السعودية من أوائل الدول التي تطبقه ونسب النجاح تصل إلى 95%
الأكسجين أحدث وسيلة لمعالجة الأمراض وتجديد الخلايا وتأخير الشيخوخة
مرضى داخل جهاز الضغط
قال رئيس قسم طب الغوص والعلاج بالأكسجين ببرنامج مستشفى القوات المسلحة بقاعدة الملك عبدالعزيز البحرية بالجبيل الدكتور يوسف العوفي إن العلاج بالأوكسجين أصبح أحد وسائل العلاج الجديدة في الطب الحديث، والتي تعتمد على تزويد المريض بغاز الأوكسجين بنسبة 100% ليتنفسه تحت ظروف ضغط جوي تزيد عن الضغط الجوي العادي على سطح الأرض، أي تزيد عن 1 ضغط جوي.
وأشار في حوار له مع "الوطن" أن المملكة العربية السعودية تعدّ من أوائل الدول التي حرصت على اقتناء هذا الجهاز والاستفادة منه طبياً. وأوضح أنه في السابق كان يعتبر غاز الأكسجين غازاً عادياً يستخدم في أكسدة المواد الغذائية فقط، ولكن أصبح الآن حسب منظمة الصحة العالمية دواء له استخداماته الطبية يُعطى بجرعات معينة، ويكون ذلك في أجهزة خاصة تعرف بغرف زيادة الضغط بحسب جداول علاج مخصصة لكل حالة، لمراعاة جرعة الأكسجين لكل مريض وفقا لما تقتضيه حالته. ولا يمكن صرفه إلا بوصفة طبية كما لا يمكن إعادة تعبئته إلا لمن هو مخوّل باستخدامه.
وأشار الدكتور العوفي إلى أنه تم بناء وتثبيت أول غرفة على مستوى الدول العربية لزيادة الضغط في عام 1386هـ وذلك بمستشفى القوات المسلحة بقاعدة الملك عبدالعزيز البحرية بالجبيل، مؤكداً أن هذا النوع من العلاج لا يتوفر حالياً إلا في الدول المتقدمة وبعض الدول العربية التي لا يتجاوز عددها الأربع دول فقط.
الأمراض التي يعالجها
وحول الفئة المستفيدة من هذا النوع من العلاج أشار أن العديد من فئات المرضى قد يستفيدون من العلاج بالأكسجين، بجانب العلاج الطبي المعتاد، تبعا لما أقرّته الجمعية العالمية لطب الأعماق والعلاج بالأكسجين، ومن هذه الحالات المرضية على سبيل المثال لا الحصر حالات التسمم بغاز أول أكسيد الكربون أو غاز السيانيد (الزرنيخ)، وأمراض التحني الناتجة عن الغوص أو الطيران، والجلطات الهوائية للأوعية الدموية بسبب الغوص أو الطيران أو جراحة القلب المفتوح، والغرغرينا الغازية، والانقطاع الدموي الطرفي للإصابات الحادة، والإصابات الساحقة، وعند خياطة الأطراف الممزقة، والقرحة النكرزية، والقصور الحاد للشرايين المحيطية، وإعداد وحفظ الرقع الجلدية المرفوضة، والتهاب العظم التقيحي المقاوم المزمن، وعلاج الجروح الناتجة عن الإصابات الإشعاعية للعظام والأنسجة الرخوة، والفطر الشعاعي، واحتشاء عضلة القلب، التقرحات الجلدية والسريرية وتقرحات الركود الدموي، قصور الأوعية الدموية المحيطية الدقيقة، وعلاج التسمم والالتهاب اللا هوائي، والحروق والتلف الرئوي الناتج عن الإصابة بالحروق الحرارية أو الكيميائية، والتهاب المفاصل، والأنيميا المستثناة بسبب فقد الدم، ونوبات الأنيميا المنجلية، والقصور الحاد أو المزمن للأوعية الدماغية، والتسمم الدموي للبكتيريا الهواية، والتهابات الدماغ الصديدية، والأمراض الدماغية المزمنة غير الوعائية مثل مرض بيكس ومرض الزهايمر ومرض كورساكوف، ولتأخير الشيخوخة، وبعض النواحي التجميلية مثل تبييض البشرة والمحافظة على ليونة البشرة، كما يستخدم لعلاج بعض الأمراض الجلدية مثل حب الشباب، بالإضافة إلى الاعتلالات الدماغية لدى الأطفال بسبب نقص الأكسجين أثناء أو بعد الولادة، والصرع لدى الأطفال، والسلوك التوحدي لدى الأطفال.
