ليس من السهل معرفة قواعد تربية الطفل وأصولها، ومن ثم تطبيقها في الزمان والمكان المطلوبين، حيث نحتاج إلى المزيد من الالتزام بمبادئ الحياة وأصولها، وبثقافة تربوية تؤهلنا لمتابعة نمو الطفل وبنائه التربوي، والتربية مسؤولية لا تفارق الوالدين لحظة، فكل منا يسلك طريقًا خاصاً في التربية.
ونبتكر بين الحين والآخر أسلوباً جديدا نظن أنه الأنجع، وسرعان ما نكتشف عقمه، فأي أسلوب يبدو أفضل بين مختلف أساليب التربية، ومناسب أكثر ومساعد للوالدين.
لقد وضع الباحثون في قضايا التربية والطفولة قواعد تبدو في الظاهر نظرية تفتقر إلى الجانب العملي في التطبيق، إلا أنها تزخر بالكثير من الخبرة والدراسة الإحصائية، مما يؤكد فائدتها العملية في التوجيه والإرشاد، ولاسيما للآباء الجدد، حيث يكون عالم الأبوة مشوبا بالغموض والأسرار، والباحثون والمختصون يحاولون الرد على الكثير من التساؤلات والاستفسارات الغامضة للوالدين فيما يحدد أفضل الأساليب ويرسم الصورة المثالية التي يجب أن يكون عليه الأب.فلمعرفة معنى الأبوة والأمومة في التربية وفي حياة الطفل يجب أن نميز بين نوعية الآباء وأساليب التربية المتبعة لديهم. حيث من الآباء من يتخيلون الطفولة بكل ما تحمله من جوانب علمية وصحية وتربوية، ويرسمون طرقا ويتبعون وسائل أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع الحي والملموس، ويتبعون نظريات لا تتناسب وواقع الحال,
وتفتقر إلى الموضوعية وإلى عناصر التطبيق، حيث قد تكون مستمدة من واقع شعب مختلف في الأصول وطرق المعيشة.. وهم ما يسمون بالآباء الحالمين.
أما النوعية الثانية من الآباء فهم الآباء الغائبون عن المنزل، ولا يحتم هذا الغياب عدم التواجد في المنزل بصورة مستمرة، وإنما الذي لا يملك تفكيراً أو إطارا للتفكير في تربية الطفل وأصوله وقواعده، ولا يجد من الأهمية التفكير بهذه القضايا، ولم يبق لدينا سوى النوعية الثالثة التي تمثل شريحة لا بأس بها من المجتمع وهي تجد في ممارسة السلطة والتسلط والعنف أفضل الوسائل في تربية الطفل ونموه، ويعتبرها السبيل الوحيد في خضوع الطفل وإرغامه على السير في الطريق المرسوم له، وهو ما يسمى بالأب المتسلط.
وعلى الرغم من أن الباحثين في شؤون الطفولة يرون في النموذج الأول أو ما يسمى بالأب الحالم الإيجابية، إذا ما تخلى عن الكثير من النظريات البعيدة عن التطبيق واتبع الأساليب العملية والنظرية المستمدة من الواقع الذي يعيشه الطفل، تلك النظريات التي ترى في تربية الطفل دبلوماسية خاصة تحددها الخلفية الثقافية للوالدين، إلى جانب الطبائع والعادات والتقاليد الموروثة..
نشرت فى 27 يناير 2012
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,795,770
ساحة النقاش