الإهمال هو عندما يكون الوالدان غير متواجدين نفسيا للطفل. بأن يكونوا منشغلين بأنفسهم غافلين عن الطفل أوانهم يفشلون في التفاعل مع احتياجات الطفل العاطفية. يحدث الإهمال العاطفي عندما يحتاج الطفل إلى رعاية و حنان ويستطيع الوالدان إعطاؤه ولكنهم لا يريدون ذلك، و إهمال الطفل عاطفيا قد ينتج عنه حرمان الطفل القدرة على الحصول على التفاعلات و العواطف الأساسية التي يحتاجها لكي ينمو نموا عاطفيا وثقافيا واجتماعيا سليما.
اختلال السيطرة:
يأخذ اختلال السيطرة ثلاثة أشكال، فهي إما مفقودة أو مفرطة أو غير متوازنة.
o فقدان السيطرة يعرض الطفل لخطر إيذاء نفسه ويحرمه التجربة والحكمة المتناقلة عبر خبرة الكبار. مثال على ذلك هو ترك الطفل يقرر مشاهدة قنوات التلفاز التي يحبها حتى ولو لم تكن المادة المبثة صالحة لسنه وثقافة المجتمع وحتى إذا لم يحدد الوالدين ساعات محددة لمشاهدة التلفاز وكذلك بالنسبة للانترنت.
o السيطرة المفرطة فتحرم الأطفال من فرص تأكيد الذات وتنميتها من جراء منعهم من استكشاف العالم المحيط بهم. مثالا على ذلك هو عندما لا تترك مساحة للطفل يمارس فيها مهارة اتخاذ القرار وجميع تحركاته تقرر من الكبار فيضطر إلى الاستئذان في عمل مهما كان صغيرا. فان إعطاء الطفل ثقافة ومعلومات كافية تمكنه من اتخاذ قرارات سليمة يساعد نموهم العاطفي و الاجتماعي ويدربهم على مهارة اتخاذ القرارات الصحيحة في الأمور الصغيرة والتي لها اثر كبير في كبرهم عندما يحتاجون إلى اتخاذ قرارات اكبر.
o السيطرة غير المتوازنة فهي تثير لدى الأطفال مشاعر القلق والاضطراب وقد تؤدي إلى عدد من المشاكل السلوكية فضلا عن إعاقتها النمو المعرفي للطفل. عندما يسيطر الوالدين على موضوع ما اليوم ويقولون للطفل بأنه يجب إن تفعل ما نقوله لك ولكن في اليوم التالي لا يهمهم الموضوع ذاته ويطلقون مطلق الحرية للطفل في التصرف فيه، فذلك يترك الطفل حائرا، خائفا لا يعرف حدود تحركاته وصلاحياته. بصورة عامة، الأطفال لا يشعرون بالأمان والراحة عندما يتلقون تصرفات متناقضة من القائمين على أمر تربيتهم.
العزل:
إن عزل الطفل أو فصله عن التجارب الاجتماعية الطبيعية يحرمه من تكوين الصداقات وقد يؤدي به إلى الاكتئاب. فعزل الطفل يضرّ بنموه المعرفي والعاطفي والاجتماعي بشكل كبير ويرافقه عادة أشكال أخرى من الاعتداء العاطفي وغالبا الاعتداء الجسدي.
الرفض:
عندما يرفض أحد الأبوين الطفل، فإنه يشوّه صورته الذاتية ويشعره بعدم قيمته. والأطفال الذين يشعرون برفض ذويهم منذ البداية يعتمدون على تنمية أنماط سلوكية مضطربة لطمأنة النفس. والطفل الذي يتعرض للرفض في صغره، فأنه يمتلك فرصة ضئيلة في أن يصبح طبيعيا عندما يكبر.
يجب إن ينتقد الوالدان أفعال الطفل وليس شخصيته. يجب إن يوضح الوالدان للطفل بأنهم لا يرفضونه هو بل يرفضون أفعاله ويحددون الفعل المرفوض. هناك فرق كبير إذا ما قيل للطفل بأن والدك يعتد انه كان بإمكانك إن تكون أفضل في المدرسة وان تكون درجاتك أفضل أو إن يقال له إن والدك يعتقد انك إنسان فاشل وكسول لا تستطيع إن تكون أفضل مما أنت عليه.
الاعتداء العاطفي
الاعتداء العاطفي مستبطن في كل أشكال الاعتداء الأخرى كما أن آثار الاعتداء على الطفل وإهماله على المدى البعيد تنبع غالبا من الجانب العاطفي للاعتداء. والواقع أن الجانب النفسي لمعظم سلوكيات الاعتداء هي التي تسبغ عليه صفة الاعتداء. ومثال على ذلك الطفل الذي يكسر ذراعه. فلو كسرت الذراع أثناء قيادته الدراجة ومحاولته القفز فوق مرتفع مثلاً، فإن هذا الطفل سيتغلب على دائه جسديا ونفسيا، وربما تقوى شخصيته ويكتسب دروسا حياتية قيمة بسبب هذا الحادث الذي تعرض له وتغلّبه على مثل هذه العقبات بالدعم المناسب من ذويه وأصدقائه. أما إذا كان سبب الكسر هو لوي أحد ذويه لذراعه عقابا أو دفعه على السلّم غاضبا مما أدى لسقوطه وكسر ذراعه، فإن هذا الطفل قد يطيب جسديا ولكنه قلما يتعافى نفسيا من خبرة كهذه. ولو أخذنا كمثال آخر الاعتداء الجنسي على الطفل، فإن الطفل الذي يفحصه الطبيب ويضطر للمس أعضائه الخاصة أثناء الفحص الروتيني لا يتعرض لأية آثار سلبية نتيجة هذه التجربة. ولكن نفس الطفل إذا تعرض لمثل هذه اللمسات من قريب بالغ متحرش فإن الآثار العاطفية والنفسية التي ستتركها مثل هذه التجربة لدى الطفل قد لا تزول مدى الحياة. ومثل ذلك الطفل الذي يعيش مع والد يروّعه ويرهبه دون أن يضربه أو يمارس عليه الاعتداء الجسدي الذي قد يجلب له المشاكل، فإن هذا الطفل سيعاني من نفس الآثار المدمّرة التي يعاني منها الأطفال في الأمثلة السابقة دون أن تظهر أعراض الاعتداء عليه أو يتمكن أحد من مساعدته.