غرفة زيادة الضغط
وقال الدكتور العوفي إن الجهاز المستخدم في هذا النوع من العلاج يعرف بـ"غرفة زيادة الضغط"، ويتم العلاج فيها بإدخال المرضى مع الممرض المرافق لهم داخل هذه الغرفة، ومن ثم يتم إغلاقها، وتزويد الضغط الجوي بداخلها، ثم يثبت لكل مريض غطاء بلاستيكي لكامل الرأس، يتم ملؤه باستمرار بغاز الأكسجين الصافي بنسبة 100% ليتنفسه المريض، وبهذه الطريقة تتم فيزيائيا إذابة كميات هائلة من غاز الأكسجين الصافي في الدم، وهذه الكميات الهائلة قد تصل إلى سبعة أو ثمانية أضعاف تلك التي يتم نقلها بواسطة كريات الدم الحمراء لدى الشخص العادي، ووجود كميات كبيرة من الأكسجين في جميع سوائل الجسم يؤدي إلى العديد من العمليات الفسيولوجية التي يحتاجها الجسم.
يعيد للخلايا حيويتها
وبيّن أنه يوجد في أمريكا وحدها أكثر من 2800 مستشفى بها غرف للعلاج بالأكسجين في الضغط، بل توجد عدة مراكز متخصصة فقط في العلاج بالأكسجين باستخدام غرف زيادة الضغط، وروسيا لديها حوالي ثلث عدد غرف زيادة الضغط الموجودة في العالم، والصين بها عدد كبير من غرف زيادة الضغط.
وشرح أن العلاج بالأكسجين يعيد للخلايا المريضة - وليست الميتة - حيويتها ونشاطها المعتاد، ويحفز عملية تكاثر الخلايا في مناطق الجروح وكذلك عملية تكوين أوردة وشرايين دقيقة جديدة، لا سيما في المناطق التي تكون فيها التروية ضعيفة أو شبه منعدمة، كما أنه يقوي مناعة الجسم بتقوية نشاط الخلايا الدفاعية والمناعية، ويقلل من عملية التخثر في الدم بتثبيط تجمع الصفائح الدموية، وتثبيط عملية التصاق الكريات البيضاء بجدار الأوعية المتضررة.
وحول التأثيرات الجانبية لهذا العلاج أكد الدكتور العوفي أن الأكسجين يعتبر الآن ضمن قائمة الأدوية الطبية، إذ إن له تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية وجرعات معينة ينبغي أن تراعى، ولكن تأثيراته الجانبية محدودة.
النجاح يعتمد على الحالة
وقال إن نسبة نجاح هذا النوع من العلاج يعتمد على كل حالة، إذ إنه وبشكل عام كلما بدأنا بالعلاج مبكرا كلما كانت النتائج أفضل كعلاج حالات نقص الأكسجين في الدماغ عند الأطفال أثناء الولادة، حيث يمكن أن تصل فيه نسبة النجاح إلى أكثر من 95% إذا بدأ علاج المريض خلال الأربع ساعات الأولى من الإصابة، أي بعد الولادة مباشرة، وتقل النسبة بعد ذلك كلما تأخرنا في علاج المصاب إلى سن الثلاث سنوات الأولى.
نشرت فى 16 مارس 2013
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,768,121
ساحة النقاش