انتهت فترة الخطوبة
نحن في عصر يأخذ القياس فيه ورصد الأسباب والنتائج مأخذه الواسع ، ويبرز فيه التخطيط الواعي بروزاً واضحاً ، وما التخطيط إلا استعداد أو إعداد وتهيئة عقلية علمية لأمر يكون الشخص بصدده ولا يحب أن يأتيه إلا علي بصيرة ونور .
والزواج أخطر علاقة وأشرفها، ولابد أن يُولي الاهتمام المناسب وأن يكون الوصول إليه عبر نوع من التخطيط ، وفترة الخطبة هي أولي وأهم مراحل الزواج التي إذا سلمت سلم الزواج وإذا فسدت فسد الزواج .
إن فترة الخطبة عظيمة الأهمية، فهي تهيئ فرصة تمكن كُلاً من الزوجين من تعرف أخلاق صاحبه وعاداته وأفكاره وسلوكه، حتي إذا أقبلا علي الزواج، أقبلا عن رضا وإقتناع، وفي أثناء هذه الفترة يستطيع الشاب ، وتستطيع الفتاة، رسم صورة واضحة لحياتهما المقبلة ، عن طريق الصدق والوضوح والصراحة، لا بالتزيين والمداراة، حيث إن بعض الناس يُظهروا أحسن ما لديه من صفات، ويخفي عيوبه، وهو بذلك قد يبني بيته من قش، فتلعب به الرياح كلما هبت، وعليه فإن اختيار شريك الحياة هو أول خطوة علي طريق نجاح الزيجة، بمعني أن يتحري كل طرف منهما الصفات الحميدة للطرف الآخر ، فالدين والخلق وحسن المنظر والقدرة علي الإنجاب وتقارب المستويات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، من الصفات المهمة في مجتمعنا، استطلعت الفرحة تجربة (100) زوج و (100) زوجة ورأيهم فيها، فجاءت النتائج التالية :
السؤال الأول :
هل تعتقد أن شريك حياتك حاول إخفاء عيوبه وتزيين بعض الصفات الحميدة في فترة الخطوبة ؟
وكان عدد من أجابوا بـ " نعم " من الأزواج (16) ومن الزوجات (25) ، وهذا يعني أن نسبة كبيرة من الأزواج والزوجات تقوم فعلاً بإخفاء العيوب وتزيين الصفات، وإن كان ذلك في فئة الرجال أكثر، حيث أجابت الزوجات – إثباتاً – بنسبة أكبر ، بمعني أنهن يعتقدن أن أزواجهن قاموا بإخفاء عيوبهم عنهن وتزيين صفاتهم فترة الخطوبة، ويعني هذا أيضاً ان النساء أكثر خيالاً ورومانسية من الرجال، حيث أحلامهن في شركاء حياتهن تقترب من المثالية، وهذا يعني أن الاعتدال مطلوب في كل شيء، فالاعتدال في الأحلام والاعتدال في السلوكيات أمران مهمان حتي لا تقع المفاجأة .
كذلك أجاب عن السؤال نفسه بـ " إلي حد ما " (19) زوجاً و (34) زوجة وهي أيضاً نتيجة تقترب من إجابة " نعم " من حيث التفسير ، أما الإجابة بـ " لا " عن السؤال نفسه فجاءت عند عينة الأزواج (65) والزوجات (41)، أي أن (65) زوجاً لا يعتقد أن شريكة حياته حاولت إخفاء عيوبها عنه في فترة الخطبة، في مقابل (41) زوجة أثبتن الشيء نفسه في حق أزواجهن ، وهذا رقم يبشر بالخير، ويدل علي أن نسبة ليست بالقليلة من الزيجات قد بنيت علي أساس من الصدق والصراحة وأن الطرفين فيها كانا علي درجة من المسؤولية والوعي دفعتهما للظهور بالمظهر الحقيقي أمام بعضهما .
وهذا يدعو إلي وقفة للتأمل، حيث إن الحقيقة ستتضح لا محالة ، فلا مجال إذن للتزيين والتجميل، فلو علم كل مقبل علي الزواج أن فترة الخطبة قصيرة وحلاوتها زائلة أمام سنوات العمر وصعاب الحياة، وأنها ستبقي ذكري جميلة وقد تجر وراءها بعض المشاكل والمصادمات والمشاحنات، لو علم ذلك لفضل الدخول في حياته الزوجية علي أساس من الوضوح والصراحة ، لا علي أوهام أيام ستنقضي بسرعة .
السؤال الثاني :
هل هناك صفة أساسية كنت تتوقعها في شريك حياتك واكتشفت بعد الزواج أنها غير موجودة فيه؟
وكانت عينة الأزواج المجيبة بـ " نعم " (20) زوجاً وعينة الزوجات (40) زوجة ، أي أن النساء ضعف عدد الرجال في هذه الإجابة ن وهذا يرجع إلي السبب السابق نفسه ، حيث إن فارس أحلام الفتيات غالباً ما ينتمي – في نظرهن – إلي عصر الفروسية والبطولات، إذ يطلقن العنان دائماً في اتجاه الصورة المثالية لزوج المستقبل، ويحلقن مع هذه الصورة إلي أن يصطدمن بأرض الواقع عندما تمر فترة الخطبة الحالمة لتبدأ الحياة الواقعية، كذلك يقوم الشباب بتأصيل هذه الأحلام في نفوس فتياتهم أثناء فترة الخطبة، ويقومون بدور هذا الفارس إلي أن تبدأ مسؤوليات الزواج الحقيقية التي تخرج عن سيطرة كلا الطرفين أو يفرضها المجتمع عليهما فتتضح الصورة الحقيقية لكلا الطرفين، أما الإجابة " إلي حد ما " فجاءت (18) إجابة من الأزواج، و(31) من الزوجات، وتفسر بالإجابة نفسها " نعم " حيث إن هذا السلوك أمر طبيعي بين البشر فما بالنا بالعروسين ؟ وكان عدد الأزواج الذين أجابوا بـ " لا " (62) والزوجات اللواتي لم يواجهن هذا الموقف قليلة أي (29) فقط ، لكن الأزواج كثيرون (62) أما العدد الأكبر أو المتبقي من الزوجات فقد افتقدن صفات في أزواجهن كن يتوقعن أصلاً وجودها.
ساحة النقاش