ميالين للتحكم والاستبداد .
(4) قسوة الوالدين : يعمد بعض الآباء الى القسوة والتعسف عند معاملتهم لأبنائهم اعتقاداً منهم ان ذلك أضمن اسلوب في تقويم اعوجاجهم وحالتهم ، وقديبدأ هذا الاسلوب منذ عهد الطفولة وقد يمتثل الطفل أو المراهق بسبب الضعف أو الالتزام الخلقي لتلك الأوامر والنواهي دون أن تتاح له فرصة التفكير أو الادراك أو الاستيعاب وانما يقوم بذلك ارضاءاً لهما وتجنباً لغضبهما وقد يكون ذلك مبعث سرور الوالدين ورغبتهما الاستمرار عليه . أما الطفل فانه يفقد تدريجياً أهم مقومات التكامل النفسي وأسس الثقة بنفسه وينسحب الى ذاته .
(5) التذبذب في المعاملة وعدم استقرارها في إتجاه واحد
ان خطر ما يحصل للطفل هو معاملة والده غير المستقرة ، فقد يعامل بلين وعطف ورفق وفي نفس الوقت يحاسب باعتباره أصبح رجلاً ، فيلام على أبسط الاخطاء والهفوات كما قد يحصل أن يعاقب احياناً ويسامح احياناً أخرى على نفس العمل وفي مواقف متشابهة ان هذا التذبذب في المعاملة من أقسى انواعها الى أشدها نسبياً واهمالاً يؤدي الى حيرة الطفل وبالتالي اضطرابه النفسي وعدم ثبات نظرته لنفسه أو الثقة بذويه مما يجعله ينسحب الى داخل نفسه ويعيش معها .
(6) المناخ النفسي للعائلة
من أهم اسس نمو الشخصية وتكاملها هو البيت ، فالبيت المضطرب في علاقاته والذي تشيع في جوه روح الشك والريبة وعدم تبادل الثقة والاحترام يخلق أشخاصاً تنقصهم الثقة بالنفس لأن الفرد وهو طفل يتميز باحساسات مرهفة شديدة التميز .
والبيت يحتاج في علاقاته الى الاعتدال دون أن يتطرف سواء أكانت تلك العلاقات بين الأبوين أو بين أحدهما والابناء . وذلك كله يؤدي بالطفل أن يحس أنه لم يخلق إلا لإرضاء أهله أو مضايقتهم . وهكذا يؤدي به هذا الشعور الى إدراكه لعجزه وضآلته وضعفه والى تكوين مركب النقص لديه .
• بعض نقاط الوقاية والعلاج المتعلقة بالشخصية الانطوائية
1. ابتعاد الآباء والمدرسين عن محاسبة الاطفال والمراهقين بأسلوب اللوم والتقريع الذي يتابع جميع أعماله وتصرفاته بل يجب أن تكون المحاسبة معتمدة على كشف جوانب الخطأ وضرورة تجنبه وأن يكون ذلك حين وقوعه . أما الاخطاء التي يسببها تأخر النضج أو اضطرابه فمن الواجب انتظار تكامله ومن ثم يتم تعليمه بمقتضاه .
2. ضرورة البحث عن دوافع ايجابية تربط المراهق بأقرانه أوالفرد الانطوائي برفاقه لتحل محل الدوافع السلبية التي تبعده عنهم ويفضل أن تكون هذه الدوافع متظمنة في أعمال وأنشطة مدرسية تحتاج عند مزاولتها ممارسة التعاون والمشاركة ، الجادة وعندئذ يكتشف الفرد جوانب قوته وأهميته في حياة الجماعة وكذلك يكتشف ان نقاط الضعف موجودة عند كل الناس فلا حاجة لحساسيته منه أو القلق بسبب وجودهما .
3. على المدرسة أن تبحث عن الانشطة التي تناسب كل طالب من هؤلاء الطلبة من حيث قدراته وميوله واستعداداته ، وعندئذ يكون نجاحه أضمن والنجاح الاول يقود الى نجاح ثاني وبالتالي تزداد ثقته بنفسه وقدرته على مواجهة الحياة بأطر أوسع في المستقبل .
4. إفساح المجال أمام الفرد للتعبير عن ذاته بمختلف الصيغ بحيث تمتص فراغه في الرسم والرياضة والموسيقى وعدم فسح المجال له للعودة الى عالمه الخاص من أحلام اليقظة والانشطة الحركية والأعمال اليدوية التي تستغرق وقته الزائد وطاقته الفائضة أفضل من غيرها خاصة اذا كانت مشتركة مع آخرين من رفاقه .
ومن مقاييس الشخصية الانطوائية المشهور هو اختبار الشخصية لنيما –كولستيد ومن ابرز عباراته:
1. هل تحب أن تلعب وحدك ؟
2. هل تعتقد أن الحياة حلوة ؟
3. هل تميل الى الهدوء والتفكير ؟
4. هل تثق بالناس كثيراً ؟
5. اذا كان في البلد عيد أو احتفال شعبي عام فهل تفضل البقاء في البيت ؟
6. هل لك أصدقاء كثيرون ؟
7. هل تميل الى توفير النقود ؟
8. هل تفضل السرعة في العمل على العمل البطيء الجيد ؟
9. هل تسرح بخيالك كثيراً ؟
10. هل تقوم بعمل احسن حين يمدحك الناس ؟
11. هل تشعر بخوف وخجل عند التعرف على الاشخاص الغرباء ؟
12. هل تفرح حينما يهدي لك شيء وتحزن عندما لا يهدى لك شيء ؟
13. هل تميل الى الهدوء عندما تخرج مع جماعة في سفرة ؟
14. هل تتفق بسهولة مع أشخاص يختلفون عنك في الرأي ؟
15. هل تسجل أعمالك وأفكارك في مفكرة يومية ؟
16. هل تحب حياة الفرح والبهجة والسرور ؟
17. هل تحب ان تخطب في الطلاب ؟
18. هل يجرح الناس شعورك بسهولة ؟
19. هل تفكر كثيراً قبل أن تقرر أمراً من الامور ؟
20. هل تحب الناس أكثر من نفسك ؟
21. هل تهتم كثيراً بالاشاعات ؟
22. هل تشعر بالسرور والابتهاج عند الاجتماع بالناس والتحدث معهم ؟
نشرت فى 23 مارس 2013
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,793,235
ساحة النقاش