قلق الامتحانات
ولا شك في أنها حالة طوارىء تجتاح كل بيت، يمكن اجتيازها إلى بر الأمان، بشرط تجنب حبوب السهر، المنشطات، وتنظيم ساعات الاستذكار واللهو، مع تأكيد أهمية ممارسة الرياضة التي تساعد كثيراً على هدوء الأعصاب ونجاح الطالب في التحصيل الدراسي، خلال الامتحانات.
يعتبر قلق الامتحانات من المشكلات التي يواجهها طلابنا، والتي تظهر في أي وقت كلما أعلن المعلم عن اختبار أو امتحان، وتتميز حالة القلق بالوعي خصوصاً مع الإحساس باليأس الذي يظهر غالباً في الإنجاز المنخفض للامتحان، وأحد مصادر القلق التلاميذ أنفسهم، وهنا ينتاب التلميذ شعور بأن دراسته كانت غير كافية أو غير فعالة وهذا يثير لديه الشعور بالذنب.
ويؤكد الدكتور رأفت المليحي، اختصاصي الطب العام في أبوظبي أن الآباء مصدر آخر لقلق التلاميذ من الامتحانات بسبب اهتمامهم الزائد بمستقبل أبنائهم فيقول: "مهما كان الأبناء مستعدين للامتحان فإن تحذيرات آبائهم المستمرة تفقدهم الثقة بأنفسهم ويمكن أن يشعروا بالعجز النفسي خلال الامتحان، بل يعتبر المعلمون أنفسهم – كما يرى خبراء آخرون – المصدر الرئيسي لقلق الامتحان بالنسبة لطلابهم، لأن المعلم هو الذي يضع الامتحانات ويديرها، ومن هنا تقع عليه مسؤولية إيجاد المناخ التعليمي والإيجابي الذي يخفف قلق الامتحان عند طلابه، ويمكن ذلك من خلال مساعدة الطلاب على التحضير للامتحانات".
وهم المنشطات!
يخطىء الأبناء من الطلاب عندما يسرفون في تناول الشاي الذي يحتوي على 3,3% من مادة الكافيين المنبهة و15% من مادة التاينين، وهذه المادة الأخيرة ضارة جداً بالجهاز العصبي للإنسان، ولهذا ينصح الخبراء بعدم الإكثار من شرب الشاي، بل يكتفي بتناول كوب واحد أو اثنين في اليوم الواحد، ويمكن إضافة الحليب إلى الشاي لخفيف تأثيره في الجهاز العصبي، ويحذر الدكتور محمد حسني، استشاري الأمراض النفسية والعصبية في أبوظبي من الأدوية التي قد تعاطاها بعض الطلبة بحجة تقوية الذاكرة أو المساعدة على التركيز والسهر، لأنها تحمل آثاراً عكسية في المخ، عندما يتعدى التنبيه الحدود فيصاب المخ بالإجهاد، وكثيراً ما يعاني الطالب – إذ اعتاد تناول مثل هذه الأدوية – عدم القدرة على النوم، فيصاب بحالة من الأرق مما يؤثر تأثيراً مباشراً في التحصيل العلمي
ويؤكد د. محمد حسني أهمية النوم من 6 – 8 ساعات يومياً لصحة الطلاب، مع الاستيقاظ مبكراً للمراجعة، فقد أثبتت الأبحاث أهمية أخذ قدر من النوم ثم الاستيقاظ فجراً، حيث يعد هذا الوقت هو وقت الذروة في النشاط الذهني والعقلي.
ويؤكد الخبراء أن النوم المبكر يلعب دوراً حيوياً في اختزان المعلومات، وتتحقق الاستفادة منه إذ اعزف الطلاب عن تناول المنبهات فيتجنبون التوتر.
قواعد "شيودو" لتخفيف قلق الامتحان
جون شيودو مدير الخدمات الميدانية في جامعة كلاريون في ولاية بنسلفانيا، قدّم قواعد بعد أن جرّبها على مدى 13 عاماً حتى أصبح مقتنعاً بها في تخفيف قلق الطلاب، ويمكن تلخيص تلك القواعد فيما يلي:
- قبل الامتحان: على المدرس أن يخبر طلاب الفصل بموعد الامتحانات قبل فترة مناسبة والموضوعات التي سوف تشملها.
- اختبارات تجريبية: تجري في ظروف مشابهة لظروف الامتحان مع إعطاء عينة من الإجابات.
- أن يكون المعلم واضحاً حول الوقت المحدد، هل يأخذ كل وقت الحصة أو جزء منه.. والإعلان عن الوسائل المسموح باستعمالها في الامتحان.
- مراجعة طريقة التصحيح.
- إرشاد الطلبة إلى كيفية التعامل مع أسئلة الامتحان.
ليلة الامتحان
يكتفي الطلاب بقراءة العناوين فقط ليلة الامتحان، أي مراجعة النقاط الرئيسية، وعدم القيام بحل أي نماذج للامتحان، أو قراءة مذكرة تحتوي على أسئلة وأجوبة، ويستحب النوم مبكراً ليلة الامتحان مع تناول كوب من اللبن الدافىء قبل النوم، ودور الآباء هنا لا غنى عنه في توفير المناخ الهادىء داخل الأسرة، وإرشاد الأبناء إلى حتمية قراءة الأسئلة أكثر من مرة قبل البدء في الإجابة، ومحاولة اللجوء إلى أسهل الأسئلة ثم إلى أصعبها.
يوم الامتحان
هذه مجموعة من الأفكار المفيدة التي يمكن للمعلمين والآباء إرشاد التلاميذ إلى اتباعها يوم الامتحان:
- لا تكثر من شرب المنبهات قبل الامتحان لأنها تزيد الاجهاد.
- تجنب الأكل على الأقل مدة ساعتين قبل الامتحان، ولا تذهب الى الامتحان ومعدتك خالية، ويفضل تناول وجبة خفيفة، حيث أن الوجبة الكاملة تدفع الدم من المخ إلى الجهاز الهضمي وهذا يبطىء القدرة على استرجاع المعلومات.
- ارتد ملابس مريحة أثناء الامتحان.
- جهز نفسك للامتحان، وعندما تشعر بالتوتر خذ قسطاً من الراحة، أغمض عينيك ركز على الامتحان مرة أخرى.
ساحة النقاش