يتوجه الخطاب الديني ليلا نهارا الى المرأة محذرا، واصفا اياها بمصدر "الفتن" والانحراف، داعيا لها الى البقاء في البيت، من مصدر الحرص عليها. وفي الدول التي يحظى رجال الدين فيها بسلطة اكبر ، يقومون بفرض العمل بعشرات القوانين التي تضع المرأة تحت وصاية الرجل، وتلغي وضعها كمواطن وكبشر لتحولها الى مجرد "مشروع اغتصاب او قارورة للتناسل" بدون اي بعد عاطفي او روحي.
هذه الصورة الدونية عن المرأة تقوم بتربية سلوك غير واعي تجاه المرأة يقوم على كونها "اداة" جنس لااكثر. الاشارة الوحيدة المحترمة التي تصدر تجاه المرأة هي عندما تقوم بدور الام فقط.
المرأة سبب لكل المصائب ومن باب سد الذرائع وجب ابعادها وحجزها وحجرها. الى درجة ان المرأة التي ترغب ان تدخل الى الانترنيت يجب ان يكون معها محرم، لماذا؟ لان المرأة لايثق بها، انها الشيطان نفسه.
هذا الخطاب الديني المتخلف والمتتطرف، يؤثر بوعي او غير وعي على تصرف الرجال والشبان.
يكتب الصحفي محمد شعبان الموجي في صحيفة الاحرار المصرية موضوعا اسمه "المجاعة الجنسية" يتكلم فيه عن مفهوم جديد هو الاغتصاب النفسي. ومضمون هذا المفهوم ان المرأة التي نراها اينما كان، يجري اغتصابها "بفكرنا" وهي لاتدري، المرأة يجري اغتصابها مرات كثيرة كل يوم. ولذلك يجب ان تدرك المرأة ذلك وتقبل بالتنازل عن حريتها لتبقى بالبيت لحمايتها من الاغتصاب النفسي، اي لحماية الضحية من الجاني، يجب سجن الضحية، حتى ولو بسبب جرم "وهمي" لم يشعر به إلا الصحفي.
عندما تجري عملية اغتصاب في قطر، يظهر التفسير بان المرأة هي السبب، لماذا تذهب الى العمل؟ ان وجودها خارج البيت يؤدي الى ظهور الفساد، يؤدي الى ان الرجال يبدؤا بالتفكير بها كمشروع اغتصاب.
لماذا من حق الشباب ممارسة كل ذلك؟ لماذا يشجع المجتمع هذه الممارسات من الرجال؟ لماذا تبرر للرجال؟ لماذا لايدين الخطاب الديني ممارسات الرجال، وانما " وجود" المرأة؟ لماذا اصبحت هذه الممارسات مميزة للرجل الشرقي؟
لماذا يشجع الخطاب الديني النظر الى المرأة على انها للجنس فحسب، فتنة لاغير. وماذا عن النساء العجائز الذين لم يعدوا فتنة، وماذا عن الشذوذ البيلوجي الولادي الذي يكونوا منذ الولادة بمورثات مختلطة
XXY من اي جنس يعتبروا؟ ولماذا الاصرار على فرض تعامل من خلال الجنس، وليس من خلال المواطنة والانسانية؟
قد يدعي البعض ان "الدين" وليس رجال الدين، يدينون الممارسات السيئة الصادرة من الرجال بالضبط كما من النساء، غير ان هذا القول غير صحيح. اذ ان رجال الدين يطرحون ممارسات فعلية ضد المرأة، يوظفون خلالها كل اجهزة المجتمع والدولة من اجل تطبيقه، في حين تبقى الاجراءات ضد الرجل "توجيهيه" موكل بالرجل نفسه ان يطبقها او يرميها في سلة القمامة.
اما آن لنا ان نوقف هذه الانتهاكات الذكورية، التي يتواطئ معها رجال الدين الذكور باسم الدين؟
نشرت فى 27 ديسمبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,793,241
ساحة النقاش