(الخجل عند الأطفال طبيعي ويجب على الأهل إعطاء طفلهم فرصة التفاعل مع المجتمع الخارجي لأن الأهل عادة يضعون المجتمع على هامش حياته وإذا لم تتدارك الأسرة إهمالها لهذه الجزيئة فسوف يعاني الطفل من الخجل عندما يكبر.
حول هذا الموضوع يقول الدكتور : "يسري عبد المحسن" ،
أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس بالقاهرة :
ينتج الخجل عند الأطفال من طريقة تعامل الأم والأب معهم فالطفل الذي يقلل الوالدان من شأنه ويركزان على أخطائه ولا يأخذ فرصة كافية لاستكشاف البيئة من حوله والتعرف على الآخرين ولا يحظى بكلمات الثناء مثلما يحظى بكلمات التوبيخ هذا الطفل يفقد الثقة بنفسه ويشعر أن أي شيء يقوم به خطأ والعكس تماما فالطفل الذي ينال قدرا أكبر من الاهتمام والحب لا ينشأ خجول فإحساس الطفل بالثقة بالنفس ضروري جدا لأنه كائن اجتماعي وسلوكه الفردي نتاج مباشر للسياق الاجتماعي المحيط به .
ولذلك لا يعتبر علم الاجتماع الطفل وحده مقياسا لهذه النظرية لأن الجماعات الاجتماعية الصغيرة والمؤسسات مثل المدرسة تشكل أفكاره وسلوكه وقد يكون الخجل أحد مظاهر الاضطرابات النفسية مثل اضطراب القلق الاجتماعي الذي يشعر به الطفل بملاحظة الآخرين له عندما يتواجد وسط مجتمع ما أو في مكان عام / فلا يستطيع الكلام وترتعش سداه وقد تحدث هذه الحالة عندما يتكلم الطفل مع أستاذه فالقلق الاجتماعي قرين للقلق النفسي كما ان الطفل المكتئب تقل ثقته بنفسه ويضخم من أخطائه ويشعر بالخجل في أي موقف اجتماعي يواجهه .
والطفل المنطوي ليس خجولا ولكنه يفضل الانعزال نتيجة مشاعره تجاه الآخرين ويكون متقوقعا على ذاته فهذه كلها اضطرابات نفسية تختلف عن الخجل التكويني الذي نشأ الطفل عليه وأصبح جزءا من شخصيته .
وهناك علاقة كبيره بين خجل الطفل وقدراته العقلية لأن غالبا ما يكون الخجل ناتجا عن عدم القدرة على التعبير نظرا لأن الجسم ينمو بسرعة وقد لا ينمو العقل بنفس السرعة وهذا التناقض بين السرعتين يعمل على ظهور الخجل نتيجة لعدم نمو ملكات التعبير والاستيعاب وقدرات العامل مع الآخرين فالشخص لا يجد الحصيلة اللغوية التي يعبر بها عن نفسه في أي موقف يقع فيه فصياغة المشاعر في كلمات سمة من سمات النضج لذا قد يشعر الطفل بالإحباط في تعاملاته يضاف إلى ذلك عامل النشأة فإذا كانت البيئة منغلقة لاتسمح له بالاحتكاك بالأقارب والأصدقاء أو الجيران بالشكل الطبيعي العادي يكون الطفل حساسا جدا في تعامله وخاصة إذا كانت الأسرة تحترم أي سلوك اجتماعي عادي أو عاطفة مثل خفة الدم والحوار مع الآخرين .
فعندئذ يشعر الطفل ان أهله يجرحون هذه المشاعر فيحاول كبح شعوره ويبتعد عن الآخرين خشية ان يظهر عليه ما يحرمه أهله فللخجل علاقة بالاشعورفإذا وجد الشخص ان إحساسا ما سوف يظهر عليه الخجل يبتعد ليخفي هذا الإحساس مما يؤدي إلى تراكم هذه السمة لديه باستمرار .)
نشرت فى 3 فبراير 2013
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,794,555
ساحة النقاش