قولي لا

 

قد تستغربين من عنوان هذه الرسالة التي أود مشاركتك بها. أريد أن أحدثك عن المواقف والظروف التي تستخدمين فيها كلمة "لا". إن حرف لا حرف نفي يشير إلى رفض القيام بعمل ما، أو نفي فكرة لا توافقين عليها. ويشير إلى رفض الأمور السلبية ورفض القيام بعمل الشر والخطية. وهذا ما حصل لحواء عندما قبلت السماع لصوت إبليس وإغراءاته وصدقت خدعته التي بسببها أسقطت الجنس البشري في الخطية. لم تقل حواء لا لعمل الشيطان الذي أراد أن يفسد مخطط الله للبشر، وهو أن نكون في علاقة مقدسة معه لأنه قدوس.

عزيزتي، عندما خلق الله آدم وحواء خلقهما على صورته ومثاله، بمعنى أنه خلق لهما العقل وحرية الاختياروالإرادة. فالإنسان هو رمز لصورة الله على الأرض. لذلك دعيني أشارك ببعض المواقف التي يجب أن تقولي لا لها:

قولي لا لعمل الشر والخطية، فإن كانت صديقتك مثلا تريد أن تقنعك بالعرافة أو بقراءة الفنجان لمعرفة المستقبل، فاحذري من الوقوع في هذا الفخ وقولي لا، فكلمة الله تقول: "السرائر للرب إلهنا والمعلنات لنا ولبنينا إلى الأبد لنعمل بجميع كلمة هذه الشريعه" (تثنية 29 : 29)، فلا تفتحي باب لإبليس الذي هو كذاب وابو الكذاب.


- قولي لا لمن يريد التحرش بك جنسيا ولا تخجلي، لأن الخجل يوقعك في الخطية، فقد يكون التحرش والاعتداء من أقرب الناس لك، فارفضي ذلك.


- قولي لا للإساءة الجسدية بالعنف والضرب, قد تكونين زوجة لشخص معروف أو ابنة لرجل ذي مركز اجتماعي ولكنه يعاملك بقساوة شديدة, لا تخافي بأن تقولي لا لهذا الوضع وأن ترفضي العنف بأشكاله.


- قولي لا للإساءة النفسية، وهي عندما ينظرون لك نظرة دونية وكأنك ضعيفة وأقل من الرجل وليست لك حقوق اجتماعية متساوية فقط لأنك أنثى.


- قولي لا لمن يفرق بين الذكر والأنثى ويفضل الذكر على الأنثى.. فالله في البدء خلق الإنسان ذكرا وأنثى متساويين، وعند الله لا توجد محاباة ولا تفرقه بين الرجل والمرأة، إنما نحن نعيش في مجتمع شرقي يفرق بين الذكر والأنثى لأنه يظن أن دور المرأة فقط هو الإنجاب والعناية بأمور الأسرة والبيت. إن هذا دور أساسي لا شك به، لكنه لا يلغي حقك بأن تمارسي دورك الاجتماعي، فنحن الآن نعيش في عصر التكنولوجيا، وعليك أن تواكبي هذا العصر وتعملي على رفع مستواك الثقافي وتثابري في حقل المعرفة.


عليك أن تعرفي أن قيمتك منبثقه من مقدار محبة الله الذي تقول كلمته "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح" (1 بطرس 1: 18-19)، إذن عزيزتي قيمتك هي دم الرب يسوع المسيح الذي سفك من أجل خطاياك وخطايا العالم التي ورثناها بسقوط آبائنا الأولين آدم وحواء، حيث أن محبة الله ظهرت في تجسده من العذراء المباركة مريم لكي ما يتمم فداءنا، وكما تقول الكلمة "ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رومية 5: 8).


عزيزتي.. ملخص الكلام هو أن تدركي محبة الله لك، فأنت غالية على قلب الله لأنه اشتراك بدمه الثمين وأصبحت قيمتك وكرامتك منه. من الضرورى أن تعرفي دورك وأن تعبري عن رأيك بحرية, وترفضي أعمال الظلمة وتقاومي الذين يقومون بها, كالقتل، والعنف، وعدم حرية التعبير واستغلال الناس، والظلم.. تمسكي بمكانتك وحقوقك، وعندها تستطيعين أن تقفي ضد الظلم والعنف، ولا تنسي أنك في ظل العناية الإلهية.. فلا تخافي أن تقولي لا للجهل.. لا للعنف.. لا لعدم المساواة.. فالله يريد لأولاده أن يتمتعوا بحقوقهم كما أرادها لهم لذلك تمسكي بهذه الوعود ولا تستهيني بمحبة الرب المتناهية غير المشروطة وهديته المجانية ألا وهي الحياه الأبدية، عليك فقط أن تدركي عمق محبة الله لك وتعرفي وعوده الصادقه والأمينة.

 

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 63 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,656,720