ليست العلاقات الاعتمادية هي فقط في العلاقات العاطفية غير الشرعية بين الشباب والفتيات، لكن الكثير من الزيجات قد قامت على أساس رغبات اعتمادية في «الحصول» على الحب. ربما تكون هذه الرغبة الدفينة مستترة في بداية العلاقة، لكن سرعان ما يخرج من داخل كِلا الزوجين طفل صغير غير ناضج يريد أن يأخذ فقط ويسيطر.
أغلبنا يدخل الحياة الزوجية وفيه قدراً من عدم النضوج، وليس من العدل أن نطالب الشباب بأن يصلوا لدرجة عالية من النضوج الروحي والنفسي قبل الزواج، فالنضوج يستغرق العمر كله. لكن من المهم أن يكون المُقدِمون على الزواج مِمَّن قد وضعوا على الأقل أقدامهم على بداية طريق النضوج ومعرفة النفس قبل الإقدام على الزواج.

هذا يحدث من خلال أن يُِدرك كل طرف بمفرده، درجة الاعتمادية والجوع للحب في شخصيته، وبالتالي نسبة الاعتمادية والرغبة في السيطرة في علاقاته، وبالأخص العاطفية منها.
الكثير جداً من الخلافات الزوجية، تنشآ من الاعتمادية وعدم النضوج في شخصية كل طرف. وقد رأيت أكثر من مرة أنّ نقطة الانطلاق الحقيقية في حل مشاكل الزواج، لا تكمن في حل المشاكل الظاهرية التي يتم حولها الخلاف عادةً، كالعلاقة بالأهل أو المال أو الغيرة أو الإساءات والتحكم في الغضب، وغير ذلك من القضايا، وإنما التعامل مع الاعتمادية في شخصية كل فرد وبالتالي الاعتمادية في العلاقة التي هي مصدر الكثير من المشكلات إن لم يكن أغلبها.
الملاك الحارس
هناك نوع خبيث من العلاقات الزوجية الاعتمادية لا تظهر بوضوح كما تظهر الأمثلة التي ذكرناها. في مثل هذا النوع من الزيجات يقوم أحد الزوجين وغالباً ما تكون الزوجة بلعب دور «الملاك الحارس» لزوجها، وذلك بأن تعتبر أنّ حياتها ووجودها لهما هدف واحد أسمى وهو أن تجعل من هذا الزوج أفضل وأسعد، وأنجح زوج. لا تفكر إلاّ فيه أو له وعندما تفعل أيّ شيء تبحث عن قيمة هذا الشيء بالنسبة له، ولا تعرف أن تستمتع بشيء بدونه. اختياراتها تتم كلها وفقاً لما يوافقه ويجعله أكثر راحة وأكثر قدرة على العمل والإنتاج والنجاح. تبدو هذه الصورة وكأنها الصورة المثالية للزواج الناجح، خصوصاً في مجتمعاتنا الشرقية الذكورية. ولكن هذا جانب واحد من الصورة، وهو الجانب الذي يراه الناس وبالتالي ربما يصفون هذا الزواج بالناجح أو ربما المثالي.
غالباً ما يشعر الذي يلعب دور الملاك الحارس أنّ لا هدف ولا قيمة له في الحياة إلاّ أن يكون مفيداً للشخص الذي يحرسه. حتى عندما يمر في أيّة خبرة مفرحة لا يسمح لنفسه أن يشعر بالسعادة إذا كان رفيقه غير موجود. حتّى أنه ربما يشعر بالذنب أنه سعيد بدون رفيقه. أما عن علاقاته بالآخرين فهناك خطورة شديدة أن يستغني الملاك الحارس عن كل الناس من أجل رفيقه، حتّى أن كل الناس قد يصبحوا مجرد رتوش في الصورة أو كومبارس في مشهد الحياة الذي يلعب فيه ذلك النجم الأوحد دور البطولة المطلقة.
كثير من الزوجات بالذات في بلادنا، يعيش هكذا. الغالبية منهن لا يعانين (أو ربما لا تظهر معاناتهن) يخنقن شخصياتهن بالتدريج حتى تموت الشخصية بهدوء وتحيا هذه الزوجة حاسبةّ نفسها ميتة وحياتها مستترة في زوجها وأولادها. لكن في بعض الحالات تحدث ثورة داخلية وصراع غير واعي قد لا يخرج للنور في صورة صراع مع زوجها، وإنما يترجم نفسه في صورة أعراض نفسية كالاكتئاب أو القلق والمخاوف وغيرها من الأمراض النفسية شديدة الشيوع.

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 235 مشاهدة
نشرت فى 31 ديسمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,674,361