يلعب جلد الإنسان دورا مهما في تنظيم حرارة وسوائل الجسم، ما يعني أنه إذا تعرضت مساحة كبيرة منه للإصابة قد نفقد القدرة على القيام بهذه الوظيفة. يعمل الجلد أيضا كحاجز يحمينا من البكتيريا والفيروسات التي تعيش خارج حدود جسدنا.
تركيب الجلد معقد ويحتوي العديد من المكونات بين طبقاته الرئيسية:
- البشرة وهي الطبقة الخارجية.
- الأدمة التي تحوي الكولاجين والألياف المرنة وحيث تستقر الخلايا العصبية والأوعية الدموية والغدد العرقية وجذور الشعر.
- بالإضافة إلى طبقة ما تحت الجلد، حيث تتواجد الأعصاب والأوعية الدموية الأكبر حجما، وهي الطبقة التي تلعب الدور الأهم في تنظيم درجة الحرارة.
تقاس كمية الضرر التي يسببها أي حرق بناءاً على المكان المصاب، عمق الحرق، ونسبة المساحة المصابة من إجمالي مساحة سطح الجسم.
كيف تصنف الحروق؟
بناءاً على عمق الحرق:
- فالحرق من الدرجة الأولى يسبب إلتهاباً سطحياً للجلد في صورة ألم وإحمرار وتورم بسيط وتكون المنطقة المصابة مؤلمة جدا عند لمسها. تصنف حروق أشعة الشمس عادةً كحروق من الدرجة الأولى.
- أما حروق الدرجة الثانية فتكون أعمق ويظهر في الجلد المصاب بثرات أو فقاعات بالإضافة إلى علامات الإلتهاب من ألم وإحمرار.
- وتكون حروق الدرجة الثالثة أعمق وتشمل كل طبقات الجلد بما فيها من أوعية دموية وأعصاب، ما يجعل درجة الألم فيها أقل شدة من حروق الدرجة الثانية.
تتطور الحروق أحيانا من درجة لأخرى، ففي عدة ساعات قد يغدو حرق الدرجة الأولى أعمق ويتحول إلى الدرجة الثانية، كما في حروق أشعة الشمس التي تكون بثرات في اليوم التالي مثلا. وكذا الحال في الدرجة الثانية التي قد تتطور إلى حروق من الدرجة الثالثة.
أيا كان نوع الحرق فهو يشمل الإلتهاب وتراكم السوائل حول وداخل الجرح. ينبغي ألا نغفل أيضا أن الجلد هو خط الدفاع الأول للجسم ضد الميكروبات، ما يعني أن الحرق يزيد من خطورة الإصابة بعدوي سواء كانت في ذات مكان الحرق أو أي جزء آخر من الجسم.
تمتلك البشرة القدرة على التجدد والشفاء من الإصابة، أما إذا امتد الحرق لما هو أعمق من ذلك فإن الإصابة الناتجة قد تكون دائمة وتخلف ندوب قد لا تسمح للجلد بالعودة لوظيفته الطبيعية مرة أخرى.
ما أهمية قياس مساحة سطح الجسم المصابة بالحرق؟
بالإضافة إلى معرفة عمق الحرق، من المهم كذلك معرفة نسبة المنطقة المصابة من مساحة سطح الجسم الكلية، تستخدم لهذا عادةً "قاعدة التسعة"، ويتم تعديلها لتلائم حالات الأطفال والرضع. هذه الحسبة مبنية على إعتبار كل من أجزاء الجسم التالية ممثلا بتسعة بالمائة من مساحة سطح الجسد البالغ (لتشكل في النهاية مجموع 100%):
- الرأس = 9%
- الصدر = 9%
- البطن = 9%
- الظهر والأرداف = 18%
- كل ذراع = 9%
- كل كف = 1%
- العانة = 1%
- كل ساق = 18%
فعلى سبيل المثال، إذا شمل الحرق كلتا الساقين والعانة والصدر والبطن، فإن هذا يعني أن مساحة المنطقة المصابة 55% من مساحة سطح الجسم.
إذا شمل الحرق ما يزيد عن 15%- 20% من مساحة سطح الجسم، يفقد الجسم كمية لا يستهان بها من السوائل. وقد تحدث صدمة إذا ما لم يتم إمداد الجسم بكم كاف من السوائل عبر الأوردة. هناك معادلة سهلة (معادلة باركلاند) لحساب كمية السوائل المطلوب إمداد الجسم بها في الساعات الأولى التالية لحدوث الحرق:
- 4 سم مكعب /كجم/نسبة الحرق% = كمية السوائل التي يحتاجها الجسم في أول 24 ساعة، ويعطى نصفها في أول 8 ساعات.
