حتى نكون منصفين فإننا لن نتوقف فقط على الآثار الجانبية المترتبة على تناول مشروبات الطاقة, بل سنتطرق إلى بعض الفوائد التي تقدمها وسنعرف هل تستحق فوائدها أن نعاني من بعض آثارها الجانبية, يبقى في الأخير تناولها قرار شخصي تحدده صحة الفرد وقدراته.
تحتوي مشروبات الطاقة على الكافيين والتورين والجلوكوز, والبعض منها يحتوي على بعض الأعشاب مثل الجنسنج والجنكة والبيلوبا.
منطقيا يساعد الجلوكوز والكافيين على تحسين القدرات العقلية والانتباه والأداء المعرفي وتحسين المزاج, والقدرة على التحمل البدني, وفي دراسة أجريت في جامعة نورثامبريا تم فيها تقييم مزاج بعض المتطوعين قبل الشرب وبعد 30 دقيقة من الشرب, مقاييس النتائج الابتدائية تضمنت خمسة مظاهر من الأداء الإدراكي, كما تم مراقبة المزاج ومعدل نبضات القلب ومستويات الجلوكوز في الدم.
تشير النتائج إلى أن مشروبات الطاقة أدت إلى تحسين الذاكرة الثانوية وسرعة الإنتباه, لم يكن هنالك تأثيرات إدراكية أخرى أو حتى مزاجية, بل إن التحسن الناتج على الإدراك راجع إلى الكافيين الموجود بهذه المشروبات, دراسات أخرى تؤكد حدوث تحسن في الذاكرة اللفظية ومعالجة المعلومات راجع إلى وجود مادتي الكافيين والتورين سويا.
في المقابل تمت دراسات أخرى بجامعات أمريكية لتكشف لنا عن الوجه الآخر لهذا المشروب, وقد وجدت أن الكميات الكبيرة من الكافيين التي تتواجد في هذه المشروبات من الممكن أن تسبب الأرق والعصبية والصداع وعدم انتظام ضربات القلب, بل قد تؤدي إلى الوفاة لدى المصابين بحساسية من الكافيين, ومرضى القلب, وكمية التورين والجينسينج وبعض الأعشاب الأخرى لا تؤدي دور أو فوائد علاجية لأنها أقل بكثير من الكميات العلاجية الصحيحة.
دراسة أخرى بجامعة بافلو تحذر من إفراط المراهقين لتناول هذه المشروبات كونها ارتبطت بشكل سلبي بسلوكيات منحرفة, حيث أن تكرار استهلاك هذه المشروبات ارتبط باستخدام الماريجوانا والمشاكل السلوكية الجنسية والعنف والامتناع عن ربط حزام الأمان والتدخين وشرب الكحول, والعقاقير المخدرة, خصوصا لدى الطلاب البيض مقارنة بالسود.
أن تناول الحبوب مع الحليب الخالي الدسم من الممكن ان يكون له نفس مفعول مشروبات الطاقة على الرياضيين, إذا أضفنا إليها كوب من القهوة المحلاة بالسكر فقد أضفنا مفعول مضاعف للطلاب من اجل تحسين الانتباه أثناء النهار, بل إن كوب من القهوة تحتوي على جرعة آمنة من الكافيين لدى الأشخاص الطبيعيين وليس للمصابين بحساسية الكافيين, ويمكن تكرار شرب القهوة خلال فترات متقطعة من النهار للحصول على مفعول أطول وأقل ضررا وأكثر أمنا.
ساحة النقاش