مقال – المحامى تامر بركة - القاهرة 2010
- انتفض جسدى عندما تناولت وسائل الاعلام المصرية ”المرئية والمسوعة والمقروءة "جريمة القتل التى ارتكبها المذيع التلفزيونى بحق زوجتة نتيجة لبعض الخلافات الزوجية وسبب صدمتى ليس ارتكاب الجريمة فحسب لكن بسبب كثرة الجرائم المرتكبة هذه الايام فى نطاق الاسرة .. زوج يقتل زوجتة او العكس .. اخ يقتل اختة او العكس .. مع تعدد اشكال الجرائم وجلست ابحث فى الاسباب التى تؤدى الى تلك النتائج المأساوية وتسألت هل هى سوء اختيار من الطرفين ام هى ضغوط حياة ام مشاكل عمل ممتزجة بضغوط حياة ام عدم توافق فكرى واجتماعى ام ماذا ... ولكن اجتمعت لدى كل هذه الاسباب فى سبب واحد فقط وهو ( الاختيار الصحيح لشريك العمر ) وهذا الاختيار ليس حكرا للرجل فحسب بل ايضا متاح للمرأة لان الحياة الزوجية اعتقد انها ليست حياة مؤقتة بل من وجه نظرى هى حياة ابدية ترتبط بمصير زوجين الى النهاية بالرغم اننى لا اصادر حق الازواج فى الطلاق ان استحالت العشرة بينهم .
- وبحكم عملى بمجال القانون ليس غريبا ان ترتكب جرائم كهذا ولكنى تناولت هذا الموضوع لاننى بنهاية يوليو الحالى اكون قد اكملت اولى سنوات زواجى وانى لاتطلع لان اكمل لما بعد السنة الخمسين باذن الله تعالى .. فلماذا ...؟ وقد يثير هذا الامر الاستغراب والتساؤل لدى القارئ او الاصدقاء او الاهل ولكن الموضوع باختصار حتى لا نثير الدهشة هو الله عز وجل وقد قال " بسم الله الرحمن الرحيم :( وعاشروهن بالمعروف ). صدق الله العظيم ....وقال ايضا الله تعالى :( لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة )" صدق الله العظيم .
- وجاء بسنة نبينا صلى الله علية وسلم اسس اختيار الزوجة ... عن ابى هريرة رضى الله عنه "( تنكح المرأة لاربع .. لمالها ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها فاظفر بذات الدين لا تربت يداك) " . اذن الاصل فى الاختيار ذات الدين الذى يطغى على الاشياء الاخرى فان كانت صالحة تقية تعرف حقوقها وواجباتها فتكون اجتمع لها كل شئ .
- فالمراة خلقت من ادم ، مشابهة للرجل فى الشكل والصورة ولم يجعلها الله فى صورة مفزعة أو شكل قبيح ، فماذا يصنع الرجل لو كانت زوجتة من جنس اخر ولا تمت للادمية بصلة كالقردة أو الجنازير أو الضباع أو الوحوش ؟ وهل يهنأ الرجل اذا كانت زوجتة من ذوات المخالب والانياب ،فاذا غضبت علية فرقت جسدة دون رحمة ولا مبالاة ؟
- ولكن الاسلام جعل الزوجين من نفس واحدة وجعل بينهما مودة ورحمة ، وجعل الزواج لهذه الاسباب كمال قال تعالى ( ومن ءاياتة ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان فى ذلك لايات لقوم يتفكرون ) صدق الله العظيم .. فالرجل سكن لها وهى سكن له كما قال الله تعالى ( هن لباس لكم وانتم لباس لهن ) اى هن سكن لكم وانتم سكن لهن كما قال ابن عباس ،وكما اخبر واكد المولى سبحانة وتعالى هذا المعنى فى قولة تعالى :( هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها ) صدق الله العظيم .. وطبعا لفظ السكن معنى الراحة والأنس والطمأنينة فى جو من السعادة والهناء والبهجة والسرور ، وبدون هذا السكن تكون الحياة مستحيلة وتنقلب الى جحيم .
- ويحضرنى هنا قول ..... حيث سمع رجل من الصالحين شخصا بنشد :
ان النساء شياطين خلقن لنا ........ نعوذ بالله من شر الشياطن
فقال له : ويحك ، هلا قلت :
ان النساء رياحين خلقن لنا ...... وكلنا يشتهى شم الرياحين
- ولذلك فان الاساس فى كل شئ الاختيار للزوجة فهى عماد السعادة فى البيت ، فهى ربة المنزل ، وعماد نظامة ، ومبعث سعادتة ، فاذا كانت صالحة اقامتة على نظام وطيد ، وبثت السعادة فى أجوائة ،وعنيت بتربية أولادها ، تبث فيهم الاخلاق الحميدة وتعودهم العادات الحسنة وتجنبهم سئ الاخلاق وقبيح العادات ..
( الام مدرسة اذا اعددتها .... اعددت شعب طيب الاعراق )
- لذا حث رسول الله صلى الله علية وسلم على اختيار الزوجة فقال " تخيروا لنطفكم ، وانكحوا الاكفاء " صدق رسول الله وقال ايضا صلى الله علية وسلم " تزوجوا فى الحجر الصالح فان العرق دساس "
- واخيرا اوصيكم ونفسى بتقوى الله عز وجل فى ازواجنا وزوجاتنا وان نصبر قليلا على الدنيا ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عندما يدخل شر الشيطان فى احاديث الازواج .. فالرجل لابد ان يصبر والزوجة لابد ان تراعى ما يحيط بزوجها من متاعب الدنيا من عمل وسعى للكسب بالحلال .. فليس ضعفا ان نشد على ايد زوجاتنا او نطرى عليهن بالكلمات الحسنة . والاديان السماوية تناولت الحفاظ على الحياة الزوجية والاسرية من اجل حياة المجتمع -
- وفى نهاية مقالى اقول لزوجتى كل وانتى زوجة مطيعة صالحة تتقى الله فى زوجك وعملك وبيتك وادعو الله تعالى ان يحفظنا من شرور الانس والجن وان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال .
مقال – المحامى تامر بركة القاهرة 2010
ساحة النقاش