يعتبر موضوع الزواج من أكثر الموضوعات التي نقبل عليها دون معرفة واضحة أو تحديد دقيق لمعناه أو التعرف على شروطه، حيث يدخل كل طرف العلاقة الزوجية لتحقيق هدف ما، ويحركه نحو بناء هذه العلاقة أحد العوامل التي قد تتمثل في: الحب، الرغبة في العفة، رغبة في الاستقرار، إرضاء للأهل، رغبة في الإنجاب .............

ورغم وعينا باحتياجنا لهذه الأمور سابقة الذكر، إلا أننا ندخل تلك المنظمة الهامة (منظمة الزواج) دون تخطيط حقيقي أو فهم شامل ..فلكي تدخل عمل جديد فأنك في البداية تسعى لمعرفة شروط هذا العمل ، وتتعرف على طبيعة هذا العمل بدقة، وتسعى لاكتساب المهارات التي يتطلبها هذا لعمل ، حتى تنعم بالاستقرار في العمل، وتحصل على رضا مرؤوسيك، وكذلك ترضى أن شخصياً ..

أما في الزواج، فلا يحدث ذلك.. فكثيراً - إن لم يكن في أغلب الأحوال –لا نهتم بالأمور المادية، منها الجهاز والشقة، وعمل الزوج، والقدرة الجسمية والجنسية، والشكل، والعائلة و........

وكلها أمور بالطبع لها أهميتها النسبية.. ولكن خطورتها في أننا نقدمها على أمور أخرى هي الأهم ..

فإذا سألنا من حولنا من المتزوجين هل سألتم أنفسكم الأسئلة التالية قبل الزواج وهى :
-1- ماذا يعنى الزواج ؟
-2- ماهي توقعاتك عن الحياة الزوجية ؟
-3- هل استعديت لما قد يقابلك فيه ؟

الحقيقة سوف تجدون أن قليلاً ممن تزوجوا بل ربما ندرة سألوا أنفسهم هذه الأسئلة.. أو حتى شغلوا أنفسهم بالإجابة عليها رغم أهميتها ..

معنى الزواج... هناك العديد من الاجتهادات التي سعت إلى تعريف ماهية الزواج ومعناه ، ولكن الله عز وجل سهل علينا المهمة ، حين وصفه "بالرباط الغليظ" "والسكن "فالزواج شراكة بين اثنين.. حياة ممتدة قرر كل طرف فيها أن يبذل كل ما يملك لإنجاحها.. كل شريك فيها هو شريك بنفس النسبة، ليس على طرف عبء أكبر فى انجاحها ..

الزواج ليس فستانً باهظ الثمن وليس قاعة أفراح تغيب فرحته بمجرد غياب المدعوين، وهو ليس مكان للمتعة الجنسية، وهو ليس رجل يتحمل مسؤولية أنثى، وليس وسيلة لإنجاب الأطفال، وليس إطارا اجتماعيا أو مظهر نثبت به للأخريين أننا قادرين ..

الزواج... أكبر من ذلك وأسمى، فهو من الناحية العاطفية ذوبان في أخر تم اختياره ليكون الشريك.. ومن الناحية الجنسية هو محاولة لإشباع ما أحل الله في إطار علاقة حميمة الجنس فيها أحد وسائل التعبير عن الرغبة في هذا الأخر والتعايش الجسدي داخله .. ومن الناحية الاجتماعية والإنسانية هي معاهدة على صون كل منهما لمشاعر الأخر وحفاظه على حياته واهتماماته ورغباته..

تنازل بعض الشيء لأجل هذا الأخر الذي لا يدخر جهداً حين يأتي دوره، احتواء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. قد يصل إلى حد الإنصهار .. ادراك للاختلاف .. والسعى لإدارة هذا الاختلاف واستيعابه ..

الزواج.. مسؤولية أمام الطرف الأخر .. أمام الله... أمام المتزوج نفسه..علاقة تبادلية تقوم على الأخذ والعطا دون مطالبة أو دون انتظار لقدر العطاء ..

هذا هو المعنى.. وبقى علينا أن نعرف كيف نصل لتحقيق هذا المعنى... وأولى هذه المعارف التى يجب أن نلم بها " ماذا لدينا لنقدمه فى العلاقة الزوجية ؟