ما هو قصد الله من الزواج؟
إذا أردنا أن نتمتع ببركة الله في بيوتنا، علينا أن نعرف فكر الكتاب المقدس نحو هذا الموضوع ونقبله حتى نختبر السعادة الزوجية.
إر6: 16 "هكذا قال الرب. قفوا على الطرق و انظروا و اسالوا عن السبل القديمة اين هو الطريق الصالح و سيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم. و لكنهم قالوا لا نسير فيه".
أحد الأجزاء الكتابية الهامة التي تخص الأسرة هي أف 22:5- 33 "أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضا رأس الكنيسة. وهو مخلص الجسد. و لكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء. أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح ايضاً الكنيسة وأسلم نفسه لاجلها... كذلك يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كأجسادهم. مَنْ يحب امرأته يحب نفسه. فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته و يربيه كما الرب أيضاً للكنيسة. لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه. من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته و يكون الاثنان جسداً واحداً. هذا السر عظيم و لكنني أنا أقول من نحو المسيح و الكنيسة. وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه وأما المرأة فلتهب رجلها.
وفي هذا الجزء نجد الأدوار كما يلي:
دور الزوج:
1- المحبة:
نحو الزوجة. ونوع المحبة هنا هي نفس نوع محبة المسيح للكنيسة (المحبة الأجابيAgape Love). وهي المحبة الُمُضحية الغير مشروطة والتي تعني:
قبول الأخر كما هو.
الغفران ونسيان للماضي.
الالتزام بالعطاء حتى عندما يكف الآخر عن العطاء.
التكيف مع العيوب التى لا يمكن تعديلها.
إنها محبة متزنة حيث الهدف منها بناء الإنسان وليس هدمه ومساعدته أن يكون بدوره مصدر حب للآخرين غير منحصر في ذاته. إنها صورة للمحبة المتزنة. "لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله.. و لكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن" (عب12: 6،11). وأما أخيراً فيُعطى الذين يتدربون به ثمر بر للسلام.
2- القيادة:
فالزوج هو قائد للزوجة. وذلك ليس لأنه افضل منها، لكنه دور من الله له علينا أن نقبله وتفهمه.
نوع هذه القيادة:
من أسفل (أي قيادة متضعة) مثلما فعل يسوع وهو المُعلم والسيد (يو4:13-5).
الراعي الذي يضع نفسه عن الخراف.
فيها شركة المساواة.
مسئولية الكاهن عن الأسرة أمام الله (الذي يُعلم والذي يتشفع).
دور الزوجة:
1- معينة نظيره:
تك18:2، وهي هنا (المعينة) أي المُساعد الذي يتناسب معه فيكمل احتياجاته، وهي أيضاً (نظيره) أي المساوية له ومن نفس النوع.
2- الخضوع:
هو اتجاه قلبي داخلي للخضوع للسلطة (التي هي أصلاً من الله)
وهو موقف إيجابي فيه تناقش الزوج بروح الوداعة وأيضاً تعطي رأيها. ومثالها خضوع الكنسية للمسيح عن حب واقتناع وليس إلغاء لشخصيتها.
هو زينة المرأة 1بط3:3
يربح الأزواج للمسيح 1بط1:3
3- المحبة:
وهي أيضاً من نوع المحبة الغير مشروطة تي 4:2
4- الاحترام:
أن تتكلم عنه بصورة جيدة وذلك أمام الآخرين وفي داخلها أيضاً.
سلبيات الزوج (عندما لا يقوم الزوج بدوره الصحيح):
زوج أناني لا يفكر سوى كيف يكون هو سعيد واحتياجاته مُسددة حنى على حساب سعادة زوجته.
المحبة المشروطة (النفعية)، أي العطاء مقابل العطاء. فعندما تكف الزوجة عن العطاء لأي سبب(الإرهاق.. المرض.. أو حتى الاختلاف في وجهات النظر)، يكف هو بدوره عن العطاء.
الإفراط في تدليل الزوجة ظناً بهذا انه يكسب رضاها. (وهو هنا غالباً ما ينبع عن صغر نفس و احساس بالقلة). فمثلاً عندما يقوم الزوج بالأعمال المنزلية التي هي من أدوار الزوجة دون وجود سبب يعطل الزوجة عن القيام به، وعندما يلبي الزوج كل رغبات زوجته دون نقاش لمجرد أنها طلبت أمراً معيناً (وقد يكون الأمر غير ضروري أو ليس في إمكانات الزوج أو أمر غير مناسب لوضع الأسرة في المجتمع). وهذا النوع من الحب لن يحافظ على البيت بل يكون مصدر خلل في العلاقة الزوجية.
التسلط والتحكم والاستبداد بالرأي ومحو شخصية الآخر نابع من صغر النفس وضيق أفق وفهم خاطئ للقيادة. وهو هنا يحرم نفسه من حكمة ورأي شريكة حياته التي كثيراً ما تتميز بنظرة ثاقبة في مجالات عديدة.
الهروب من المسئولية وترك القيادة لها (رفض الدور المُعطى له من الله). وهنا الزوج شخص سلبي غير ناضج لا يستطيع تحمل مسئولية القرار (مع الأخذ في الاعتبار أن من الأفضل أن يترك الزوج القرار للزوجة في مجالات معينة لأنها بحكم دورها أكثر تخصصاً فيها مثل الاهتمام بأمور المنزل واختيار الملبس المناسب.. إلا أن ذلك ليس من السلبية بل هو في الواقع توزيع للاختصاصات).
سلبيات الزوجة(عندما لا تقوم الزوجة بدورها الصحيح):
أن تكون غير معينة (معيقة) عندما تنسى الدور المُعطى لها من الله و غالباً ما يكون ذلك بسبب الجهل أو العناد وغياب المحبة الباذلة والحياة بحسب فكر العالم الذي يشجع على الأنانية، حينما تظن الزوجة أن سعادتها في أن تأخذ وليس أن تعطي.
الخنوع والسلبية وقبول الأمور دون نقاش بسبب الجُبن أو تجنب المشاكل أو الهروب من تحمل المسئولية.
التمرد على قيادة الزوج والرغبة في الاستقلال وتحقيق الذات بأي ثمن. وهذا هو نقيض الخنوع.
احتقار الزوج (مثل ميكال ابنة شاول 2صم16:6) حتى ولم تقل ذلك بصوت عال لكنه اتجاه داخلي لن تجني منه سوى غياب البركة.
الرجاء لكل زوج أو زوجة إذا أردنا السعادة، فعلينا الرجوع إلى النموذج الذي وضعه الله والحياة به، وأن يكون نصب أعيننا شخص الرب الذي وحده يقدر أن يعيننا وأيضاً عنده المجازاة. وعلينا أن نفعل هذا بروح الإيمان وليس المغلوب على أمره و نثق أن تعبنا ليس باطلأ في الرب.
ساحة النقاش