العلاقة الزوجية بحاجة للتجدي لكي تستمر: في أي نوع من أنواع العلاقات توجد متطلبات لنجاحها ويأتي على رأسها التجديد ثم التفاهم والاحترام المتبادل. هذا ينطبق على العلاقات الأسرية والمهنية والصداقات وغيرها من العلاقات الانسانية، الا أن التجديد وحده يعتبر العامل الحاسم في منع دخول الملل الى هذه العلاقات، وبشكل خاص العلاقات الزوجية. فقد ثبت بأن العلاقات التقليدية الرتيبة بين الأزواج هي من الأسباب الهامة للطلاق ويعتبر التجديد بمثابة الترسانة التي تمنع الملل والرتابة من التسل الى العلاقة الزوجية.
المرونة في الرأي: قالت مجلة "ميا فيدا" البرازيلية التي تعنى بالشؤون العائلية والاجتماعية ان المرونة في الرأي تعتبر تجديدا في العلاقة الزوجية لأنها نادرة بين الكثير والكثير من الأزواج. فاذا كانت المرونة غائبة فسيغلب على العلاقة الزوجية طابع العند والتصلب في الرأي الذي يعطي لونا قاتما للحياة يجعلها مملة لطرفي العلاقة.
وأضافت المجلة بأن المرونة في الرأي تعني أيضا احتراما للرأي الآخر. فأول مايلتقي رجل وامرأة وتنشأ علاقة حب بينهما تنتهي بالزواج يشرح كل للآخر أفكاره وتجاربه في الحياة فتظهر أوجه تشابه بين الاثنين ومايلبث أن تظهر أوجه اختلاف. ومن هنا يعي الطرفان بأن لكل آراءه عن قيمة من قيم الحياة. ويحدث ذلك بالفعل قبل الزواج لحرص كل من الرجل والمرأة على تحقيق الزواج. ولكن ماأن يتم الزواج يبدأ طرف بالتكشير عن أنيابه عندما يتفوه أحد بشيء لايعجب الآخر. ومن هنا تأخذ العلاقة بين الزوج والزوجة منحى خطيرا باتجاه الملل والرتابة.
وأوضحت المجلة بأن اظهار الزوج أو الزوجة مرونة في الرأي يعطي تجديدا للعلاقة يبعد عنها شبح التصادم والملل.
ضرورة تكيف الزوجين مع أطباع بعضهما البعض: أكدت المجلة بأن غياب تكيف الزوجين مع أطباع بعضهما البعض يحدث نوعا من التباعد بين الاثنين يؤدي أيضا الى دخول الملل والحياة الرتيبة. فلا مشاركة في القيام بالأشياء معا ولا الاتفاق على شيء، ومع استمرار ذلك فان الأجواء تتوتر اكثر فأكثر الى أن تصل الى حد عدم تحمل أحد الزوجين لطبع ما في الآخر. وقالت المجلة ان القدرة على التكيف مع الجديد والمختلف يعتبر موهبة لايمتلكها كل الناس.
وأضافت المجلة انه اذا تعذر التكيف التام مع طبع من الأطباع فهناك حاجة على الأقل للتعود على أطباع الآخر بذل جهد ليس بالثقيل. وهنا أشارت المجلة ايضا الى أنه من الغريب جدا أن لايتمكن الزوجان من التكيف مع أطباع بعضهما البعض لأن التجربة الحياتية أثبت بأن الأطباع المختلفة متجاذبة، فهناك حب ينشأ بين رجل وامرأة لأنهما مختلفين في كل شيء أو أن ماينقص أحد الطرفين يمكن أن يتواجد في الطرف الآخر. ولكن مع الأسف هذا ينطبق فقط على مرحلة ماقبل الزواج.
ضرورة اعادة الترتيب: قالت المجلة ان هناك حاجة ماسة لاعادة ترتيب الأوراق بين الزوجين اذا أحسا بأن الملل قد بدأ يتسل الى العلاقة بينهما، فلابد من أن يتخذ احدهما المبادرة لكي لاتسوء الأوضاع وتصل الى حد عدم امكانية التعامل معها. وأضافت بأن اتخاذ المبادرة لايعني ولابحال من الأحول تنازلا اجباريا عن شيء وانما خطوة ايجابية لحل وضع من الأوضاع التي فيها خلل ما.
وأضافت المجلة في مقالها المقتضب بأن هناك حاجة دائمة للتجدي لكي تدوم العلاقة الزوجية. ويمكن أن يتمثل التجديد في أشياء صغيرة وبسيطة مثل تغير عادة لارضاء الآخر واتخاذ المبادرة لاحداث تغيير ضروري لعدم السماح بانهيار العلاقة الزوجية. وأوضحت أيضا بأن أشياء صغيرة رتيبة ومملة قد تودي بعلاقة كاملة وتفسدها.
ساحة النقاش