قوة الكلمة المنطوقة
في إحدى الأيام, عندما كانت ابنتي لا تزال صغيرة, وكنا لا نزال نحاول مساعدتها في اتخاذ مواقف إيجابية, استمعت عرضياً وهي تتمنى أن يتحسن الطقس وأن يكون اليوم القادم أفضل, حيث كنا نعيش في ذلك الوقت في بلد ممطر بنحو اسثتنائي.
وبالطبع، معظمنا يعلم وممتن على نعمة الطقس المشمس أو الممطر على حد سواء, لأنه وكما نعرف نحتاج للإثنين معاً. لذلك أخبرتها: عزيزتي, لا أظن بأن الله يمانع في أن نطلب منه تغيير الطقس, إنه يريدنا لنجعل من أمنياتنا ورغباتنا مسموعة عنده. وهو يعدنا بأن يعطينا ما نحن بحاجة إليه. المطر ضروري أيضاً, نحن بحاجة للإثنين, النهار الممطر والمشمس, لذا دعينا نشكر الله لهذا اليوم الذي أعطانا إياه سواء كان ممطراً أم مشمساً.
قد يبدو هذا كدرس تعليمي بسيط للأطفال "أن نكون شاكرين للطقس المشمس والممطر"! ولكنه في الحقيقة جعلني أستوعب أمراً ما وهو أن الطريقة التي نختارها للتحدث عن الأشياء تؤثر على مدى سعادتنا ونظرتنا تجاه الحياة. ومن المؤسف القول بأن العديد منا قد تبنوا عادة استخدام اللغة والمصطلحات السلبية تجاه ظرف معين.
لو أردنا أن نكون إيجابيين أكثر, علينا أن نغير المصطلحات والمعاني التي نستخدمها لكي نكون أكثر إيجابية, ونحتاج كذلك لنغير طريقة كلامنا عن الاشياء لكي نستطيع أن نغير آراءنا تجاه تلك الأشياء.
إن الطريقة التي نصف بها الأشياء لها صلة رئيسية بالطريقة التي نفكر. فعلى سبيل المثال, من الصعب جدا أن نصف شخصاً بصفات غير لائقة وأن نتوقع منه الايجابية في التصرف والتعامل معنا.
كل شيء في الحياة له مزاياه ومساوئه, ولكن إذا رجحت كفة الجيد لا السيء, عندئذ يجب علينا القول بأنه شيء جيد, لأن الله وعلى المدى البعيد يجعل كفة الجيد تتغلب على السيء من أجلنا وكل الأمور تعمل معا للخير للذين يحبون الله.
ساحة النقاش