هل هناك صمت ما بين الأزواج؟
- هل هناك صمت ما بين الأزواج؟
- هل ينتهي الكلام ما بين الأزواج؟
- هل يعبر هذا الصمت عن الغضب؟
- هل هذا الزواج في المرحلة الأخيرة؟
- ولماذا هذا الصمت؟
عندما يلتقي الشاب بالشابة ويتعرفان على بعضهما البعض فمن الطبيعي إن يكون هناك كلام كثير، وهذا يزيد من تعلقهما ببعضهما، وهذا يكون في البداية أي في فترة ما قبل الخطوبة وما بعدها، وكل واحد يسعى لإرضاء الطرف الاخر، فيقرران أن يتوجا هذا التعارف بالزواج. ولكن بعد فترة من هذا الزواج يخيم على هذا الزواج ما يسمى بالصمت، وغالبا ما يكون هذا الصمت من قبل الرجل.
ما الذي حل بهذا الرجل يا ترى؟ وما الذي أصابه؟ وهل يعني أن هذا الرجل وصل إلى مرحلة من مراحل اليأس والفشل في بيته ومع زوجته وتراه في داخله يقول: "لا فائدة!"، ولا يريد أن يفتعل المشاكل لأن لا طاقة لديه، فأسهل ما عليه إن يقرر التزام الصمت. وهذا الصمت لا يدل ولا يعبر إلا عن ضعف الرجل وليس العكس ضعف الرجل في المواجهة والنقاش والحوار.
وهذا الصمت بالنسبة للرجل لا يعبر عن الاستياء أو الغضب والتذمر، لكن على الرجل أن يدرك أن زوجته قد تترجم صمته بهذه الطريقة، وأن يدرك أن هذا الصمت يؤدي إلى حدوث فجوة وهوة في العلاقة الزوجية. فعلى الرجل والمرأة إن يبذلا جهدا عندما يدركهما هذا الصمت القاتل. وعلى الزوجة أن تدرك أن طبيعة الرجل تختلف عن طبيعة المرأة، وأن الرجل يحتاج بعد يوم طويل إلى الراحة وأن يختلي بنفسه ولو للحظات. ويا حبذا ألا يتكلم ويتفوه بكلمة.
أما المرأة، فراحتها تأتي بعد أن تتكلم وترى أن أحدا يسمعها لتصف ما أصابها من تعب وعناء طوال اليوم، وهي تتمتع بالقدرة والطاقة أكثر من الرجل لتتكلم حتى ولو كانت في غاية التعب، فهذا ينسيها تعبها. وهنا على الزوجين أن يبذلا جهدا ليتواصلا ويتفاهما أن وراء هذا الصمت تكمن مشكلة يجب حلها بسرعة وإلا تفاقمت لتقلب حياتهما. وهنا على الرجل أن يدرك أن المرأة تحتاج لمن يتكلم معها وليس العكس، ليس لأن المرأة تحب الكلام ولكن لأنها تحتاج لمن يشعر بها، ولأن تعرف عن زوجها لأنها تهتم به وبكل ما يفعل، وليس كما باعتقاد الرجل أنها تريد أن ترصد جميع تحركاته. كمان أن هناك الكثير من الرجال ممن يتمنون أن تهتم زوجاتهم بهم من هذه الناحية، ولكن لا وقت لديهن لسماع أزواجهن.
إذا، إن كنت عزيزي الرجل من النوع الذي يحب أن يهدأ ويفصل بين العمل طوال اليوم والعودة للبيت، اجلس مع نفسك ولو احتجت لذلك لبعض الوقت خارج البيت لتعود لبيتك بكامل نشاطك، لأن أجمل ما في العلاقة الزوجية بعد الحب هو التواصل، ليس هناك من امرأة أو رجل يريدان الخصام الدائم وإحداث المشاكل في البيت، بل يريدان أن ينجحا زواجهما ويكونان كمثل يحتذى به ويكون بيتهما مؤسسا على الصخر. وهذا يتوقف على الإثنين معا أن يعرف الرجل متى يصمت وأن تعرف المرأة متى تتكلم. كوني أيتها الزوجة هادئة، ولا تثوري بسرعة، واختاري الوقت المناسب للنقاش مع زوجك، وكوني حكيمة في كل تصرفاتك.
ساحة النقاش