هل تتذكر عندما كنت تحلم وتعتقد أن آخر أمانيك أن تتزوج هذا الشخص وأن تعيشا معا بقية حياتك؟ بالفعل الزواج هو شىء رائع جدا وجميل، ولكن ليس فى جميع الأوقات.
فليس من المستغرب أن تمر على الزوجين فترات من الفتور العاطفى والملل وبعد فترة من الزمن من التواجد معا والمشاركة فى كل خطوات الحياة وفقد الغموض بين الزوجين، حتى أن كل واحد منهم يصبح يعلم ويتنبأ بكل مشاعر، وأفكار الآخر تجاه أى موقف معين.
ولا يعنى الملل تقصير أحد الزوجين أو كليهما، وإنما الوقت والتكرار يؤديان كثيرا إليه، حتى أن بعض الأزواج قد يشعرون بهذا الملل بعد عدة أشهر فقط من الزواج. وهنا يشعر الزوجان بالملل والرتابة وتصطدم أحلامهم الوردية بالواقع، مما يؤثر بالسلب على حياتهم الزوجية التى تصبح على حافة الانهيار، وسيكون هناك لحظات تصبح فيها الحياة الزوجية صعبة جداَ، وربما يكون هناك بعض اللحظات التى سوف تجد فيها أن التخلى والانفصال هو الحل المثالى.
وللقضاء على تلك المشاعر نستعرض بعض الأفكار والأساليب لتعزيز هذه الشراكة وإلقاء بعض من لمحات الجمال عليها والانتقال بها من الرتابة إلى الإثارة اللانهائية، ولتحقيق علاقة زوجية مزدهرة يتطلب الأمر توافر الرغبة والاستعداد للعمل على تحقيق ذلك من الطرفين، حيث إن الحب يحتاج إلى رعاية جيدة إذا كنتم ترغبون فى الاحتفاظ مهما طال الوقت والبعد به عن الملل.
أولا يجب أن تتعلم أن تغفر وتسامح حتى لا تتسع هوة الخلاف ويجب أن تكون هناك مرونة فى التعامل خاصة فى حالة الشجار، فالجدل بين الزوجين أمر طبيعى فلا يمكن أن نجد أن هناك شخصين يعيشا معا فى مكان واحد لفترة طويلة دون وجود لحظات من الجدل والخلاف، لذا يجب أن نتعلم كيفية العبور والتغلب على تلك اللحظات دون أن تترك داخلنا أى مشاعر للكراهية حتى نمنع تسرب المرارة والتوتر للحياة الزوجية. ولتحقيق ذلك يجب أن يكون الخلاف والجدال بصورة راقية دون التجريح فى الآخر، وأن يكون واضحا أن الخلاف فى الرأى يمثل خلافا تجاه موقف معين ليس تجاه الرفيق فى الحياة، وكثيرا ما تفعل الناس بعض الأخطاء والأفعال السخيفة وهنا ليس من العيب أن نعترف بالخطاء ونقول سريعا آسف وأيضا أن نكون سريعين فى التسامح عندما يعتذر الطرف الآخر.
لا تنسى أن تضحك بشكل متكرر.فالروتين اليومى يجعل الحياة تبدو وكأنه مهمة ينبغى أن ننجزها، ولذا فينبغى أن يكون هناك وقت كاف بين الزوجين يقضياه فى المزح والمناورات المجنونة بعيدًا عن المشاكل، وعن الأولاد وعن صراخهم وشجارهم، وذلك لتخفيف التوتر و جعل الحياة أمتعا.
الحوار وقد سبق أن استعرضنا فى مقالة أخرى أساسيات الحور بين الزوجين، ولكن هنا فقط نركز على ضرورة الحوار لتجنب الملل. فالمحادثة الجيدة هى أمر حيوى لعلاقة مرضية، ويجب ألا تدع الأمور تتفاقم فإذا كان الزوجة ينتابها الشعور بالضيق من شىء فعلة زوجها ولم تعلن له عنه فيجب أن تفصح له عن ما بداخلك ببساطة وصراحة تامة وعلى الفور، ولا ينبغى أن تعتقد انه سوف يقوم بالتكهن عليك إذا صارحته. فكثيرا ما تعتقدين أنه واضح ومفهوم بالنسبة لك ليس بالضرورى أن يكون مفهوم لدى الزوج بنفس الدرجة، وكذلك يجب أن يكون الزوج أكثر صدقا فى التعبير عن ما هو بالضبط فى خياله تجاه زوجته. والكلمة الطيبة والتعبير العاطفى بالكلمات الدافئة والرقيقة مفاتيح سحرية للسعادة والتفنن فيها يضفى على حياتك لمسة تجديد كل يوم، وعندما تكون هناك معضلة تحتاج لمناقشته فيجب أن توضح للطرف الآخر فهمك لما أرد هو توضيحه لكى وعند الحديث معه يجب أن تتناقشا بصدق ودون مجاملة مع توضيح وجه نظرك الحقيقية وتجاهل مشاركة الآخرين فى قضاياكم. فالزوجان الذين يتشاركون مع بعضهم البعض بصدق فى حل مشاكلهم هم أكثر الزوجين نجاحا فى علاقتهم الزوجية.
