من طبائع الشعوب الارض ومنها شعبنا:-اساطير ومعتقدات خرافية متوارثة .. لها تأثيـر ساحر في حياة الناس اليوميـة بـدأت تتلاشـى.
يعود تاريخ الخرافة الى نشأة الانسان مع اعتقاده بالوهية الطبيعية ولما كان الانسان يعتقد ان للشجرة الهاً وللنهر وللشمس الهاً فقد اتخذ للخرافة الهاً. وكان الكلدانيون اول من ابتكر التنجيم. ولما كانت السهول الكلدانية مقراً لعلم الفلك كان الكهنة الكلدانيون في قديم الزمان يراقبون ظهور الاجرام السماوية ويسجلون الكسوف والخسوف اللذين يرمزان الى محل والمجاعة في البلد الذي تظهر فيه هذه الظاهرة. كما كان النجم المذنب يرمز الى الحروب والفناء. اما التنجيم وعلم تفسير الخرافات فقد بدأ به الكلدانيون والبابليون الذين كانوا يقطنون حول الخليج العربي وقد اصابوا شهرة واسعة مما جعل اسم الكلداني والبابلي مرادفاً للمنجم ومن هنا انطلق هذا العلم نحو مصر، واليونان والرومان والعرب. فالرومان يقصدون المنجمين والكهنة قبل القيام برحلاتهم البحرية وحملاتهم الحربية وهناك خرافات تتعلق بوقوع البصر على ظاهرة ما، فمثلاً اذا شرب شخص فنجان قهوة وظهرت على سطح الفنجان فقاقيع يفسر بان الشارب سينال مالاً وفيراً. وخرافة تفصيل الملابس، اذ تحرص الكثير من الخياطات على تفصيل الملابس للزبائن ايام الاثنين والثلاثاء والخميس كما ان الاعتقاد ذاته شائع بالنسبة للسفر في هذه الايام. ومن الخرافات الشائعة ان يعلق اصحاب البيوت والمحلات حدوة حصان اعتقاداً منهم بانها تحميهم من طوارئ والاحداث. وليست الخرافات وقفاً على البلاد العربية بل ان اوروبا وامريكا وفي جميع بلاد العالم المتحضر وغير المتحضر لها خرافات مازالت تظفر بملايين المؤيدين. ففي فرنسا واوربا يتشائمون من الرقم(13) ويتناسونه عند الترقيم في اعمالهم ويقال ان مبعث هذا التشائم لهذا الرقم انه يرمز الى اخر اجتماع ضم المسيح وتلاميذه وبينهم يهوذا الاسخربوطي الذي سلم المسيح (ع)، وفي هنغاريا تصنع عروس صغيرة من الخشب وتلف بخرق بالية ثم يرقى بها المريض وتحمل الى مفترق الطرق فتلقى هناك حيث يلتقطها احد الناس. ويلتقط بذلك المرض الذي كان المريض يشكو منه، وهذه الخرافة تظفر بتأييد الغالبية الساحقة من الفلاحين المصريين. ويعتقد الصينيون انه اذا وقعت ذبابة في الطعام او اقتتل ديكان كان ذلك علامة مجيء ضيف او اذا صاح ديل قبل منتصف الليل فذلك دليل موت احد افراد اهل البيت لهذا يهبون الديك او يبيعونه سراً. ولبعض الشعوب ولع بانواع التعاويذ والوان النمائم يستعملونها لجلب الحظ . ومنها الصليب المعقوف الاطراف والمعروف بالسواسنيكا وهو شعار النازي الالماني. وفي الواقع ما هو الا تعويذة من التعاويذ التي تتبرك بها النساء منذ العصر البرونزي اي نتذ وجود الانسان على الارض تقريباً وهذا الصليب يرمز الى الشمس التي تنير جميع الجهات بلا استثناء وبعض النساء يعتقدون ان حاملاته يوفقن الى نسل كثير وصالح. والخرزة الزرقاء عند قدماء المصريين خرافة ماتزال شائعة بين بعض الطبقات الفقيرة والمتوسطة وكذلك قطعة (الفسوخ) التي يلصقها بعض الفلاحين للاطفال اتقاء لحسد الحاسدين اما اختلاج العين فأنه يبشربلقاء الحبيب حيث قال احد الشعراء:
ظلت تبشرني عيني اذا اختلجت
بان اراك وقد كنا على حذر
وقالوا ان اليد اليمنى اذا حكت دلت على شيء يدفع اليها فتاخذه واذا حكت اليد اليسرى دلت على شيء يؤخذ من صاحبها. وكانوا يتشائمون من العطاس ومن نومة الضحى ويسمونها نومة الخرق ويعتقدون انها تورث الخوف والغم ويكون صاحبها كسولاً بليداً وعن نوم العصر ان من عواقبه في اعتقادهم الجنون ومن قولهم
الا ان نومات الضحى تورث الفتى
خبالا ونومات العصر جنوناً
ومازالت بعض الخرفات راسخه في عقول الكثير من فئات البشر في العالم وتحتل الاول في تصرفاتهم اليومية ويقول: الاطباء النفسانيون ان الايمان بالخرافات دليل على فقدان الوحدة الذاتية عند الشخص ويشتد الايمان بها في فترات التي يصبح فيها الانسان غير قادر على ان يتخذ لنفسه طريقاً محدوداً. والاعتقاد بالخرافة وتأثيرها يتوقف على مدى قابلية الانسان النفسية من حيث الايمان بها وهي لم تكن يوماً آفة اجتماعية حتى في العصور التي كانت فيها الخرافة هي السلطة الاقوى. واليوم وبفضل العلم والثقافة والوعي اضمحل التيار الخرافي وصار مجرد موضوع للتندر والحكايات في غالب الاحيان.
من طبائع شعوب الارض
نشرت فى 17 يناير 2012
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,768,358
ساحة النقاش