اسرار الزوجة
هل تسمح كرجل أن تكون لزوجتك أسرارها الخاصة التي تحتفظ بها لنفسها؟ أم أن هذا يثير لديك مشاعر الغضب والشك في جميع أمورها؟ ما هي طبيعة الأسرار التي تخفيها الزوجة عادة عن زوجها؟ وفي توجيه هذا السؤال لشريحة من النساء جاءت الأجوبة كالتالي:
- أنا أخفي عنه ما يسيء لي شخصيا، كالأمور التي تحدث في بيت أهلي فلا أحب أن يعرف عنها وخصوصا إذا كانت مشاكل وخصومات حول أمر معين.
- قالت أخرى أنا أخفي عن زوجي بعض المعلومات عن حياتي السابقة كعلاقتي بشخص معين قبل الزواج لئلا يسيء الحكم علي ويعيرني بهذه العلاقة القديمة.
- هناك من قالت أنها تبقي أمورها المالية سرا كونها امرأة عاملة وتشارك بالقليل من دخلها في المنزل والباقي تدخره في حساب خاص للحاجة وللمستقبل المبهم.
- لا أحاول أن أخبره بحقيقة مشاعري تجاه أمه أو أخته وخصوصا عندما يسئن إلي، لكي لا يؤثر هذا الأمر على علاقتنا، وأمثل أنني أحبهم وأحترمهم. فلا أطلعه على حقيقة مشاعري كلها.
- أنا أخفي عليه أحيانا بعض تصرفات ومشاكل الأولاد لئلا يتهمني بالتقصير في حقهم وعدم مراعاتهم جيدا.
هذه بعض الحالات التي تجد المرأة نفسها فيها مجبرة على إخفاء بعض الأمور عن زوجها، وهنا يحدث أن يصبح للزوجة أسرارها الخاصة، ولكن السؤال هل يقبل الرجل أن يكون هناك أسرارا للزوجة؟ وهل يؤثر اكتشاف هذا الأمر على العلاقة الزوجية؟
إن مساحة الأمان التي توفرها كرجل لزوجتك عند مناقشة بعض الأمور معك هي التي تشجعها على الانفتاح أكثر وكشف أمورها أمامك كما ينبغي أن يكون بين الأزواج، حيث أن الزواج هو عقد شراكة كاملة ولا يحق لأحد الأطراف أن يخفي شيئا عن الطرف الآخر وذلك لبناء الثقة والإحساس بالأمان تجاه الطرف الآخر. وهذا ما يفعله الرجال عادة، حيث يكونون السباقين في إخفاء أمور كثيرة عن الزوجة، وخصوصا حياتهم خارج الأسرة، وأمورهم المالية، وعلاقتهم بذويهم حيث قالت إحدى السيدات أنا لا أعرف ماذا يدور بين زوجي وأهله من أمور مالية مع يقيني التام أنه يعيلهم ويصرف عليهم ويترك لي الاهتمام بمصاريف بيتنا الإضافية كوني امرأة عاملة.
إن مدى الانفتاح بين الزوجين يبني جسرا من التواصل الجيد يؤدي إلى الشراكة المثالية في العلاقة، ويلجأ الكثير من الأزواج سواء الرجل أو المرأة إلى أسلوب التجسس للحصول على المعلومات التي تحجب عنهم، وهذا المرض الخبيث يصيب الحياة الزوجية بالانهيار حيث أن اقتحام أسرار الآخرين بدون رغبة منهم عمل غير أخلاقي ويؤدي إلى تدمير الأسرة. حيث أن الإنسان يعتبر حريته الشخصية هي ملك مقدس له ولا يجوز اقتحامها.
لذلك عليك أن تبدأ بتوفير جو من الصراحة التامة بينك وبين زوجتك، وتقبل الأمور التي قد تبدو لك مزعجة، لكي تستطيع أن تجد هي الراحة في الانفتاح وكشف كل خفايا نفسها أمامك، فليس أحق منك في معرفة كل شيء عن زوجتك، وأن تعرف هي عنك أيضا كل شيء. فكلما زادت الأسرار بين الزوجين زادت المسافة الوجدانية بينهما وهذا يؤثر في العلاقة العاطفية بينهما لدرجة كبيرة دون أن يدركا خطورة هذا الأمر.
ساحة النقاش