رساله مفتوحه للحماوات والكنات

 كم تاملت كثيرا" عندما حمل الي البريد رساله من احد الشباب,الحديثي العهد بالزواج يطلب مني صلاه والارشاد من اجل مشكلة في حياته.

في الحقيقه الرساله هزت اعماقي,ولا اكتم انني اقاوم الدموع التي تسللت من عيني وانا استعيد سطور الرساله.

فكل كلمه فيها شعرت بانها دقة قلب,ونغمه وجدان,وانين حزن اصيل عميق.

كانت كلمات الرساله تصرخ,وتتأوه,وتستنجد,وتستغيث. قال في رسالته:

بيتي جحيم,وحياتي لا تطاق,تحملت ما لم يتحمله البشر,وفكرت في الانتحار عدة مرات,فالخلاف بيني وبين زوجتي وامي التي تسكن معي بعد وفاة ابي مستمر دون هدنه او هواده.

فعندما ادخل الى بيتي وقبل ان استريح من ارهاق العمل,بل قبل ان اخلع ملابسي تأتي الي زوجتي قائله بامتعاض وحقد:"امك اليوم قذفتني بكلمات نابيه جارحه". وعندما اجلس الى طاولة الطعام, تبدأ امي في شكوها من زوجتي فتقول:زوجتك لم ترض مشاركتي الطعام بعد الخصام, وبدات مشاجره معي دون ادنى سبب.

والان اني ممزق بين اكرام الام,واحترام الوزجه,وسلامة البيت.

انا في انهيار وانقسام محطم ومقهور. لقد قمت بمحاولات كثيره لاعقد صلحا" بينهما وباءت كل محاولاتي بالفشل الذريع:والمشكله تتناقم,وتزداد تعقيدا",فهل من حل لمشكلتي؟!

ايها الزوج العزيز:دع المسيح يدخل بيتك, عندئذ فقط تخرج كل المشاكل منه.فما اسعد البيت الذي شعاره حب المسيح. فهو وحده القادر على ان يمنحكم سلام المحبه...المحبه التي تتحمل كل شيئ...المحبه التي لا تسقط ابدا"...ومنه وحده الحل لكل مشاكلنا,وفيه كل الضمان لحياة الوئام والسلام.

عزيزي القارئ,لقد صار صراع بين الحماه والكنة مضرب الامثال, فكل تريد ان تهيمن, وتستاثر وتستوجود بمن تعده ملكا" خاصا" لها,الحماة التي احتضنت ابنها وربيته, وعاشت له كيف تفرط به لشخص جديد يغزوه ويمتلكه؟

والكنة تريد زوجها وقلبه وحبه لها وحدها.

ومن ناحية اخرى,يود الزوج من الزوجه ان تحتفظ بأسرار بيتها,وكم يتضايق عندما تدخل حماته في صالح بيته وتقحم نفسها في كل شيئ في بيت بنتها.

وهكذا نشأت العداوه المره التي تركت ابشع الاثار في النفوس والعائلات.

في يقني ان البيت المسيحي الذي يتمتع بحياة المحبه المسيحيه العميقه لا يعرف مثل هذه الافكار الاثيمه التي لا ترضي الله.

فهل رأيت الصوره الرائعه التي رسمتها لنا ريشة الوحي المقدس بين الحناة والكنة في سفر راعوث؟

لقد رأت راعوث حماتها نعمى غارقه في دموعها بعد ان فقدت ولديها,فاقتربت منها وسالتها:لماذا تبكي يا نعمي؟ هل انت حزينه للماسي الدافقه التي انصبت عليك؟ هل انت متألمه من المحن الهائله التي وصلت اليك؟ فاجايتها قائله:

انا متألمه على هو اكثر من هذا, اني حزينه لان النار التي لدغتني لمست كنتي, كنت اود ان اجرع كأس الالم وحدي, ولا يشاطرني فيه مخلوق, فقالت لكنتها راعوث وعرفه وهي صورة رقيقه جميله لحماة عظيمه عاشت بكل محبه واخلاص مع كنتها..وكم كان صدى هذه المحبه رائعا" عجيبا"؟!!

اما عرفه كنتها فرفعت صوتها وبكت.. ثم احتضنت حماتها في وداع حميم, دامع ومؤثر.

لكن راعوث كنتها الاخرى التصقت بنعمي اجابتها والدموع تتساقط من خديها:"لا تلحي علي ان اتركك,وارجع عنك حيثما ذهبت اذهب, وحيثما بت ابيت, شعبك شعبي,والهك الهي, حيثما مت اموت هناك اندفن..انما الموت يفصل بيني وبينك."

من اجل ذلك كانت مكافأة راعوث عظيمه جدا",اذ جاء من نسلها الرب يسوع المسيح مخلص العالم.

فيا ايتها الحماوات والكنات, هل تتعلمن هذا. الدرس النابض بالحب في العلاقات الاسريه من سفر راعوث؟

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 48 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,694,855