لابد أن يتشارك الزوجان فى أخذ القرارات فى كافة الأمور التى تجمع بينكم مثل الشؤون المالية, تعليم الأطفال، وتربيتهم، وتفويض الواجبات المنزلية وغيرها. فإذا شعرت أن شريككاً لم يتمكن من تحقيق دورة بالشكل الجيد لإرهاق أو تعب فلا مانع من أن تسمح لها بالراحة لفترة قصيرة والعودة مرة أخرى إليه بعد ذلك، وأن تحاول أن تساعدها فى أداء مهامها. ويجب ألا نعتبر نجاح طرف بينما فشل الآخر فى واجبة فرصة للوم وانتصار طرف على الآخر، فمن الممكن أن يتناوب الطرفان فى الاستسلام لبعضها البعض. فالعلاقة الزوجية ليست منافسة.
لا تعتبر أن علاقتكم أصبحت أمرا واقعا وأمرا مفروغا منه وأن أى شىء يفعل من أجلك هو أمر طبيعى بحكم هذه العلاقة. فيجب أن تتعلم كيف تقول له شكرا إذا فعل شيء يتساهل الثناء. كما يجب على الزوج أن يتذكر أن علية أن يشجع زوجاتهم و يجب أن يتأكد أن الثناء لها لإكمال المهمة بشكل صحيح أمر مهم ومطلوب دوما.
فشراء الزهور لها وإخراجها لتناول وجبة العشاء فى جو رومانسى حالم والتعبير لها عن مشاعر الامتنان وكم هى رائعة يجعلها تشعر أنها ملكتك الخاصة. كما أن يجب على الزوجات أن تكون منتبهة لمطالب زوجها ويستمتعا معا فى شركة بعضهم البعض. وظهار هذه المشاعر العاطفية الرقيقة للطرف الآخر أمر بالغ الأهمية. فيجب أن تكون فى حالة حب دائم وأن تغذى العشق الخاص لبعضكم البعض وإظهار السرور عن كل صباح يوم جديد تقضيه مع زوجك، وذلك مع تحقيق التوازن فى الإقبال والتمنع فى العلاقة. فلا يُقبل أحد الزوجين على الآخر بدرجة مفرطة، ولا يتمنع أو وينصرف عن صاحبه كليًا. ويمكن تحقيق ذلك بتوفير مساحة شخصية أكبر لكل منهما لممارسة أنشطة اجتماعية مع الأهل أو الأصدقاء أو الزملاء بعيدا عن الطرف الثانى.
يجب أن تستمرى أكثر امرأة أغراء فى نظر زوجك، فيجب أن تتعرف المرأة عن ما يجذب انتباه زوجها فى النساء الأخريات و تحاول من التجديد من نفسها حتى تشعره إنها دوما أجمل و ارق و احلى امرأة رأتها عيناه كما كانت بالفعل حين اختارها للزواج من بين ألاف النساء. فيمكنها من تغير شكلها بين الحين والآخر، تغير رائحة العطر الذى تستخدمه, تغيير طريقة ضحكتها وكلامه. ويجب أن تعلم الزوجة أن الزوجة الروتينية هى التى تعتبر أن الزواج هو نهاية ما تستطيع أن تحققه فى حياتها وهو كل أملها وطموحها، ومن ثم كل يوم عندها كالذى كان عليه اليوم السابق، وكل شيء فى حياتها الزوجية يتم بانتظام ورتابة. وهذه الزوجة تصيب زوجها بالملل والرتابة وتحول الحياة إلى فيلم عربى قديم ممل يعرض كل يوماً، لذا فإن من أهم الطرق لكسر الملل هو كثر الروتين اليومى، وذلك بالتفكير فى أنشطة جديدة يمكن ممارستها سويا، التعرف على أصدقاء جدد أو تبادل الزيارات مع الأصدقاء، تغيير مواعيد تناول الطعام أو تناول العشاء أو حتى الإفطار معا خارج المنزل، مشاهدة نوعية مختلفة من البرامج أو الذهاب لمشاهدة أحد الأفلام وقضاء سهرة فى مكان عام، حتى السير سويا على ضفاف النيل كل حسب ميوله وإمكانياته، لكن الهدف هو قضاء بعض الوقت سويا خارج المنزل.
وما أحل أن نقوم أيضا بتغير فى شكل ووقت وأسلوب ومكان عمل العلاقة الحميمة مما يعود بالإثارة مرة أخرى مما يدفع الملل وينشر السعادة، ومما سابق أن أى علاقة بين طرفين هى نتاج لمجهود ورغبة الطرفين معا و ليس كما يعتقد البعض أن المسئول عنها المرأة فقط وأن كان لها الدور الأكبر فى ذلك لما يتوفر لديها من وقت و قدرة على التغير أكثر إلا أن دور الرجل لا يمكن إهماله، وأخيرا إذا كان يجب علينا أن نعيش معا فلما لا نعيش سويا سعداء بعيد عن الملل.
ساحة النقاش