حتى لا نلقى مصير الديناصورات


د/ أيمن محمد صبري

كانت الزواحف هي الشكل الحيواني
السائد لفترة بلغت ملايين السنين، وكانت الديناصورات
هي قمة التطور في الزواحف، ولكنها اندثرت
منذ 65 مليون سنة مع 70% من أنواع الكائنات.


صخور العصر الطباشيري تحمل حفريات الديناصورات،


والطبقة التي تعلوها تكاد تخلو من أي أحافير
وتخلو تمامًا من حفريات الديناصورات،
ثم تعود الحفريات



في الظهور أعلى هاتين الطبقتين ولكنها حفريات


أنواع مختلفة عاشت في عالم تسوده الثدييات والطيور.
فما هو السبب وراء هذا الانقراض الهائل؟


هناك تفسيرات عديدة ترجِّح حدوث هذا الانقراض تدريجيًّا،
مثل زيادة التخصص أو بسبب التنافس مع الثدييات،
أو بسبب تغير الغطاء النباتي أو بسبب تغير المناخ،


وهناك عدد من التفسيرات ترجح حدوث ذلك فجاءة؛




أي بسبب كارثة من الكوارث مثل الانقلاب المغناطيسي،
أو مرور النظام الشمسي خلال سحابة من الغبار تبرد مناخ الأرض.


وكل هذه التفسيرات لا تصمد أمام النقد،
وظل هذا الانقراض لغزًا محيرًا حتى وقت قريب.



مفتاح اللغز


كان مجموعة من العلماء يجمعون العينات
من أحد المناجم الإيطالية؛ لاختبار
طرق جديدة في تقدير العناصر الثقيلة
وأذهانهم خالية تمامًا من هذه القصة،


لكنهم وجدوا بعض عينات الصلصال تحتوي
على نسبة شاذة من عنصري الإيريديوم والأوزميوم


، وكان مصدر هذا الصلصال هو الحد الفاصل
بين طبقة أحجار العصر الطباشيري
وطبقة الحقب الثالث (باليوسين).



هذان العنصران كثيفان جدًّا،


ثقيلان جدًّا، نادران جدًّا، نبيلان من عائلة البلاتين.
وهما غير شائعين في النظام الشمسي،
وأكثر ندرة في قشرة الأرض والكواكب.


عند البحث وجد أن هذه الطبقة الصلصالية موجودة


في كافة أنحاء الأرض، وبها نفس الشذوذ المعدني،
بل وجد أنها غنية بمختلف العناصر الثقيلة.
كيف يتكون ويتوزع هذان العنصران
المجموعة الشمسية تكثَّفت من سحابة غبار كانت ناتجة
عن سوبرنوفا،


وكانت هذه السحابة محتوية على نسبة من هذين العنصرين،
وطبيعة عملية التكثيف أنها تركِّز العناصر
الثقيلة في المركز المعدني المنصهر (لأنها تتم بالجاذبية)،


وتبقى المواد الأخف في الخارج، وبذلك تتركز العناصر
الثقيلة داخل لب الأرض مع الحديد والنيكل،
وتكاد تخلو القشرة منها.



تفسير الشذوذ الصلصالي


لا يمكن تفسير ذلك بحدوث بركان هائل؛ لأن العنصرين موجودان
في اللب وليس الوشاح، ولا يمكن لأي بركان مهما
عظم أن ينثر مادته بهذه الكثافة على سطح الأرض جميعًا.


لا يمكن لمذنب أن ينقل مثل هذه الكمية للأرض؛
لأن هذه العناصر نادرة جدًّا فيه. ولا بد أن هذه العناصر قد وصلت الأرض مع نيزك قطره
10 - 11 كيلومترًا.



* لماذا تحتوي النيازك على نسبة عالية من العنصرين؟



لأن النيازك إما كواكب فقدت قشرتها؛ أي كتلة من
الحديد والنيكل والعناصر الثقيلة التي تكثفت في اللب،
وإما كتل صخرية فشلت في تكوين كوكب؛


وبالتالي
فإن العناصر الثقيلة لم تتركز في اللب
بل ظلت نسبتها مرتفعة في الكل.



موضع الاصطدام


وُجِد أن تركيز العنصرين في طبقة الصلصال حول الأرض


تبلغ 20 ضعف التركيز العادي، ويزيد
هذا التركيز كلمااتجهنا شمال الأطلنطي،


حتى يصل إلى 160 ضعف التركيز العادي
في الدانمارك؛
لهذا فمن المعتقد أن الاصطدام حدث في شمال الأطلنطي.


وجدير بالذكر أن جزيرة أيسلندة جزيرة بركانية
يحدد العلماء عمر صخورها بنحو 65 مليون سنة.



وصف الاصطدام


نيزك قطره 10 كيلومترات ستكون سرعته 20 كيلومترًا في الثانية، أي 60 ضعف سرعة الصوت (سرعة الرصاصة 1كم/ ث)؛
ليصل الأرض بعد ثانيتين.


يسخن الكويكب لدرجة 18000 درجة مئوية؛


لذلك فإن البحر يغلي تحته بشدة قبل وصوله.
الأثر المعاكس الذي يسببه الغلاف الجوى
هو التسخين الشديد وبطء السرعة


نوعًا قبل الاصطدام مع فقد كمية ضئيلة من كتلة الكويكب.


المفروض أن موجات الضغط تتحرك أمام الجسم،
وتشق الماء قبل وصوله، ولكن هذا لن يحدث
بسبب السرعة الجبَّارة التي تجعله يسبق موجات


الانضغاط، فيستقبله الماء دون تحذير، ويكون الماء عندئذ كجسم صلب.
إذا اصطدم الكويكب بالأرض الصلبة فإنه يترك حفرة عمقها


20 - 30 كيلومترًا، وقطرها 200 كيلومتر، ولكن ليس فيها
من بقايا النيزك شيء، ومثل هذا التلاشي
هو نفس مصيره إذا سقط في البحر
hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 120 مشاهدة
نشرت فى 2 سبتمبر 2012 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,694,447