فعلى سبيل المثال: مصاب وزنه 80 كجم ونسبة الحرق 25% سيحتاج كمية من السوائل قدرها 4 × 80 × 25 = 8000 سم مكعب في أول 24 ساعة.
كلما زادت نسبة المساحة المصابة بالحرق كلما زادت خطورة إحتمال الوفاة. المصابون بنسبة حروق أقل من 20% يبلون بلاء حسناً، بينما المصابون بأكثر من 50% يواجهون إحتمالات أخطر، تختلف في حدتها بناءاً على السن وما إذا كانت هناك مشاكل مرضية مصاحبة.
كيف يؤثر مكان الإصابة بالحرق؟
إن مكان الإصابة بالحرق أمر شديد الأهمية، فالإصابة في الوجه أو الأنف أو الفم أو الرقبة قد تؤدي لإنسداد مجرى الهواء كنتيجة للإلتهاب والتورم، وتسبب مشاكل في التنفس.
أما إذا ما امتد الحرق حول محيط الصدر فقد لا تسمح الأنسجة المصابة بحركة تنفس طبيعية. وإذا ما شمل الحرق محيط الذراع أو الساق أو الإصبع فإن الأنسجة المصابة تتقلص وتسبب إعاقة لمرور الدم إلى هذا الطرف وتهدد بقاء أنسجته حيه. إذا أصاب الحرق أجزاء الجسم التي تحتوي على ثنيات مثل كف اليد ومفصل الركبة فسوف تحتاج لعناية خاصة حيث أن الندوب الناتجة عن الحرق في هذه الأماكن قد تسبب تيبساً وتعيق الحركة الطبيعية لهذا الجزء.
ماذا عن حروق التيار الكهربي؟
تتسبب الحروق الناتجة عن التيار الكهربي في إصابات خطيرة قد لا تظهر واضحة في البداية، وقد يصعب إيجاد مكان دخول وخروج الصدمة الكهربية. يتدفق التيار الكهربي بشكل أسهل في أنسجة الجسم التي تعمل بصورة مشابهة، ما يعني أن الأعصاب والعضلات تتضرر بشكل كبير. قد يؤدي ضرر كاف بألياف العضلات إلى إفراز مواد كيميائية في مجرى الدم تسبب إختلال وفشل في وظائف الكلى.
ماذا عن حروق المواد الكيميائية؟
يحدث هذا النوع من الحروق عندما تلامس مواد كيميائية سطح الجلد وتتفاعل معه، تختلف تلك المواد التي تتواجد في المنازل عادة ما بين حمضية مثل حمض الأسيتيك والهيدروكلوريك والكبريتيك، وقلوية مثل الأمونيا.
التعامل مع الحروق:
حروق الدرجة الثانية والثالثة:
1- حرك المصاب بعيدا عن موقع الحريق، مع الحرص على سلامة المنقذ نفسه.
2- ابعد أي مادة محترقة عن المصاب.
3- اطلب النجدة.
4- ابق المصاب دافئا وثابتا في مكانه، حاول تغطية المناطق المصابة بأغطية نظيفة إن أمكن، ولا تستخدم المياه الباردة لتخفيض درجة حرارة المصاب فجأة.
لا تستهن أبدا بحروق الوجه واليدين والقدمين.
حروق الدرجة الأولى والحروق البسيطة:
1- نظف المنطقة المصابة بمياه فاترة.
2- انزع الخواتم وما شابهها من مواد قد تسبب اختناقا للأنسجة المتورمة.
3- قد تحتاج المنطقة المصابة إلى الدهان بمضاد حيوي موضعي.
4- إذا كان هناك شك أن الإصابة أعمق مما تبدو، اطلب الطبيب.
5- قد يحتاج المصاب إلى التطعيم ضد التيتانوس عند الضرورة.
حروق المواد الكيميائية:
1- لا بد من معرفة نوع المادة الكيميائية التي سببت الإصابة.
2- التوجه للمستشفى فوراً، وخاصة إذا ما لامست تلك المواد العينين.
نشرت فى 16 فبراير 2013
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,793,584
ساحة النقاش