ورغم حقيقة أن الآثار طويلة الأمد للاعتداء غالبا تنجم عن الجانب العاطفي منه، فإن الاعتداء العاطفي هو أصعب أشكال الاعتداء إثباتا وملاحقة. فالإصابة البدنية عادة ما تكون ضرورية حتى تتمكن السلطات من التدخل ومساعدة الطفل. كما أن آثار الاعتداء العاطفي تشبه إلى حد بعيد الكثير من الاضطرابات العقلية والجسدية لدى الأطفال، مما يجعل تبيّنها لدى الأطفال المعتدى عليهم عاطفيا أمراً بالغ الصعوبة
الإهمال :
يتعرض عدد كبير من الأطفال للإهمال في مختلف أرجاء العالم. ويُعرّف الإهمال بأنه ذلك النمط "من سوء المعاملة الذي يعبر عن الفشل في توفير الرعاية المناسبة لعمر الطفل" شأن المسكن والملبس والغذاء والتربية والتعليم والتوجيه والرعاية الطبية وغيرها من الاحتياجات الأساسية الضرورية لتنمية القدرات الجسدية والعقلية والعاطفية. والإهمال، بخلاف الاعتداء الجسدي والجنسي، يتسم بصفة الاستمرارية ويتمثل في نمط غير مناسب من الرعاية والتربية وتسهل ملاحظته من قبل الأشخاص القريبين من الطفل. فالأطباء والممرضين وموظفي دور الرعاية ورياض الأطفال والأقارب والجيران هم عادة أول من يشك في إهمال الوالدين لأطفالهم الرضع أو الصغار.
أنواع الإهمال :
o الإهمال الجسدي
o الإهمال التربوي
o الإهمال العاطفي
o الإهمال الطبي
الإهمال الجسدي:
ويمثل غالبية حالات سوء المعاملة الشائعة. ويشمل رفض أو تأجيل الرعاية الصحية الضرورية للطفل وتجاهل الطفل وتركه وحيدا بلا رقابة أو إشراف أو معاقبته بالطرد من المنزل وعدم تلبية احتياجاته الجسدية والعاطفية بشكل ملائم وحرمانه من الشعور بالأمان في بيته. وقد يخلّف الإهمال الجسدي آثارا مدمرة على نمو الطفل منها سوء التغذية والإصابة بأمراض خطيرة والإصابات البدنية البالغة كالجروح والكسور والحروق الناجمة عن عدم مراقبة الطفل والاعتناء به، فضلاً عن فقدان الطفل للثقة في نفسه مدى الحياة.
الإهمال التربوي:
ومن أمثلته السماح للطفل بالتغيب عن المدرسة بدون سبب أو حرمانه من التسجيل في المدرسة أو توفير العون الإضافي الذي يحتاجه في دراسته. ومن نتائجه التخلف الدراسي والمعرفي للطفل وحرمانه من اكتساب المهارات الأساسية الضرورية لنموه وقد يؤدي لانسحابه من المدرسة أو لانحرافه السلوكي.
الإهمال العاطفي:
ويشمل تكرار التصرفات الخاطئة أمام الطفل شأن ضرب الزوجة أمام ناظريه أو السماح للطفل بتعاطفي الكحول أو المخدرات أو حرمانه من العلاج النفسي إذا كان يحتاجه فضلا عن تحقير الطفل والاستخفاف بشأنه وحرمانه من العاطفة والمحبة. ومن نتائج هذا النمط السلوكي تدهور ثقة الطفل بنفسه وإحساسه بأهميته وربما انحرف سلوكه واتجه إلى تعاطي الكحول أو المخدرات وغيرها من السلوكيات التدميرية و التي قد تصل إلى الانتحار. كما أن الإهمال العاطفي المفرط للرضع قد يؤدي إلى وقف نموهم وربما إلى الوفاة.
الإهمال الطبي:
ويمثل عدم توفير الرعاية الصحية الملائمة للطفل رغم توفر القدرة المادية على ذلك. وفي بعض الحالات قد يحرم الطفل من الرعاية الطبية التقليدية أثناء ممارسة بعض الطقوس الاجتماعية وبشكل عام يؤدي الإهمال الطبي إلى تدهور صحة الطفل وربما نتجت عنه مشاكل صحية مضاعفة.
نشرت فى 27 ديسمبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,793,264
ساحة النقاش