إلي كل نفس مهمومة ومتعبة .. تبحـث عن ملجأ آمن تلقي فيه بأدق أسرارها .. إلي من يبحث عن مكان للراحة والهدوء النفسي يتوقف فيه ليتأمل ذاته ويراجع خطواته ويواجه أخطاءه
نقدم استراحة نفسية لننفض عن النفس همومها ومتاعبها فإن كانت لديك مشكلة نفسية تحيركنا أرسليها لنا بالبريد العادي أو البريد الأليكتروني .. ونحن في انتظارك.
حياناً نحار من بعض الناس الذين لا يعانون من أى مرض نفسى أو عقلى أو أى اضطراب فى الشخصية ولكننا نجد صعوبة فى التعامل معهم .. أو نجد صعوبة فى تفسير سلوكهم الغريب .. وبالتالى يستعصى علينا فهم أسلوبهم فى التفكير وفى الحياة وأسلوبهم فى التعامل مع الآخرين ويعجز أى منطق عن تحليل ما يصدر عنهم !!
ويفرض هذا السؤال نفسه علينا هل هم أسوياء ؟
بمعنى هم لا يعانون من أى مرض نفسى!!
أم هو التنوع الطبيعى فى الحياة والتى تتسم بالتنوع والاختلاف بين البشر وتلك هى معجزة الخالق عز وجل ؟
د. منال القاضى استشارى الطب النفسى .. تواصل حديثها حول هذا الموضوع الذى طرحناه فى الأسبوع الماضى وتقول:
- من خبرتى أستطيع أن أقول أنهم ليسوا أسوياء وأيضاً لا توجد لديهم أعراض مرضية ظاهرة .. أنهم يشكلون حلقة وسطى بين مضطربى الشخصية والمرضى العقليين.. وهم بعيدون تماماً عن المرضى النفسيين .لأنهم لا يدركون أنهم غرباء ولا يدركون غرابة سلوكهم وغرابة طريقتهم فى التفكير.
هناك مجموعة من الناس من بين عائلات المرضى العقليين نجد فيهم غرابة .. ونجد سلوكهم غير طبيعى مثل عائلات مريض الهوس ومريض الفصام .. ومريض الاكتئاب الذهانى .. هؤلاء الناس يمثلون مجموعة خاصة لم يصل العلم بعد إلى تحديد أمر معين بشأنهم ولكن هم بهم قدر من الاضطراب العقلى أو ما يسمى بالمرض العقلى الخفى أو الكامن والذى يظهر فى صورة سلوك غريب عن المألوف وغير المتوقع وفى صورة أفكار غريبة وتفاعل غير صحى مع الناس.
فهذا الإنسان الذى لا يبدو عليه أى مظاهر للمرض باستعراض جزء من حياته أو بمعايشته أو مراقبته فى مرحلة ما أرى أن به نقصاً شديداً فى درجة الاستجابة الوجدانية يتبدى فى عدم اهتمام بمصيبة أصابت شقيقه مثلاً أو كارثة ألمت بجاره أو حادثة مؤلمة تعرضت لها زوجته ، ففى هذه المواقف الصعبة نجد استجابة محدودة لا تنم عن أى تعاطف أو حزن أو استعداد مخلص للعطاء، إذ يبدو الأمر وكأنه لا يعنيه كثيراً أو يبدى قدرا محدوداً من التفاعل ويقدم قدراً أقل من المساعدة .
وهناك أسرة بأكملها أو عائلة كبيرة بمعظم أفرادها لديها هذا التجمد فى العواطف ومن الصعب أن نقول أن أفراد هذه الأسرة أو هذه العائلة مرضى .. والغريب أن هؤلاء تكون لديهم برودة قاسية تميز علاقاتهم بعضهم ببعض وكأنه لا تربطهم ببعض أى صلات .. وكأنهم غرباء فى مكان واحد يجمعهم بأجسادهم فقط.
إن الافكار الغريبة التى تقترب من الضلالات المرضية قد تسيطر ليس على شخص واحد من أفراد الأسرة بل على معظمهم فيتخذون موقفاً خاصا من الآخرين مبنى على الشك وعدم الثقة وافتراض سوء النية والتوقع السيئ وينغلقون على انفسهم ويقطعون معظم صلاتهم بالعالم الخارجى وإذا كان بينهم مريض عقلى فعلاً فإنك لا تجد فرقاً كبيراً بين طريقته فى التفكير وبين طريقتهم بل قد يصعب أن تحدد من هو المريض بينهم .. فبعض أفكار المريض يحملها أو يوافق عليها بعض أفراد الأسرة وكأن الأفكار المرضية وغير المعقولة معدية أو كأنه وباء أو الوراثة.
لقد أثبتت بعض الدراسات الطبية أن المريض العقلى هو نتاج أسرة مريضة أو هو عرض لمرض هذه الأسرة .
المصدر: نبيلة حافظ - مجلة حواء
ساحة النقاش